افتتح الاثنين الماضى د.زاهى حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، ود.سمير فرج، رئيس مجلس مدينة الأقصر، مسجد أبو الحجاج الأقصرى الأثرى بعد انتهاء ترميمه، الذى استغرق حوالى عامين، بتكلفة 10 ملايين جنيه. كما تم افتتاح المنطقة الأثرية بالدير البحرى بعد تطويرها بتكلفة 9 ملايين جنيه، حيث تضم مركزا للزوار، وكافيتريا، وأماكن للبازارات السياحية، وقاما بجولة شملت زيارة إلى استراحة «هيوارد كارتر» بالبر الغربى، والتى من المقرر تحويلها إلى متحف سيتم افتتاحه فى نوفمبر المقبل، بالإضافة إلى تفقد مشروع تطوير وتعديل مدخل معبدالأقصر، ومشروع إنارة البر الغربى، واصطحب الدكتور زاهى حواس عددا من الصحفيين لمشاهدة مقبرة سيتى الأول. والسرداب الملحق بها والذى اكتشفته أول بعثة مصرية خالصة تنقب فى منطقة وادى الملوك بالبر الغربى، حيث كان البحث فى هذه المنطقة مقصورا على البعثات الأجنبية. وذكر حواس أن الحفائر داخل السرداب وصلت إلى عمق 136 مترا تحت سطح الأرض، ومازالت أعمال الحفائر مستمرة داخل الممر، لعله يتم الوصول إلى مزيد من الأسرار داخل مقبرة سيتى الأول والد الملك رمسيس الثانى، والذى تعد مقبرته الصخرية من أهم مقابر وادى الملوك بالبر الغربى. المسجد الذى تم افتتاحه يرجع للعالم الصوفى «يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد» الذى يصل نسبه إلى الإمام الحسين رضى الله عنه. وولد يوسف بن عبدالرحيم فى أوائل القرن السادس الهجرى ببغداد فى عهد الخليفة العباسى المقتفى بأمر الله، وكان يلقب بأبى الحجاج الأقصرى، وله مؤلفات أشهرها « منظومة علم التوحيد « التى تتكون من 1333 بيتا من الشعر، وتوفى فى عهد الملك نجم الدين أيوب عن عمر تخطى التسعين عاما، ودفن فى ضريح داخل المسجد الذى بنى فوق أطلال معبد الأقصر. ويرجع تاريخ إنشائه إلى منتصف العصر الفاطمى، ويقال إن البقعة التى تضم المسجد والضريح كانت مكانا للعبادة فى كل العصور التى مرت عليها، حيث يوجد بها معبدآمون. وبقايا إحدى الكنائس التى تم اكتشافها بالمصادفة والتى لعبت دورا أيضا فى اكتشاف بعض أعمدة وجدران ونقوش من معبد الأقصر داخل المسجد عندما تعرض ضريحه للحريق فى يونيو 2007، وعند بداية ترميمه تم الكشف عن جدران المعبد التى كانت مطلية بدهانات تغطى معالم الأثر، وعند إزالتها ظهرت أعمدة وأعتاب عليها كتابات مصرية قديمة. ويشبه المسجد فى شكله المعمارى المساجد الفاطمية القديمة، وهو عبارة عن مساحة صغيرة مربعة، مغطاة بسقف خشبى، ويعلوه منارة بنيت من ثلاثة طوابق، ثم أضيفت إليه مئذنة فى فترة لاحقة، ولم يعتبرها الأثريون شاذة عن الشكل الجمالى للمبنى، حيث روعى فيها الطابع المعمارى للمكان، ومن أهم محتويات المسجد، القبة التى تغطى الضريح، وهى مكونة من قاعدة غير منتظمة الأبعاد، وتدرج حتى تصل إلى الشكل الدائرى للقبة.