عيار 21 بكام.. انخفاض سعر الذهب الأحد 28 أبريل 2024    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 28 أبريل    طالبوا بصفقة لتبادل الأسرى.. شرطة الاحتلال تعتقل 7 متظاهرين في تل أبيب    الأهرام: أولويات رئيسية تحكم مواقف وتحركات مصر بشأن حرب غزة    الزمالك يتحدى دريمز في مباراة العبور لنهائي الكونفدرالية الإفريقية    حطموني بعد 23 سنة والآن مفلسة، أيقونة المطبخ الجزائري تستنجد بالرئيس (فيديو)    الأرصاد: اليوم طقس حار نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 31    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    كينيا: مصرع 76 شخصًا وتشريد 17 ألف أسرة بسبب الفيضانات    محاكمة المتهمين بقضية «طالبة العريش».. اليوم    محافظ الإسكندرية يطلق مبادرة توظيفك علينا لتشغيل 1000 شاب وفتاة    موعد مباراة إنتر ميلان وتورينو اليوم في الدوري الإيطالي والقناة الناقلة    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    عاجل.. قرار مفاجئ من ليفربول بشأن صلاح بعد حادثة كلوب    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    أسعار الأسماك واللحوم والدواجن والخضروات.. اليوم 28 أبريل    زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمان لبناء العلاقات مع روسيا    التصريح بدفن جثة شاب صدمه قطار أثناء عبوره المزلقان بقليوب    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    أتلتيكو مدريد يفوز على أتلتيك بلباو 3-1 في الدوري الإسباني    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    غدا.. محاكمة عاطل متهم بإنهاء حياة عامل في الحوامدية    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    حسام البدري: أنا أفضل من كولر وموسيماني.. ولم أحصل على فرصتي مع منتخب مصر    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    بعد جريمة طفل شبرا، بيان عاجل من الأزهر عن جرائم "الدارك ويب" وكيفية حماية النشء    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الأوقاف د. حمدي زقزوق: علماء الدين الإسلامى والمسيحى يتحملون المهمة الرئيسية
نشر في صباح الخير يوم 02 - 02 - 2010

فى تجاوز حادث نجع حمادى تطرق حوارنا مع د. حمدى زقزوق وزير الأوقاف على مدى أكثر من ساعتى زمن إلى أبعاد شديدة الأهمية تتطلب إجابات أشد صراحة ووضوحا.. خاصة أن الحوار قد جاء على خلفية الحادث المجرم الذى وقع فى نجع حمادى.. والمطالبة الرئاسية بانتباه المجتمع كله لإحباط مخططات استهداف نسيج الوطن الواحد.. حيث طالب الرئيس مبارك عقلاء الأمة من الجانبين.. المسلم والمسيحى.. بتحمل مسئولياتهم فى محاصرة الفتنة والجهل والتعصب الأعمى والتصدى لنوازع طائفية مقيتة. سألنا العالم المستنير د. زقزوق عن كيفية صياغة خطاب دينى نحن فى أشد الاحتياج لاستنارته التى تفسد محاولات الداخل ومزايدات الخارج.
سألنا وزير الأوقاف د. حمدى عن أدواته.. المسجد والزاوية والداعية الإمام وخطبة الجمعة. وأجابنا بأن الخطاب الدينى وحده لا يكفى وإنما هناك أدوار أخرى.
بادرنا الوزير د.حمدى زقزوق قبل أن نسأله قائلا: : ما حدث فى نجع حمادى حادث إجرامى قام به بعض الشباب، ممن غرر بهم ليرتكبوا جريمة بشعة تنكرها كل الأعراف الإنسانية، وهذه الجريمة لا تعبر بالضرورة عن حقيقة العلاقة الحميمة التى تربط بين المسلمين والأقباط فى مصر، فالعلاقة بينهما جيدة جدا، وهذا واضح فى جميع صور التعايش الإيجابى والتفاعل المستمر، والتعاون المشترك بين الطرفين، وهذا من أجل مصلحة الوطن، كما أن هذا الحادث بعيد عن الإسلام، ويعمل على التفريق بين أبناء الوطن الواحد.
