للدورة ال24 من مهرجان الموسيقى العربيه مذاق خاص بالنسبه للموسيقار الكبير صلاح الشرنوبى لأنها دورة التكريم بعد مشوار طويل مع الموسيقى والغناء، فهى التى منحته شهادة العطاء والتتويج، ومنصة التتويج لاى مبدع تحمل شريطا من الذكريات الحلوة والمرة، الصعود والهبوط، النجاح والاخفاق.. كلها محطات يمر بها الفنان فى دقائق تعد على اصابع اليد، وهى التى يتحرك فيها من مقعده بين جماهير المسرح الكبير إلى ان يصل إلى وسط خشبة المسرح حيث يتسلم درع التكريم، الامر الثانى الذى يجعل هناك اهميه لهذه الدورة بالنسبة للشرنوبى هو عمل جديد قدمة لمصر. يقول صلاح الشنوبى: يظل تكريمى فى بلدى دائما وساما كبيرا على صدرى، والحمد لله أننى كرمت فى حياتى، خاصة من مهرجان له قيمته واهميته وهو مهرجان الموسيقى العربية، فهو المهرجان الوحيد الذى يهتم بتراثنا الكبير وفى نفس الوقت يقدم أى موهبه حقيقيه بعيدا عن كونها شهيرة ام لا كما انه اهم احتفالية خاصة للموسيقى العربية الجادة فى العالم العربى. والجميل ان هذا المهرجان لا يكرم الا الشخصيات التى لها تأثير حقيقى داخل الوسط الغنائى، لذلك فالتكريم له طعم ومذاق مختلف، فكل من صعدوا بجوارك للتكريم شخصيات حقيقية وليست هلامية كل واحد منهم له مشوار طويل من العطاء لذلك انت تسعد مرتين مرة للتكريم ومرة اخرى لوجود اسماء كبيرة بجوارك تفخر بأنك منحت التكريم معهم. واضاف الشرنوبى: شريط الذكريات مر على اثناء سيرى فى العشرة امتار التى تفصل بين مقعدى فى الصالة وبين خشبة المسرح حيث سلمنى وزير الثقافة حلمى النمنم درع التكري،م وكما قلت وجدتنى عدت إلى البدايات فى الاسكندرية عندما كنت عازفا وهى محطة هامة لا تقل عن محطات الشهرة لانها مرحلة بناء الشخصية الفنية، ثم عام 1990 عندما قررت الحضور للقاهرة والاستقرار بها ووقتها التقيت بالشاعر عمر بطيشة وهو اول من عرفنى بالسيدة وردة عندما لحنت من كلماته «بتونس بيك» وهى المرحلة التى تعرفت فيها على وردة. وكنت من اكثر الملحنين الذين تعاملوا معها، حيث قدمت معها نحو 6 ألبومات من «بتونس بيك» ثم «حرمت احبك» فى 1992 التى حققت نجاحا كبيرا ثم «نار الغيرة» و«فين ايامك» و«ارجع لحياتك» و«مواسم» و«آن الاوان» فى 2005 وهى اغانى مسلسل كان يحمل نفس الاسم. وهو آخر عمل درامى لها. ورغم اننى تعاونت مع ورده فى بداية الطريق الا اننى لم اشعر بالخوف لسبب بسيط ان بطيشة سمّعها اول لحن لى فى التليفون، وقام بعمل تقديم جيد لى من خلال اغنية «قلبى على طيرى» التى كان قد غناها محمد الحلو وكانت مكسرة الدنيا وقتها، وطلبت وردة لقائى وذهبت لها والجميل انها رحمها الله كان لديها جهاز استقبال جيد بمعنى انها من اول طلة عليك تشعرك بقيمتك وبالتالى يذهب الخوف منك فى ثانية. ايضا لى محطة هامة اخرى مهمة وهى علاقتى بجورج وسوف وكانت معرفتى به غريبة لانها كانت بعد نجاح اغنية «مغرم يا ليل» مع راغب علامة حيث فوجئت باتصال من المنتج محمود موسى يطلب عمل لجورج ومن هنا جاءت العلاقة، والغريب اننى لم التق جورج الا داخل الاستوديوهات فقط وكنت اعد له