رفض أحد كبار زعماء الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا ما جاء به التقرير الهولندي الذي نشر بالأمس من أن صاروخا روسي الصنع هو الذي تسبب في اسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية MH17 عام 2014، مما ادى الى مقتل كل ركابها البالغ عددهم 298. وقال الزعيم الانفصالي اليكساندر زاخارتشينكو لبي بي سي إن التحقيق الذي أجري في الحادث "لم يكن تحقيقا سليما بالمرة." في غضون ذلك، دعا مدير هيئة الطيران المدني الروسية يوم الاربعاء هيئة الطيران التابعة للأمم المتحدة الى فتح تحقيق جديد في الحادث. وتقول أوكرانيا والدول الغربية إن المتمردين الانفصاليين هم الذين اسقطوا الطائرة وهي من طراز بوينغ 777، فيما تحمل روسيا القوات الأوكرانية مسؤولية الحادث. وكانت الطائرة المتوجهة من امستردام في هولندا الى العاصمة الماليزية كوالا لامبور قد تحطمت في ذروة الصراع بين القوات الأوكرانية الحكومية والمتمردين في تموز / يوليو من العام الماضي. وكانت لجنة تحقيق دولية رأسها مجلس السلامة الهولندي قد أصدرت تقريرها النهائي حول الحادث يوم الاربعاء بعد تحقيق استمر 15 شهرا. وكان اغلب الضحايا (196) من المواطنين الهولنديين بمن فيهم ذوي جنسيات مزدوجة. وبقية الضحايا ينتمون الى 10 دول. وتوصل التقرير الى ان صاروخا روسيا من طراز (بوك) قد انفجر على الجهة اليسرى من مقدمة الطائرة وتسبب بانفصال بعض اجزائها. ويقول خبراء إن الجيشين الروسي والأوكراني مزودان بهذا الطراز من الصواريخ. ولكن زاخارتشينكو، الذي يتزعم "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أسسها المتمردون شرقي أوكرانيا، نفى يوم الاربعاء أن تكون قواته تمتلك هذا النوع من الصواريخ. وانتقد زاخارتشينكو مجلس السلامة الهولندي متساءلا عن سبب امتناعه عن ذكر الجهة التي اطلقت الصاروخ وموقع اطلاقه. يذكر أنه طبقا القوانين التي تعمل بموجبها التحقيقات في حوادث الطيران الدولية، لم تكن الجهة الهولندية مخولة بتحميل مسؤولية الحادث لجهة بعينها. وقال زاخارتشينكو لمراسل بي بي سي توم بوريج متساءلا "لماذا لم يسمح للماليزيين بالوصول الى مكان الحادث؟ لماذا لم يجمعوا كل الحطام؟ فإنهم للساعة لم يجمعوا كل الحطام." وعند سؤاله عن البيان الذي أصدره المتمردون الأوكرانيون بعيد اسقاط الطائرة وقالوا فيه إنهم اسقطوا طائرة نقل أوكرانية، قال الزعيم الانفصالي إن البيان "ربما كان مزورا." وهاجم زاخارتشينكو الحكومة الأوكرانية لتقاعسها في اغلاق المجال الجوي شرقي البلاد، وهو ما قالته اللجنة التحقيقية ايضا إذ قال رئيسها إن الظروف كانت كافية لاغلاق المجال الجوي. ولكن وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين دافع عن قرار حكومته عدم اغلاق مجالها الجوي، وقال للصحفيين يوم أمس الثلاثاء إن احدا لم يكن يعلم بأن هذا النوع المتطور من الصواريخ المضادة للطائرات موجود في أوكرانيا. من جانبه، قال مدير وكالة الطيران المدني الاتحادية الروسية اوليغ ستورتشيفوي يوم الاربعاء إنه "لا يتفق اطلاقا" مع نتائج التحقيق الهولندي، التي وصفها بأنها "متحيزة ولا اساس لها." وقال المسؤول الروسي إنه طلب من منظمة الطيران المدني الدولية فتح تحقيق جديد في الحادث. وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض في تموز / يوليو الماضي لاسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الحادث. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تلك الخطوة كانت "سابقة لأوانها" و"ذات نتائج عكسية." وقالت الشركة الروسية المملوكة للدولة التي تنتج صواريخ بوك - وهي شركة الماز انتي - يوم الثلاثاء إن الادلة تشير الى ان الطائرة الماليزية اسقطت بصاروخ اطلقته القوات الأوكرانية مضيفة أن الصاروخ المذكور نموذج قديم لم تعد تستخدمه القوات الروسية.