ولذا ينبغى علينا العمل على توحيد الصف لمنع الأيدى الخارجية من تشويه صورة الوطن، وحتى يتحقق الاستقرار والتنمية، كما أن العلاقة بينى وبين البابا شنودة علاقة صداقة أعتز بها، وهذه الصداقة تعبر عن الأخوة الخالصة بين أبناء الوطن الواحد، وفى ضوء هذه الأخوة تم تقديم العزاء للبابا شنودة والأنبا كيرلس، وإلى أهالى الشهداء فى نجع حمادى.
مصر لا تعرف الاضطهاد الدينى عبر تاريخها الطويل، وإنما هى تسعى إلى احتضان الجميع، استقبلت العديد من الأنبياء على أرضها، وهذا الاستقبال للأنبياء رسخ لدى الشخصية المصرية روح التسامح، والقدرة على قبول الآخر، والتعايش معه دون تمييز، وإذا كانت هناك بعض الأحداث التى تقع بين فترة وأخرى، أطرافها مسلمون ومسيحيون، فهذا أمر قد يحدث بين مسلم ومسلم ، ومسيحى ومسيحى، كما أنه من الطبيعى أن يحدث بين مسلم ومسيحى، ولكن المشكلة تكمن فى أن بعض المتربصين بشعب مصر يلتقطون هذه الحوادث، ويعملون على تضخيمها ليصوروا للعالم أن مصر بها اضطهاد دينى أو فتنة طائفية، وهذا غير حقيقى.
الدين الإسلامى يدين أى تصرفات حمقاء، يرتكبها بعض الحمقى والمأجورين ممن لا يفهمون تعاليم الإسلام الرافضة للقتل، خاصة أن الله عز وجل كرم النفس البشرية وأن الدين الإسلامى يعتبر من قتل نفساً واحدة كمن قتل الناس جميعا، وجاء ذلك فى القرآن الكريم فى سورة المائدة يقول الله تعالى: ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا.
هذه الحوادث لن تؤثر على تماسك الشعب المصرى بطرفيه المسلمين والمسيحيين.
كما أن علماء الدين من الطرفين - المسلم والمسيحى - قادرون على دفع الناس لتجاوز مثل هذه الأحداث التى تهدف إلى اختراق وشق وحدة الوطن وعليهم - علماء الدين الإسلامى والمسيحى - مهمة رئيسية فى صياغة خطاب مستنير يعلى من قيمة التآخى والتسامح ويؤكد على ثقافة المواطنة.
ولو تأملنا قوله تعالى: ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ، لن يكون بيننا متطرف أو متعصب، ومنذ أن كنت طفلا وأنا أرى صور التعايش السلمى بين المسلمين والمسيحيين، فنحن جميعا مصريون، المسلم يتعبد فى المسجد والمسيحى يتعبد فى الكنيسة، وهذا شأن خاص بكل واحد منهما، والقرآن الكريم يقول: لكم دينكم ولى دين ، ونحن فى وزارة الأوقاف ندرك المسئولية الكبيرة علينا فى توعية المواطنين بالرؤية الإسلامية الصحيحة التى تدعو إلى التعددية الدينية والتعايش الإيجابى مع الجميع خاصة الأقباط، وذلك لتحقيق أمن الوطن واستقراره.
*صباح الخير : ما هو المطلوب؟
- وزير الأوقاف : المطلوب يتمثل فى التوعية الدينية السليمة، من خلال المؤسسات الدعوية، والتعليم والإعلام، لأنه لا يقوم بمثل هذه الأمور العنيفة، إلا من يجهل تعاليم الدين الصحيح، هذا إلى جانب ضرورة الكشف عن حقائق الدين ومعرفة تعاليمه، حتى نحمى الشباب من الشعارات البراقة التى يرفعها أصحاب الفكر المتطرف، ولن نتمكن من الرد على هذه الأفكار المغلوطة، إلا بإبراز الأفكار الإيجابية، وتوصيلها للناس وإقناعهم بها، والاعتماد فى هذا الإقناع على نصوص الدين الواضحة التى لا تحتمل تأويلاً، هذا إلى جانب أن الإسلام يعتبر أن قتل النفس الواحدة جريمة منهى عنها، وجعلها بمثابة قتل للبشرية كلها.
