• طارق الشناوى: عدم وصول السينما المصرية للقوائم الطويلة والقصيرة فضيحة.. ومخرج فلسطينى ترشح للجائزة مرتين • سمير فريد: لا يوجد عمل تم إنتاجه السنوات الأخيرة يصل لمستوى الأوسكار.. والمشاركة بالمهرجانات الكبيرة هى المقياس الحقيقى لتفوق الصناعة • كمال رمزى: لم نعد نراهن على الجائزة.. وأصبح كل أملنا أن يتم اختيار فيلم مصرى فى القائمة القصيرة • محمد العدل: أفلامنا لا تعبر عن المجتمع ومعظم أفكارها وطريقة تنفيذها مسروقة من السينما الأمريكية فى مثل هذا الشهر من كل عام، تتذكر فجأة الجهة المسئولة عن ترشيح فيلم يمثل مصر لمسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبى، أن الموعد النهائى للتقديم لم يتبق عليه سوى أيام، فتسابق الزمن وتشكل لجنة من السينمائيين، وفى عجلة من أمرهم يختارون فيلما يرشحونه للأكاديمية الامريكية للعلوم والفنون المنظمة للمسابقة، وتكون هذه هى المرة الأخيرة التى نسمع فيها عن هذا الفيلم، حيث لا يتم دائما اختيار الفيلم المصرى فى القوائم الطويلة أو القصيرة، وبطبيعة الحال يكون بعيدا عن نيل الجائزة. فى هذا التحقيق «الشروق» فتحت نقاشا مع عدد من السينمائيين الذين اختارتهم نقابة المهن السينمائية، وسألتهم هل يوجد لدينا فيلم يستحق أن يمثل مصر فى هذه المسابقة الكبيرة؟، وهل الترشيح لمجرد الترشيح يمكن ان يفيد السينما المصرية بشىء؟ الناقد السينمائى سمير فريد أكد أن 80 دولة تقريبا ترشح افلامها للمنافسة فى هذه المسابقة، وبالتالى طبيعى أن دولا كثيرة تصل إلى 60 دولة لا يتم اختيار افلامها فى القوائم الطويلة والقصيرة، فليست المشكلة فى أن الأفلام المصرية لا تصل للمنافسة على الجائزة، ولكن الأزمة أنه لا يوجد أى فيلم تم انتاجه فى السنوات الاخيرة مستواه الفنى يصل لمستوى الاوسكار. وكشف فريد أن الأفلام المصرية أصبحت أقل فنيا من أن تشارك فى المسابقات الرسمية للمهرجانات الدولية، موضحا أنه لا يوجد فيلم مصرى واحد طويل كان أم قصيرا يشارك فى مهرجان دولى كبير، رغم أن جميعها عرض على لجان المشاهدة فى هذه المهرجانات، وقوبل هذا العرض بالرفض. فتقدم السينما وجودتها يقاس بحجم المشاركة فى المهرجانات الدولية الكبيرة، فالمنافسة على الأوسكار دائما تكون مرحلة لاحقة. وقال فريد ان فترة الخمسينيات كانت السينما المصرية قادرة على المنافسة فى الأوسكار والتمثيل المشرف فى المهرجانات الدولية ايضا، ولكن السنوات الأخيرة أصبح مستواها الفنى والفكرى ضعيف جدا، رغم أن هناك انتعاشة كبيرة للصناعة على المستوى التجارى، ويؤكد ذلك أن 32 فيلما تقريبا عرضت هذا العام قبل نهايته ب3 أشهر، والأهم من ذلك أن الجمهور يتفاعل مع هذه الافلام ويقبل عليها. فلم باب الحديد وشدد فريد على أنه من المهم الاستمرار فى ترشيح أفلام للأوسكار حتى اذا كانت لا تحقق شيئا، فربما يتحسن المستوى الفنى للإنتاج السينمائى ذات يوم ويصبح قادرا على المنافسة. الناقد كمال رمزى قال إن أمله كبير فى أن يصل الفيلم المصرى