الاعمال وارسلها يستمع ويقوم بالاتصال بى لدخول الاستوديو. الى جانب محطات اخرى فى حياتى مهمه مع محمد الحلو وعلى الحجار وفضل شاكر ومع سميرة سعيد ومع مدحت صالح وووليد توفيق وصابر الرباعى وآخرين. وتحدث صلاح عن اوبريت «يا طيبه طيبه ناسك» والفكر تعود إلى اننا فكرنا مع أعضاء مجلس ادارة جمعية المؤلفين والملحنين تقديم سلسلة أوبريتات بعنوان «فى حب مصر» وتحدثت فى هذا الأمر مع الموسيقار حلمى بكر وعدد كبير من الموسيقيين لتقديم احتفالية تليق بمكانة مصر، وعندما جاءت الفرصة قررنا أن نطلقها من خلال الدورة ال24 لمهرجان الموسيقى العربية، وبالفعل تم توقيع بروتوكول مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون ودار الأوبرا حتى نبدأ مشوار فى حب مصر. و أوبريت «يا طيبة طيبة ناسك» اقدم فيه شكلا متنوعا للموسيقى المصرية بحيث نقدم أغنية تتحدث عن مصر ومعالمها من خلال اكثر من لوحة فنية النوبية ولوحة إسكندرانية ولوحة قناة السويس وسيناء وأيضا السياحة الدينية، ذلك لتوضيح صورة مصر التراثية وكيف نصل بمصر إلى هذه المرحلة الجميلة لنسلط الضوء على معالمها، وبالفعل عندما أطلقت الفكرة وجدت ترحابا من كل المشاركين فيها، شارك فيها محمد حسن وإيناس عزالدين ومصطفى مجدى وشاندو. واتصور ان العمل سوف يزداد قبولا عند الناس بعد تصويره. وحول غياب الكبار واتهامهم بانهم اصبحوا موضة قديمة قال الشرنوبى: الغناء لا يوجد فيه قديم وجديد، هناك فكر أو لا فكر. ومن يقولون أو يروجون لذلك هم الذين نهبوا التراث الغنائى واستخدموه فى ألحانهم، وكون البعض بنا ابتعد فهذا سببه الوحيد ان هناك حالة من الفوضى نرفض ان يقترن اسمنا بها. سألته عن اسباب قصر عمر الاغانى التى يقدمها اصحاب الفكر الغنائى الجديد؟ قال: لأن اغانى البوب ليس بها مقومات الصدق، ايضا التسرع فى خروج اللحن يؤدى إلى ما قلته. كما ان انتشار الالحان التى تقوم على المراسلة يؤدى لذلك الآن المطرب فى دولة والملحن فى دولة ولا يوجد بينهما أى رابط حتى التسجيل الملحن لا يرى المطرب وهو يغنى لان الموزع هو من يقوم بدور الملحن. الالحان الآن تتم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى مثل «الواتس اب» و«الماسنجر». وابحث بين الاعمال التى عاشت وانتشرت بين الناس لكبار الملحنين وانا منهم سوف تكتشف ان اشهر اعمالى هى التى لم تكن مصطنعة وجاءت بعفوية مثل «اهيم شوقا» و«بتونس بيك» و«كلام الناس» و«حرمت احبك».و«قلبى على طيرى«و«وحياتى عندك» و«الاسامى». وبالمناسبه عندما لحنت هذه الاغانى لم اكن اتعمد تقديمها. وعن مستقبل الاغنية قال: ليس واضحا ولكن لدينا اسماء مما ذكرتها تستطيع ان تعود وهناك شاب مثل محمد محسن يقدم انماطا جديدة حتى عندما يغنى لسيد درويش تتقبل صوته. وانا بطبعى متفائل. واتمنى ان تتاح الفرصة للشباب فى كل الميادين الثقافية، كما كان يحدث فى الماضى عندما كانت قصور الثقافة المتنفس لقطاع كبير وعريض من المواهب ليس فى القاهرة لكن فى اقاليم مصر العامرة بالمواهب التى تتمنى فرصة ليس فى الغناء لكن فى المسرح والسينما والكتابة.