كما ينبغى ترسيخ قيمة التسامح فى نفوس النشء، عن طريق التربية والمناهج التعليمية، والتسامح يدعو إلى احترام التعددية الدينية والثقافية، ويدعو إلى قبول الآخر والحوار معه، بصرف النظر عن أى انتماءات عقيدية، والتسامح الإسلامى ليس تسامحاً حيادياً. أو تسامحاً بارداً، وإنما هو تسامح إيجابى يحث على التعاون مع الآخرين من أجل النهوض بالمجتمع، هذا إلى جانب ضرورة مراجعة مناهج التعليم، وتضمينها قيم الحوار، والتعايش مع الآخرين، وإقرار حقوقهم، وتدريس آداب الخلاف والتربية عليه، وذلك لقوله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن.
* صباح الخير: تتحدث عن خطاب دينى إلى جانب بعض الأدوار الأخرى..
وزير الأوقاف: عندما بدأ الناس يسمعون حكاية تجديد الخطاب الدينى قالوا هذه تعليمات من أمريكا، وقالوا أيضاً هذه دعوة لتمييع الإسلام، ولكن نحن من بادئ الأمر لانقوم بأى شىء فى وزارة الأوقاف إلا إذا كان له أساس دينى، والتجديد هنا نحن نعتمد فيه على الحديث الصحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، فالنبى صلى الله عليه وسلم هو الذى استخدم مصطلح التجديد فى الدين، وعندما نتحدث نحن عن التجديد فى الخطاب الدينى يثور الناس، ويقولون تعليمات من أمريكا.
التجديد فى الدين هو الابتداع فيه، ونحن لانبتدع لشىء فى الدين، ولاندعى وجود شىء ليس من ثوابت الإسلام، والنبى صلى الله عليه وسلم عندما يقول تجديد فهو يعنى تماماً ما يقول والمقصود من قوله صلى الله عليه وسلم أن التجديد ليس تجديداً فى تعاليم الدين أو ثوابته، ولكن هناك أشياء فرعية، هذه الفروع تتغير ولكن الإيمان بالله لايتغير.. والإيمان باليوم الآخر لايتغير.. الصدق فضيلة والكذب رذيلة لايتغير فهذه أشياء ثابتة لاجدال فيها، وليست داخله فى التجديد، ولكن التجديد يكون فى الفروع فقط هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى نحن نحتاج إلى التجديد فى شيئين أولهما: التجديد فى القضايا التى يعالجها الدعاة، وثانيهما: التجديد فى الأسلوب الذى يستخدمه الدعاة فى توصيل الرسالة إلى المواطنين، فهذا الأسلوب ينبغى أن يتغير، ففى الماضى كانت الخطبة كلها عبارة عن سجع مكرر قد يكون هذا مقبولاً فى فترة من الفترات، لكن هذه الرسائل غير مقبولة اليوم، وكذلك لجوء الدعاة إلى استخدام الصوت العالى والتشنج والانفعال والصراخ فى الخطبة فهذه الأشياء أصبحت مرفوضة وممجوجة، وبالتالى ينبغى أن يتخلى عنها الداعية، لأنها تحدث أثراً عكسياً ينفر الناس من الخطبة، هذا إلى جانب أنه كان هناك العديد من الدعاة ممن يلجأون إلى سرد قصص وروايات وخرافات وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان هذه الروايات قد تسلى العوام، لكنها لاعلاقة لها بالخطاب الدينى على الإطلاق.