لأى قوائم قصيرة كانت أو طويلة، موضحا ان مشكلة الانتاج السينمائى فى مصر أنه لا يزال متواضعا فكريا وفنيا، وحتى الان ليس لدينا إنجاز يذكر الا فى تجارب قليلة فى سنوات مضت، مثل بعض افلام كمال الشيخ وصلاح ابوسيف، هؤلاء الكبار كان من الممكن ان ينظر إلى أعمالهم بجدية فى مسابقة الاوسكار، والحقيقة ان فى الزمن الحالى هناك تجارب جيدة يمكن ان تنافس على الاوسكار، فى المقدمة منها أفلام داوود عبدالسيد. وقال رمزى، إن السينما المصرية لا تراهن فى الوقت الحالى على الفوز بالأوسكار، ولكن الأمنية الكبيرة ان يدخل الفيلم الذى نرشحه للقائمة القصيرة، لأن مجرد الترشيح لجائزة الأوسكار يعطى قيمة للسينما المصرية، فنحن نسمع طول الوقت ان هذا المخرج ترشح للأوسكار، وهذا النجم حتى اصبح الترشح للجائزة جزءا من الدعاية للصناعة بشكل عام والاعتراف بها عالميا. من جانبه يقول المنتج محمد العدل إنه يرفض النظرة السوداوية، ويؤكد ان السينما المصرية أحيانا تنتج أفلاما قادرة على المنافسة فى الأوسكار، لكن ما يحدث حاليا أن الصناعة تدهورت، والمنتج يبذل مجهودا كبيرا حتى يستطيع جمع الأموال التى أنفقها على الفيلم، لذلك لا تنتظر من صناعه تسير بهذه الصعوبة ان تنتج فيلما بمستوى عالٍ من الجودة الفكرية والتقنية. فلم فتاة المصنع وأوضح العدل أن أزمة أفلامنا أنها لا تعبر عن المجتمع المصرى، فمعظم أفكارها تقريبا مسروقة من السينما الأمريكية، ليس هذا فقط وانما أيضا يتم سرقة الشكل الإخراجى. وأشار العدل إلى أن هناك تطورا حدث فى أن الجهة المسئولة عن الترشيح فى مصر أصبحت تتذكر الموعد، فقبل ذلك كان الموعد يمر دون ان ترشح مصر فيلما يمثلها فى المسابقة، لذلك يجب ان نتعامل مع المشاركة فى حد ذاتها باعتبارها فكرة ايجابية، حتى يكون لدينا رفاهية صناعة فيلم مخصوص للمنافسة على جائزة الاوسكار وتمثيل مصر بشكل مشرف عالميا. الناقد طارق الشناوى قال ان السينما المصرية لا تنافس على الأوسكار لأن طول الوقت هناك أفلام أفضل تمثل دولا أخرى، وبالتالى يكون أمرا طبيعيا أن يخرج الفيلم المصرى قبل أن يصل للقوائم الطويلة والقصيرة وهذه فضيحة فى حد ذاتها، لأن المخرج الفلسطينى هانى أبوأسعد بمفرده ترشح للجائزة مرتين الاولى عن فيلم «الجنة الآن» عام 2005، وفيلم «عمر» عام 2013. فيلم «الجنة الآن» وشدد الشناوى، على أن السينما المصرية تخسر فى الأوسكار لأنها تستحق الهزيمة، وليس لأن هناك مؤامرات ضدها، لكن هذا لا يتعارض على الاطلاق مع ضرورة ترشيح أفضل ما تنتجه السينما المصرية كل عام، لأن التوقف يمكن ان يؤدى للموت، لذلك يجب ان يكون هناك احساس بالحياة، والحقيقة اننا طول الوقت يكون لدينا فيلم أو اثنين جيدين يجب ان يتم اختياره لتمثيل مصر فى هذه المسابقة، ومسألة الوصول للقائمة القصيرة دائما مرتبطة بمدى جودة الافلام المنافسة، ففى عام 2003 تقريبا تم ترشيح فيلم «سهر الليالى» ولم يحقق شيئا أيضا ليس لأنه سيئ ولكن لأن المنافسين أقوى. فيلم سهر الليالى