إذا كنت قد تجاوزت الخمسين من عمرك فى صحة جيدة فلك أن تستأنف مرحلة الشباب لأعوام كثيرة قادمة إذا ملكت الحكمة التى تتيح لك حسابات مختلفة لمرحلة جديدة مازالت مثمرة فى حياتك. هل خطر ببالك أن تجرى فحصا دوريا لمجرد الوقوف على أحوالك الصحية رغم أنك لا تشكو من عرض أو مرض؟ إذا لم يخطر ببالك فأعلم أن الوقاية هى حجر الزاوية فى تلك المرحلة من العمر التى قد تختص الإنسان ببعض الأمراض مثل تصلب شرايين القلب والمخ وبعض أنواع السرطان، أهمها سرطان البروستاتا أو الأعراض، وأهمها الإحساس بالضعف العام وفتور الهمة والتعب لأقل مجهود التى قد تشير إلى الأنيميا نتيجة نقص الحديد. اختبار بسيط لعينة من الدم لا تتجاوز الخمسة ميليمترات يمكن منها الحصول على صورة دم كاملة تشير إلى عدد وشكل كرات الدم الحمراء ونسبة الهيمجلوبين فيها، إلى عدد كرات الدم البيضاء بمختلف أنواعها، عدد الصفائح الدموية. أعراض الأنيميا لنقص الحديد تبدأ خلسة بلا أعراض تذكر لذا فتشخيصها فى البداية ليس بالأمر الهين إلا باختبارات الدم فى المعمل. ينتج نخاع العظام تلك الخلايا الحمراء المهمة التى من أهم وظائفها انتزاع ذرات الأكسجين من ذرات الهواء التى تملأ حويصلات الرئة لتعود بها إلى القلب الذى يضخ الدم لكل أعضاء الجسم المختلفة وأنسجته ويعود مرة أخرى محملا ببقايا عمليات التمثيل الغذائى. أهم مكونات الخلايا الحمراء بروتين «الهيمجلوبين» والحديد الذى يلعب دورا مهما للغاية فى عملية نقل ذرات الأكسجين من تيار الدم إلى الأنسجة والخلايا والكلى. أى تغيير فى كمية الهيمجلوبين أو نوعيته يتحكم فى قدرة الخلايا الحمراء على قدرة نقل الأكسجين وبالتالى وظائف عديدة فى الجسم قد تتأثر ويصيبها الخلل. أهم أسباب أنيميا نقص الحديد بعد سن الخمسين يكمن فى تلك الأنزفة الصغيرة المستمرة التى قد تنشأ من الإصابة بالبواسير أو شروخ الشرج أو قرحة المعدة أو الاثنى عشر وربما السرطان. فرط تناول الإسبرين وكل مضادات الألم أو الالتهاب غير الاستيروبرية «الأدوية التى لا يدخل فى تركيبها الكورتيزون» يمكنها أن تتسبب فى نزيف ضئيل لكنه فى النهاية مؤثر لأنه مستمر من المعدة نتيجة تأثيره على الغشاء المبطن لها. من المحتمل أيضا أن يحدث نقص الحديد رغم تناولك له فى طعامك إذ إنه ولظروف عديدة تتعلق بامتصاص الحديد لا يتم إلا امتصاص عشرة بالمائة فقط مما تتناوله. من الأمثلة العادة المصرية المعروفة بضرورة شرب الشاى بعد الطعام مباشرة. وجود حامض التنيك فى الشاى يعوق امتصاص الحديد إذ يتحد به فيصبح مركبا مختلفا لا يمتص فى الأمعاء. الحديد يتم إعادة تدويره فى الجسم بعد تكسر خلايا الدم الحمراء لذا فجزء منه يضيع عادة خلال مراحل تلك العملية الحيوية. حينما يتزايد نقص الحديد بصورة كبيرة تبدأ الأعراض فى الظهور: اصفرار الوجه والتعب لأقل جهد، نظرا لأن الأكسجين مع الجلوكوز هما أهم مصادر الطاقة وقد يتطور الأمر للإحساس بضيق التنفس وسرعة النبض خاصة فى حالات بذل أى جهد بدنى إذ يحاول القلب تعويض نقص الأكسجين. هناك أيضا ما يبدو على الجلد من مظاهر الجفاف وقروح اللسان الصغيرة وتشقق زوايا الفم عند التقاء الشفاه. علاج أنيميا نقص الحديد يجب أن يبدأ بمعرفة السبب الحقيقى لها وعلاجه ثم تناول المكملات الغذائية بدأ بالحديد وحامض الفوليك وفيتامين ب12. مراجعة ما تتناوله من أدوية قد يكشف عن حقائق طالما تغيب عنك. تناول الإسبرين بالإضافة للأدوية المناهضة للألم والالتهاب مثل النورتن، والنافلون، والبونستيل فى آن واحد تؤدى إلى عدد من الآثار الجانبية أهمها خدش جدران المعدة والتسبب فى قرح صغيرة للغاية تنزف كميات رغم ضآلتها إلا أنها تجد طريقها عبر الأمعاء لتخرج مع البراز. استمرار النزف يعد سببا قويا للأنيميا لذا يجب الحرص الشديد فى تناولها ومناقشة الطبيب قبل تناولها. هل تجاوزت الخمسين؟ إذا أردت للربيع أن يستمر لفترة أطول تحقق من أن صورة دمك تحوى عددا من الخلايا الحمراء يحقق لخلاياك قدرا من الأكسجين يضمن لها تنفسا سلسا بفضل الحديد. أهم مصادر الحديد: العسل الأسود السبانخ والملوخية الفاصوليا البيضاء جنين القمح اللحوم والكبد الحيوانى العدس صفار البيض بذور اليقطين «القرع العسلى» المحار منتجات الصويا