فالمجتمع تغير تماماً، ولذا فالأسلوب ينبغى أن يتغيير هو الآخر، كان الدعاة يلجأون إلى أسلوب الترهيب والتخويف، فكان الناس ينظرون إلى الدين على أنه شبح أو بعبع والإنسان منهم فى انتظاره عذاب أليم فى الآخرة، وينتظره فى القبر كذا وكذا، فهذا الأسلوب غير مطلوب فإذا كان المولى عز وجل أعطى للناس الأمل، فلماذا نصعبها على الناس؟
* صباح الخير : قلت قبل ذلك أن عدد المساجد فى مصر 401 آلاف مسجد، وعدد الأئمة فى وزارة الأوقاف خمسين ألف إمام، فهل هذا العدد كافٍ لجميع المساجد ؟
- وزير الأوقاف: بالتأكيد هذا العدد غير كافٍ، ولذا نستعين بعدد من الخطباء العاملين بالمكافأة، وكان من الممكن أن نقوم بتعيين أى أئمة والموضوع ينتهى، ولكن نحن منذ 8991، وحتى يومنا هذا، لا نقبل أن يعين إمام فى وزارة الأوقاف إلا بعد اجتياز مسابقة دقيقة جدا، من ينجح فيها، هو من يتسلم عمله فى الوزارة، وإن كان قد تقدم فى مسابقة هذا العام 00681 إمام ، وكل سنة يتقدم نفس النسبة تقريبا، وكان من السهل علينا أن نقوم بتعيين ثلاثة آلاف منهم والموضوع ينتهى، ولكن نحن نراعى الدقة فيمن يعتلى منبر الرسول صلى الله عليه وسلم .
خطباء المكافأة، هم خطباء تستعين بهم الوزارة فى خطبة الجمعة فقط لسد العجز، ويتم الاستعانة بهم من خلال تصاريح تمنحها لهم الوزارة بعد اختبارهم ونجاحهم فى هذه الاختبارات، ولا نعطى هذه التصاريح إلا لمن يثبت قدرته على القيام بأداء خطبة الجمعة، ومن يثبت عدم قدرته يتم الاستغناء عنه حتى لو تم منحه الترخيص بممارسة الخطبة، فنحن لدينا فى وزارة الأوقاف حوالى خمسين ألف إمام معين، ولدينا مساجد أكثر من ثمانين ألف مسجد، وخمسة وعشرون ألف زاوية، يبقى 501 آلاف مسجد وزاوية، وتوجد زوايا لا تقام فيها صلاة الجمعة لأنها صغيرة، كما أنه يوجد إلى جوارها مسجد كبير، فلا تقام فيها صلاة الجمعة، لكن من يرغب فى الصلاة سريعا، وأنا أقصد صلاة العصر أو المغرب أو غيرهما من الفروض عدا الجمعة، يمكنه الذهاب لأى من هذه الزوايا، لكن صلاة الجمعة لا، وهذه الزوايا تابعة لوزارة الأوقاف، وتخضع لإشرافها، لكن لا تقام فيها شعائر صلاة الجمعة، لأن فيه مساجد أقيمت بجوارها.
* صباح الخير : لماذا ؟
- وزير الأوقاف : حتى لا تكون وكرا للمتطرفين، فعندما كانت هذه المساجد أو الزوايا أهلية، كانت متروكة سداح مداح يخطب فيها أى شخص غير مؤهل، وكان هؤلاء الأشخاص يقولون أى كلام، وكان فى الغالب من يقوم بالخطبة هو صاحب المسجد، لأن المسجد لا يتبع الوزارة، ولذا قمنا بتوفيق من الله بضم كل المساجد والزوايا.
