آمال أصيبت بحالة هيستيرية دخل قسم الطوارئ بالمستشفى الأميرى: «أنا عايزة ابنى».. وعبدالسميع: شكوت فى الحى منذ يومين.. قالوا لى: «البيت كويس ولما يقع نبقى نشوف» مواطنون يتهمون رئيس حى الجمرك.. ويسألون: «فين النواب اللى انتخبناهم» من داخل قسم الطوارئ بالمستشفى الأميرى الجامعى بالإسكندرية، كانت صرخات الجرحى والمصدومين فى حادث انهيار منزل مكون من ثلاثة طوابق باللبان، أمس الأول، وبكائهم على الراحلين تحت أنقاضه، تدوى فى أرجاء المستشفى. هذه الصرخات كانت امتدادا لمشهد مأساوى عاشه سكان شارع ابن بطوطة باللبان، بحى الجمرك، عندما انهار العقار رقم 25 الصادر له أمر إزالة، منذ 2002 وقضت تحته، سيدة مسنة وطفل يبلغ من العمر 7 سنوات، وأصيبت سيدة أخرى. «الشروق» رصدت مشاهد الموت التى عاصرها الناجون من العقار، كما التقت إحدى الناجيات من الحادث وتدعى آمال غازى سليم 43 سنة والتى كانت ترقد على أحد الأسرة مصابة بقطع فى الرأس ولم يتم عمل إسعافات لها أو جراحة منذ نقلها إلى المستشفى فى الساعة التاسعة والنصف صباحا عقب وقوع الحادث، أمس الأول. «أنا عايزة ابنى.. هاتولى ابنى.. مت ليه يا عبده»، بتلك الكلمات التى كانت تصرخ آمال وترددها، بعدما أصيبت بحالة بكاء هيستيرى، مؤكدة أن أبنها الصغير عبدالرحمن توفى فى الحادث، بعد العثور عليه تحت الأنقاض، قائلة: «العقار انهار فجأة ولم يستطع أى منهم إنقاذه»، مضيفة: أنها ظلت تحت الأنقاض ما يقرب من ساعة إلا الربع بعد وقوع المنزل ولم تفق إلا وهى ملقاة فى الشارع بين أهالى الحى. فيما قالت ابنة السيدة التى قضت تحت الأنقاض، رجاء إسماعيل محمد 64 سنة إنها تم إبلاغها من قبل الجيران بوقوع الحادث وانتقلت على الفور لتجد شباب المنطقة ينتشلون السكان من تحت الأنقاض قبل حضور الشرطة وقوات الدفاع المدنى، مضيفة أنه تم استخراج جثة والدتها بعد ساعة ونصف من الحادث، فيما تم استخراج جثة ابن أخيها بعد مرور 5 ساعات ظل فيهم تحت الأنقاض. واتهمت الابنة قوات الأمن والحماية المدنية بالتقاعس عن إنقاذ الطفل، متهمة أيضا حى الجمرك بالتسبب فى الحادث، مؤكدة أن العقار كان آيلا للسقوط ولم يتم ترميمه، رغم صدور قرار له بإلاخلاء. ومن أمام مشرحة كوم الدكة، روى رب الأسرة، أحمد محمد عبدالسميع، تفاصيل الحادث قائلا: «فوجئنا بصوت انفجار قوى، أعقبته رجة عنيفة للمنزل وسقطت أجزاء منه وقمت بحمل ابنى والخروج به، إلا أن درجات السلم بدأت فى الانهيار، بعدها سقطت أجزاء من الطوب المنهار فوقى رأسى أنا وابنى ودخلت فى غيبوبة لم أفق إلا بعد انتهاء الحادث لأجد ابنى ووالدتى «فارقا الحياة». وقال عبدالسميع إنه منذ يومين ذهب إلى الحى ليخبرهم بأن المنزل فى حالة خطيرة، وأضاف: «طالبتهم بنقلى إلى مكان بديل مثلما تم تعويض أحد السكان بالعقار من قبل»، وتابع: «مسئولو الحى سخروا منى وقالوا لى روّح بيتك، البيت لسه كويس ولما يقع نبقى نشوف»، مطالبا بمحاسبة مسئولى الحى عن تقاعسهم عن حمايتهم، وكذلك تأخرهم فى استخراج جثمان ابنه من تحت الأنقاض لمدة 5 ساعات. ومن موقع الحادث رصدت «الشروق» شكاوى أهالى المنطقة من عدم إلتفات أى من المسئولين إلى مشكلتهم، وقالوا: «فين المسئولين وفين النواب اللى انتخبناهم»، مؤكدين أن هناك عقارات أخرى يجب إنقاذها قبل أن تتكرر كارثة أخرى، وقالوا إن العقار رقم 67 ش ابن بطوطة، وعقار رقم 21 ش سيدى ونس، وعقارات آخرى ستواجه نفس المصير. وطالب أهالى المنطقة محاسبة رئيس حى الجمرك عما أسماه ب«تقاعسه عن دوره فى حماية منازلهم وترميمها وتنفيذ قرارات الإزالة».