في واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق، تعادل منتخب مصر الأوليمبي مع نظيره الجزائري في افتتاح بطولة إفريقيا تحت 23 عاماً المؤهلة إلى دورة الألعاب الأوليمبية بريو دي جانيرو 2016 بهدف لمثله. مباراة بطيئة من المنتخب المصري فشل خلالها من الحفاظ على تقدمهم ووقعوا في الكثير من الأخطاء، وكثر علامات الاستفهام حول مستوى محمود عبدالمنعم كهربا ورمضان صبحي ومصطفى فتحي، وعلامة استفهام أكبر على اختيارات حسام البدري للمباراة.
الشوط الأول - سيطرة جزائرية وتراجع مصري: الشوط الأول كان في منتهى السوء، خط وسط مهلهل من الجانب المصري، غياب هجومي كامل نظراً لعدم اعتماد حسام البدري على رأس حربة صريح والإكتفاء باللعب بأربعة لاعبين حول منطقة الجزاء هم كريم نيدفيد ورمضان صبحي ومصطفى فتحي ومحمود عبدالمنعم كهربا، والإعتماد على لاعبي أرتكاز لا يجيدون صناعة الهجمات هم رامي ربيعه ومحمد أشرف. وعلى المستوى الدفاعي ظهر قلبي دفاع مصر رجب نبيل وياسر إبراهيم بشكل جيد أمام الهجوم الجزائري بينما ظهر مسعد عوض بشكل مهتز للغاية وأخطأ مرتين كادتا أن تكلفا المنتخب المصري الكثير، وعلى مستوى الظهيرين لم يقم محمد حمدي ومحمد هاني بأداء واجباتهم الهجومية ليفتقد الفراعنة لحلول هجومية جديدة. وعلى الجانب الأخر سيطر خط وسط الجزائر على الملعب بشكل كامل بتقارب خطوطهم وتحركات اللاعبين والضغط على الخصم، وظهر الدفاع الجزائري وكأنه في نزهة بابتعاد لاعبي مصر عن مستواهم، بينما شن الهجو عدة غارات على مسعد عوض لم تهز شباك الفراعنة. الشوط الأول لم يشهد الكثير من الأحداث التي تجدر الإشارة لها، ليطلق الحكم السنغالي صافرته معلناً نهاية الشوط.
الشوط الثاني - هدف مصري مبكر: ومع بداية الشوط الثاني ظهر على المنتخب المصري رغبته في تصحيح الأمور ليضغط الخمس دقائق الأولى، وتلوح في الأفق ملامح خطورة، سرعان ما انتهت وعاد اللعب العشوائي مرة أخرى ليحصل المنتخب الجزائري على الكرة، ويشن هجمة خطيرة راوغ فيها زيدان فرحات مهاجم الجزائر ثلاثة لاعبين من مصر قبل أن يسدد كرة قوية في الزاوية الضيقة يحولها مسعد عوض إلى ركنية مرت بسلام. وأخيراً يظهر المنتخب المصري، ومع أول كرة له على المرمى يمنح كهربا التقدم للفراعنة بعدما حول عرضية محمد أشرف من ركلة حرة برأسه داخل شباك الجزائر معلناً عن تقدم مصر في الدقيقة 55. ثقة كبيرة ظهرت على أداء لاعبي مصر عقب الهدف مع اندفاع لاعبي وسط الجزائر للأمام لإحراز هدف التعادل، لكن أيضاً سرعان ما استحوذ محاربو الصحراء على الكرة مرة أخرى وبدءوا في تسيير اللعب بطريقتهم وبدأ لاعبي مصر في خسارة الكرة بسهولة. وبعد أن سيطرت العشوائية على المباراة واللعب بدون خطة ثلثي وقت اللقاء، قرر حسام البدري إجراء تغيير تكتيكي في اللعب بإشراك محمد سالم بدلاً من كريم نيدفيد في الدقيقة 64.
عوض والدفاع يمنحون الجزائر تعادل مستحق: حصل المنتخب المصري على فرصة لإحراز هدف مضاعفة النتيجة بهجوم ثلاثة لاعبين على لاعب واحد من الجزائر، ضاعت أمام المرمى بطريقة غريبة لترتد على المنتخب المصري، ويحصل فرحات على الكرة ليسير على مهل دون مقابلة من الدفاع المصري ليصل إلى منطقة الجزاء ويسدد كرة أرضية ضعيفة تسكن الشباك لنكتشف أن مسعد عوض كان خارج مرماه دون سبب واضح، لتعود المباراة إلى نقطة الصفر في الدقيقة 67 وفي الدقيقة 77 أجرى البدري التغيير الثاني بإشراك كريم ممدوح بدلاً من مصطفى فتحي لتنيشط الجانب الهجومي قليلاً مع غياب ثلاثي صناعة اللعب فتحي وكهربا وصبحي تماماً وافتقاد المنتخب الربط بين خطوطه المختلفة وبين محمد سالم المهاجم الصريح.
سيطرة مصرية وسوء توفيق في النفس الاخير: المباراة بشكل عام كانت ضعيفة المستوى ، لكن المنتخب الجزائري تفوق على المنتخب المصري بتمريراته الكثيرة من قدم لقدم وتقريب المسافات بين اللاعبين، ليتمكن صانع ألعابهم بن طاهر من مراوغة رامي ربيعه وياسر إبراهيم والمرور إلى داخل منطقة الجزاء ولعب الكرة بجوار مسعد عوض الخارج لمواجهته، لكن القدر يقرر أن يكون رحيماً بالمنتخب المصري وتمر الكرة بجوار القائم في الدقيقة 85. الدقائق الخمس الأخيرة شهدت سيطرة كبيرة من الجانب المصري، حيث مرر أشرف كرة طولية لكهربا الذي حاول مراوغة الحارس لكن الأخير يخرجها ويسقط أرضاً لتعود لمحمد سالم، الذي سدد كرة بعيدة تماماً عن المرمى الخالي من حارسه وتضيع فرصة غريبة. ويجري البدري تغيير أخير بإشراك حسين رجب بدلاً من كهربا، ليحصل مهاجم المقاصة على خطأ في أول لمسة له على حدود منطقة الجزاء، ينفذها كريم ممدوح رائعة في أعلى الزاوية اليمنى لرمى الجزائر يتصدى لها الحارس في اللحظة الأخيرة. المباراة انتهت ليحصل كل فريق على نقطة واحدة ويتقاسمان صدارة المجموعة مؤقتاً بانتظار مباراة نيجيريا ومالي المقرر اقامتها اليوم.