* صباح الخير : هل عدم رفع الأذان بأصوات المؤذنين شىء صحيح، مع أن الأذان فى حد ذاته عبادة؟
- وزير الأوقاف : نحن لا نضع شريط كاست للأذان، وإلا كان المشروع انتهى من زمان، لأن الفتوى الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية، والمفتى الحالى، والمفتى السابق، حينما وافقوا شرعا على توحيد الأذان كان بشرط أن يكون المؤذن حيا، وليس شريط كاست، ولذا كتب بعض الناس فى بعض الصحف، وتساءلوا عن سر التأخير فى تنفيذ المشروع، وقالوا أيضا أن المشروع فى منتهى السهولة وهو أن أضع شريطاً وانتهينا، لكن هذا لا يجوز لأنه مخالف للفتوى الشرعية، ولذا قمنا بتشكيل لجنة من الشيخ أبو العينين شيعيشع، والشيخ أحمد نعينع، وجئنا لهما بحوالى أربعمائة مؤذن، وتم اختيار أربعين مؤذناً منهم، وتمت تصفية الأربعين بعد ذلك إلى أربعة وعشرين مؤذناً من أصحاب الأصوات الجميلة، وهؤلاء هم من سيذهبون إلى الاستديو فى الإذاعة ليقوموا بالآذان.
وسوف تقوم الهيئة العربية للتصنيع فى الفترة القادمة بتصنيع الأجهزة المطلوبة، وهى بالنسبة للقاهرة أربعة آلاف جهاز على حسب عدد المساجد، وبعد ذلك من الإسكندرية مباشرة عقب الانتهاء من مساجد القاهرة، ونحن لدينا فى القاهرة أربعة آلاف مسجد، وعدد المؤذنين لا يتعدى 827 مؤذناً فقط فى القاهرة كلها، ولذلك كان يقوم بالأذان فى بعض الأوقات إما مقيم الشعائر تطوعا، أو عامل المسجد، ولكن المؤذنين الحاليين سوف يتم عمل دورة تدريبية لهم لإعادة تأهيلهم ، كى يصبحوا مقيمى شعائر.
* صباح الخير: الوزارة تساهم بإنشاء مدن سكنية للشباب فى المحافظات بأجر مادى بسيط، فماذا عن هذه المدن ؟
- وزير الأوقاف : المدن السكنية يتم إنشاؤها لإسكان الشباب، وتم الافتتاح ووضع حجر الأساس للمدينة السكنية فى الإسكندرية يوم 2 يناير 0102، هذه المدينة يتم بناؤها على مساحة 021 ألف فدان، وسوف يكون فيها 8028 وحدات سكنية للشباب، ومساحتها 36 متراً للشقة، وهى مدينة متكاملة، بتكلفة 057 مليون جنيه، تتحملها هيئة الأوقاف بالكامل، وهذه المدينة تضم مدارس وسوقاً تجارية، ومبانى وخدمات، ودار حضانة، ومكتبة ومسجداً وبها كل الخدمات، وسوف يتم تأجيرها للشباب ضمن البرنامج الانتخابى للسيد الرئيس محمد حسنى مبارك، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من هذا المشروع خلال 81 شهراً، وقبل ذلك كان قد تم وضع حجر الأساس لمدينة سكنية جديدة فى محافظة المنوفية، وهذه المدينة عبارة عن 009 وحدة سكنية بتكلفة 88 مليون جنيه ، وتكفلت الوزارة ببناء 02٪ من قيمة هذا البرنامج، والبرنامج يهدف إلى بناء نصف مليون وحدة سكنية، والوزارة ممثلة فى هيئة الأوقاف تتحمل تكاليف تنفيذ مائة ألف وحدة سكنية.
ونحن فى انتظار السيد الرئيس محمد حسنى مبارك، ليفتتح بعض هذه المشروعات فى الأيام القادمة، لأن هذه المشروعات تم الانتهاء منها وتشطيبها، وهى جاهزة للسكن بالفعل، فعلى مدار الشهور الماضية، ويمكن من سنتين منذ أن أعلن الرئيس عن برنامجه الانتخابى، ونحن سائرون فى هذا الطريق، ولدينا خطة كاملة لأكثر من مائة ألف وحدة سكنية، والعمل حاليا جار على قدم وساق، وباكورة هذه المدن فى قليوب، وهى مبانى مشرفة ليست كالمساكن الشعبية المتعارف عليها.
