أثارت تصريحات وزير الأوقاف بمعسكر الشباب بالإسكندرية مؤخرا حول منع بعض الدعاة الجدد من الخطابة لعدم حصولهم على ترخيص من الأوقاف الجدل من جديد حول القانون 238 لسنة 1996، والذى يمنع اعتلاء المنابر وإلقاء الدروس داخل المساجد من قبل أى فرد لا يحمل ترخيصا من الوزارة فضلا عن معاقبته بالحبس والغرامة. وأكد الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة أن من حق الوزارة منع من يخرج عن النص وعن الوسطية الأزهرية ليلوث عقول الناس، مشيرا إلى أنه كمسئول عن الدعاة فى الوزارة يقوم بمنع الأئمة والدعاة إذا خرجوا عن النص، مشددا على أن الأمن المصرى لا يتدخل فى عمل الأئمة. وحول عدم حصول بعض الدعاة الجدد على تراخيص للخطابة فى الوقت، الذى يقوم فيه بعض حملة الثانوية الأزهرية والدبلومات باعتلاء المنابر وإلقاء الخطب على الناس، قال عبد الجليل: إن للخطابة مؤهلات وإمكانات، ومتى توافرت هذه الإمكانات فى أى شخص فمن حقه أن يخطب. وأضاف أن هناك فرقا بين «قليل البضاعة وفاسد البضاعة»، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك شخص لديه علم كثير وفقه، ولكن هذا العلم فاسد، بينما قد يكون هناك شخص آخر لديه بعض الفقه والمعقول من حفظ القرآن ولكن يوصل المنهج الوسطى وهذا جيد. وحول ما إذا كان عمرو خالد قد تم منعه بناء على عدم حصوله على ترخيص قال عبدالجليل إن خالد لم يعتل منبرا فى يوم من الأيام، كما أن مسجد الحصرى الذى كان يلقى فيه بعض الدروس كان فى ذلك الوقت مسجدا أهليا وعندما تم ضمه للوزارة تم منع خالد من إلقاء الدروس فيه. وأشار عبدالجليل إلى أنه «لو أراد خالد أن يلقى الدروس فعليه أن يأتى لإصدار ترخيص وسيحصل عليه وأنا أتعهد بذلك». من جانبه أشار الدكتور محمد المهدى المختار رئيس الجمعية الشرعية إلى أن الهدف من القانون هو منع التيارات، التى تضر بأمن الدولة فى إشارة إلى الحد من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على المساجد. وفى المقابل اعتبر الداعية خالد الجندى أن الجهات المعنية أصدرت القانون بعد أن لاحظت ظهور بعض الأفكار الخاطئة، التى يتم ترويجها من فوق المنابر، موضحا أن الهدف الرئيسى من القانون هو منع نشر هذه الأفكار الضارة بالمجتمع مثل أفكار جمال البنا الذى يروج للفاحشة بين الشباب وشرب السجائر فى نهار رمضان. ويعزو الجندى سبب المشكلة إلى اختلاط الفتوى بالدعوة وأن الأزمة ليست فى الدعاة ولكن فى «مفتيى الدعاة»، موضحا أن بعض الدعاة الجدد يعتمدون على الأسلوب اللذيذ والبسمات الناعمة وحلاوة الصوت فى الوقت، الذى يفتقر فيه الى العلم مشيرا إلى أن موضوع الدعوة فى مصر «رمرم» فأصبح «الفاسق يطلق عليه داعية والمخنث داعية». وشكك الجندى فى أن يكون الهدف من القانون منع سيطرة الإخوان المسلمين على المساجد لأن الخلاف بين الإخوان والحكومة سياسى فى الأساس، مضيفا: «نحن لا نرى فى الإخوان فرقة عدائية ضد الإسلام وعلى الدولة التفاهم معهم، ملخصا الموقف بالقول: القانون ليس سيفا على رقاب الدعاة الجدد بل هو سيف على رقاب المنحرفين الجدد.