700 إمام فقط لخدمة 4000 مسجد وزاوية بالإسگندرية كشفت تقارير لجان الشئون الدينية بالمجالس المحلية بالإسكندرية عن رسائل عاجلة من الأعضاء تشكو من عدم وجود أئمة للمساجد والزوايا واعتلاء المتعصبين وبعض المنتسبين للسلفيين لهذه المنابر لنشر خطاب ديني يبث أفكارا تدعو لمقاطعة الأقباط. في يوم 3 أكتوبر 2010 ناقش محلي وسط شكوي رواد مسجد «أولاد الشيخ» بمنطقة محرم بك بشأن عدم وجود إمام بالمسجد وقيام بعض الخطباء غير المؤهلين باعتلاء المنبر يوم الجمعة، والخروج عن سياق الخطاب الديني والدعوة الإسلامية، وحذر الأعضاء من خطورة ذلك بسبب وجود «كنيسة ماري جرجس» بجوار المسجد مباشرة والتي شهدت أحداث فتنة طائفية في العام الماضي، مطالبين بسرعة التدخل لحل هذه الأزمة.. كما حمل تقرير لجنة الشئون الدينية بمجلس محلي العامرية في جلسة 30 يونيو 2010 استغاثة من العضو «سعيد ضيف الله» بشأن الإهمال الشديد في المساجد في منطقة العامرية وعدم تواجد الأئمة ومقيمي الشعائر بالمساجد، مما يتيح الفرصة لبعض العابثين بالصعود علي المنابر وبث الأفكار السامة في عقول الشباب.. وأضاف «ضيف الله» أن العديد من الأئمة يرفضون الذهاب لهذه الزوايا والمساجد التي غالبا ما تبعد عن مسكنهم خاصة الموجودة بقري العامرية وتبعد بمسافة 30 كيلو ويصعب الوصول لها فضلا عن تكلفة وسائل مواصلاتها الذي لا تلائم أجورهم حيث يتقاضي الخطيب مكافأة 15 جنيها علي الخطبة الواحدة بعد أن قام وزير الأوقاف بزيادة رواتبهم حيث كانوا يتقاضون 40 جنيها في الأسبوع بأكمله.. وفي جلسة مجلس محلي المنتزه التي عقدت 23 فبراير 2010 ناقش الأعضاء تقرير لجنة الشئون الدينية حول سؤال العضو عبدالفتاح محمد عبدالفتاح الذي شكا من عدم وجود رقابة علي المساجد والزوايا لافتا إلي قيام البعض بفتح هذه المساجد والزوايا بعد إقامة الصلوات لفترات طويلة وعقد الاجتماعات بها وكذلك عدم وجود أئمة أو مسئولين رسميين عن هذه المساجد والزوايا.. ومن جانبه عقب مسئول مديرية الأوقاف بالحي أن الإدارة قامت بحصر ما يقرب من 800 زاوية ومسجد بحي المنتزه والرمل تابعة للمديرية ولا يوجد بها سوي 150 إماماً خطيب متخصص فقط وهو ما يفتح الباب أمام المتعصبين لاعتلائها.. كما انتقدت لجنة الشئون الدينية بالمجلس المحلي لحي الجمرك، تدني مستوي الخطاب الديني، الذي يتم توجيهه للمواطنين في كثير من مساجد الحي، وخروج الخطباء والأئمة عن مضمون الخطب في صلاة الجمعة، حيث إن الخطاب الديني هو لغة التواصل بين الأئمة والشعب ويساعد في نشر تعاليم الإسلام والوعي الديني بين جميع فئات المجتمع المسلم كما تقدم محمد جلال، عضو المجلس برسالة عاجلة للمجلس بشأن محاولة بعض الأئمة استعراض إمكانيات الإنشاد الديني وسرد الروايات التي لا تمت للدين بصلة أثناء إلقاء الخطب.. وترجع خطورة الأمر إلي نوعية الخطب التي يلقيها معظم المتطوعين وهم عادة يكونون من السلفيين كما حدث في إحدي الزوايا بشارع الطيار بمنطقة البيطاش العجمي، حيث دئب الخطيب السلفي علي التهجم علي الأقباط، ووصل الأمر إلي مطالبة المسلمين بمقاطعة الأقباط قائلا «لا تبيعوا لهم ولا تشتروا منهم ولا تسكن في بيتك مسيحيا ولا تجعله يعالجك وإن حدث هذا فأنت تساعده علي كفره والاثنان في النار».. وتكرر نفس الكلام في زواية أخري بمنطقة ميناء البصل في خطبة الجمعة قبل الاحتفال برأس السنة.. من جانبه قال الشيخ محمد أبوحطب وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية إن أسلوب الأئمة يختلف من إمام إلي آخر وأن مديرية الأوقاف تقوم بإرسال مفتشي متابعة ليحضروا الخطب ويصلوا وراء الأئمة وإن ثبت ضعف الإمام أو خطأه تقوم الوزارة بتغييره، بالإضافة إلي أن مديرية الأوقاف تقوم بعمل دورات تأهيل للأئمة الذين يثبت ضعفهم وتعدهم للخطب الديني بعد اجتياز هذه الدورات التي تستغرق ما يقرب من السنة يستطيعوا من خلالها تقوية نقاط ضعفهم وتنمية قدراتهم.. كما أوضح الشيخ محمد وهدان مدير عام المساجد والدعوة الإسلامية بمديرية الأوقاف بالإسكندرية أن السبب الأساسي وراء تدني الخطاب الديني وضعفه هو قلة عدد الأئمة التابعين لوزارة الأوقاف بالإسكندرية رغم المسابقات والامتحانات التي تعقدها الوزارة للتعاقد مع خطباء جدد، ففي المسابقة الأخيرة لم ينجح سوي 17 إماما علاوة علي أن عدد الأئمة التابعين لمديرية أوقاف الإسكندرية 700 إمام فقط و1030 خطيبا بنظام المكافأة وبعددهم القليل هذا لا يستطيعون إلقاء الخطب وتغطية أكثر من 4000 مسجد وزاوية موجوده بنطاق المحافظة.. وأضاف وهدان أنهم في انتظار عقد اختبارات لتعيين عدد جديد من الخطباء بالمديرية في شهر يناير وزيادة عددهم ليكملوا العجز الموجود، مشيرا إلي أن هناك بعض من يعتلون المنابر ليس لهم صلة بالدين أو الدعوة الإسلامية ويخرجون في خطابهم علي إطار الدعوة الإسلامية دون استيعاب مدي ضرر ما يقولونه علي المجتمع بأكمله.