* النقاب والحرية الشخصية
* صباح الخير : البعض يقول أن النقاب حرية شخصية، فما رأيك فى ذلك ؟
- وزير الأوقاف : هذه الحجة مردود عليها، ومن وجهة نظرى ارتداء النقاب ليس حرية شخصية، وإنما هو إساءة استخدام للحرية الشخصية.
لأن النقاب ضد الطبيعة البشرية، كيف نتواصل مع الآخرين، فأنا عندما أتحدث معك أراك، وأرى وقع كلامى عليك، والله عز وجل جعل الوجه حتى يستطيع الناس أن تتواصل من خلاله، وضد مصلحة المجتمع لأن النقاب يساء استخدامه، وهناك العديد من الجرائم التى وقعت تحت ستار النقاب، كما أنه ضد الدين.
الدين يحتم على المرأة أن تكشف وجهها فى الحج، وهناك ملايين البشر الموجودين لأداء هذه الفريضة، ولا يجوز للمرأة أن تغطى وجهها، فإذا كانت لا تغطى وجهها أمام هؤلاء الملايين من البشر، فى هذا الجمع الغفير، والذى يختلط فيه الحابل بالنابل، فلماذا ترتدى النقاب فى الأوقات الأخرى؟!، كما أن الوزارة أصدرت كتاباً بعنوان النقاب عادة وليس عبادة، يعنى لا علاقة له بالدين مطلقا، وفى هذا الكتاب آراء أشخاص لهم احترامهم وتقديرهم، وهناك شخص لا يختلف عليه أحد هو الشيخ الغزالى، وهذا الرجل كان فى الأساس من الإخوان، ولكنه انشق عنهم، لكنه لا يختلف عليه أحد، فهو رجل معتدل، ويحارب النقاب تماما، لكن هناك أشخاصا مزايدين، وهم الإخوان وعاملين هيصه على هذا الموضوع، لأنهم محتاجين يكونوا أنصار لهم فى الانتخابات، ولذا يقولون للمنقبات إحنا إللى بندافع عنكن.
النقاب لا يدخل تحت مسمى الحرية الشخصية على الإطلاق، لكن فتاة تتحجب حرية شخصية، وأخرى لا ترتدى الحجاب حرية شخصية، والله عز وجل هو الذى سيسأل عن هذا الموضوع، لكن نحن كبشر لا نملك حق التنظيم فى هذا الموضوع ، والحرية الشخصية لا تأتى فى موضوع النقاب على الإطلاق؟
* ضوابط الحرية الشخصية
* صباح الخير : هل توجد فى وزارة الأوقاف داعيات منقبات ؟
- وزير الأوقاف: توجد موظفات فى الأعمال الإدارية منقبات وهن حوالى 31 امرأة منقبة فى الوزارة.
* صباح الخير : لكن مفيش داعيات ؟
- وزير الأوقاف : أولا بالنسبة للموظفات، قمنا بعمل توعية لهن وكان عددهن حوالى 61 موظفة، وبعد ذلك قام وكيل الوزارة لشئون الدعوة بالجلوس معهن، وأضح لهن حقيقة الأمر وأنه لا صلة له بالدين، وأنه مجرد عادة، وأعطاهن كتاب الوزارة النقاب عادة وليس عبادة، والتقى بهن مرة أخرى، فقامت ثلاث منهن بخلع النقاب، وتبقى 31 امرأة رفضن خلع النقاب، وعندما جلس معهن بعدما قرأن الكتاب قلن له أنهن لسن مقتنعات بالنقاب، ولكن المشكلة تكمن فى كونهن لم يعدن يملكن الجرأة على مقابلة الناس، فالنقاب هنا أصبح عادة مستحكمة ، مثله مثل التدخين، ولذا تركناهن، ولم نجبر أياً منهن على عدم ارتدائه، لكن كان كل ما يهمنا هو توضيح حقيقة الأمر لهن.
أما ما يتعلق بالداعيات فقد قمت بتعيين ما يقرب من خمسين داعية من السيدات، وهذا منذ ما يقرب من أربع سنوات، وتم تعيينهن عن طريق المسابقة وتقدم حوالى سبعمائة فتاة، تم اختيار خمسين فتاة.
وهن من خريجات كلية البنات الإسلامية وتم تعيين هؤلاء الداعيات على درجة مثلها مثل الإمام، فتم تعيينهن، وبعد فترة طلبت أنه التقى بهن عشان نشوف هما بيعملوا إيه ففوجئت بأن خمساً منهن ارتدين النقاب، هؤلاء الداعيات الخمس عندما تقدمن لهذه الوظيفة لم يكن قد ارتدين النقاب بعد، ولذا صدر قرار بعدم تولى هؤلاء الداعيات الخمس أمور الدعوة على الإطلاق، وتم تحويلهن إلى أعمال إدارية، واستمر بقية الخمسين فتاة بدون نقاب.
* (عناصر النجاح)
* صباح الخير: قلت إن المسابقة الأخيرة تقدم فيها 81 ألف خريج نجح منهم ألفان فقط فما هى الشروط التى على أساسها يتم اختيار الدعاة وتعيينهم؟
وزير الأوقاف: هناك أربعة عناصر أساسية للنجاح فى المسابقة هى حفظ القرآن الكريم، والمعلومات الدينية والمعلومات العامة، والسمات الشخصية، هذه هى الشروط التى على أساسها يتم تقييم الشخص فمن تكتمل فيه هذه الصفات الأربع ينجح فى المسابقة، ومن يفتقد شرطاً منها لاينجح وهذه المسابقات أثبتت نجاحاً ملحوظاً فى اكتشاف عناصر من الدعاة الشباب المتميز والقادر على تحمل المسئولية فى الدعوة، والوزارة لن تتراجع عن المضى فى هذه السياسة التى تم تحديدها لتعيين الدعاة عن طريق المسابقة، ولأنها تفرز العناصر الشابة التى تمتلك رؤية مستنيرة، وثقافة دينية معتدلة قادرة على تقديم خطاب دينى معاصر يتواكب مع قضايا العصر ومستجداته لتنوير المجتمع.
*(المغالاة والتشدد)
* صباح الخير: أصحاب الفكر الظلامى المتشدد فى جماعة الإخوان المحظورة والسلفيين وغيرهم يغالون فى كثير من أمور الدين!!
وزير الأوقاف: الإسلام دين الوسطية والاعتدال، وكما جاء فى القرآن الكريم يقول الله تعالى: يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر، بمعنى أن هذا الدين أراد الله من خلاله أن يأتى إليكم بالتيسير وليس بالتعسير، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: يسروا ولاتعسروا، بشروا ولاتنفروا.
وهناك حديث آخر عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبى صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا وأين نحن من النبى صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم أما أنا فإنى أصلى الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال ثالث: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم ذلك فحمد الله وأثنى عليه، وقال ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، أما والله إنى لأخشاكم لله، وأتقاكم له لكنى أصوم وأفطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج النساء، وهذه سنتى فمن رغب عن سنتى فليس منى، وهذا الحديث رواه البخارى ومسلم وغيرهما. فهذه هى الوسطية والاعتدال، بعيداً عن التشدد والمبالغة فمال بال المبتدعين والمتشددين مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أهم راغبون عنها أم راضون بها؟ ولذا أقول لكل مبتدع: قف مع نفسك وانظر أأنت ممن رغب عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أقول لهم أن الإسلام دين إنسانى لأبعد الحدود.
* صباح الخير: ما رأيك فى اتهام الدعاة فى الأوقاف بأنهم دعاة حكومة غير مؤهلين للدعوة؟
وزير الأوقاف: نحن لانلتفت لمثل هذه الأقوال فالحكومة لاتفرض علينا شيئاً، ولا تأتينا أى تعليمات من الحكومة عن ماذا نقول، ونحن لانتعامل إلا مع المولى سبحانه فهو المطلع على قلوب عباده جميعاً والحمد لله على مدى أربع عشرة سنة حتى الآن لم أتلق أى تعليمات من أى جهة عمل كذا ومتعملش كذا، فإذا لم توجد خطة عمل لدى أى وزير، أو لم تكن لديه أى مبادرات يستطيع أن يقوم بها لخدمة الناس فى المجال الذى يعمل به حتى يحقق أكبر مصلحة وإفادة للبلد لايصلح أن يكون وزيراً.
* صباح الخير: فى كلامهم.. لماذا يأخذ بعض الدعاة من الإسلام قشوره؟
وزير الأوقاف: الدين فيه ثوابت، وفيه أمور ثانوية هامشية، والثوابت فى الدين هى الإيمان بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسله، وأركان الإسلام المعروفة، والأمور القطعية فى القرآن والسنة الصحيحة وهذه أمور لاجدال فيها، وهناك أشياء أخرى تعتبر شكليات أو هامشيات سواء فى الملبس أو المأكل أو المشرب، وهذه الأشياء النبى صلى الله عليه وسلم لم يفرض علينا أسلوباً معيناً فى كيفية القيام بها، فقال صلى الله عليه وسلم: كل ما شئت والبس ما شئت، وطبعاً كل هذا يتم فى حدود الآداب العامة، لكن كون الناس قديماً كانوا يرتدون الجلباب، واليوم يرتدون البنطلونات أو أى لبس آخر فهذه ليست مشكلة كون الناس قديماً كانوا يأكلون بأيديهم، واليوم يأكلون بالشوكة والسكينة هذه ليست مشكلة، فكل ذلك يتم حسب الأجواء العامة فى كل مكان، والدين لايفرض شيئاً من هذه الأشياء، فمثلاً الدين لايفرض على المسلمين ممن هم فى المناطق الباردة أن يرتدوا نفس الملابس التى يرتديها سكان المناطق الحارة، لكن كل جهة تتعامل مع الأمور الفرعية طبقاً للقواعد والعادات والتقاليد المرعية فى هذا البلد.
* صباح الخير: وماذا عن القضايا التى يناقشها الدعاة؟
وزير الأوقاف: القضايا تغيرت كثيراً، فالقضايا فى الماضى تختلف عن قضايا اليوم، ونحن فى عصر الفضائيات والعولمة والسموات المفتوحة، فلا يعقل أن تكون قضايا اليوم هى نفس قضايا الماضى، ولذا ينبغى أن نقوم بدراسة حالة المجتمع لنرى ماذا يحتاج إليه، ونقوم بمعالجته فى خطبة الجمعة هذا الدرس الأسبوعى، لأن الخطبة عبارة عن رسالة يقوم الإمام بتوصيلها إلى الناس كل يوم جمعة لتوجيههم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح للتجاوب مع المجتمع، وتوعية الناس بجوهر الدين الصحيح بعيداً عن الشكليات والهامشيات، من خلال ترسيخ القيم الإسلامية التى تدفع إلى تقدم المجتمع حتى يقبل الجميع على الحياة والعمل وغرس الأمل فى العقول والقلوب.
الدين جاء لمصلحة المجتمع وسعادة الإنسان فى دنياه وآخرته، فالدين ليس وسيلة لعكننة الناس وتسويد عيشتهم، فالدين جميل لكن هناك بعض الدعاة ينفرون الناس من الدين بسلوكهم وأقوالهم، فنحن نسعى إلى ترغيب الناس فى الدين مرة أخرى حيث يعرف الناس أن الدين جاء لمصلحتهم وسعادتهم وليس لتكدير حياتهم.
* صباح الخير: لماذا لاتوجد رقابة من الوزارة على دعاة الفضائيات؟
وزير الأوقاف: دعاة الفضائيات لا سلطان لنا عليهم على الإطلاق، ومع ذلك فأنا أرفض ما تبثه هذه القنوات الدينية من فتاوى غريبة عن الإسلام وتسىء إليه، ومن وجهة نظرى أنها لاتقل خطورة عن أنفلونزا الخنازير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.