وسط حضور جماهيري كبير، اختتم مساء أمس الأحد، مهرجان "سماع" الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية لياليه ببئر يوسف بقلعة صلاح الدين بالقاهرة، بحضور حلمي النمنم، وزير الثقافة، وعدد من رؤساء قطاعات الوزارة وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية. شارك في هذه الدورة من المهرجان، التي أقيمت خلال الفترة من 20 إلى 27 سبتمبر، 15 دولة، منها الجزائر كضيف شرف هذه الدورة بثلاث فرق، إضافة إلى مصر والصين والهند واليونان وفرنسا وزامبيا والكويت وتونس وأذربيجان وباكستان وإندونيسيا وسورية وجورجيا وروسيا. شهد حفل الختام تكريم دولة الجزائر، ضيف شرف المهرجان، حيث قدم وزير الثقافة درع التكريم وتسلمه سفير الجزائر بالقاهرة، كما تم تكريم كل من اسم الشيخ الراحل محمود خليل الحصري، وتسلمها ابنه الدكتور محمد الحصري، والأنبا أرميا، والفنانة الفرنسية كارولين دوما، والبروفيسور محمد زفار إقبال وتسلمها المستشار الثقافي لدولة باكستان، واسم الفنان الراحل عطية شرارة وتسلمها ابنه الدكتور أشرف شرارة. من ناحيته، قال الدكتور انتصار عبدالفتاح، رئيس ومؤسس المهرجان، في كلمته، إن سماع ليس مهرجانًا ثقافيًا فحسب وإنما مهرجان لدفع ثقافة مصر إلى العالمية، مشيرا إلى أن المهرجان بداية جديدة وصادقة لتكون مصر هي منارة الثقافة والمحبة والسلام لكل العالم، مؤكدًا ضرورة اكتشاف التراث المصري في شتى بقاع مصر من الواحات وحلايب وشلاتين واكتشاف أبعاد جديدة في الشخصية المصرية. وفي نهاية كلمته وجه الشكر لكل المؤسسات القائمة على المهرجان ولوزير الثقافة، والجمهور الذي احتضن المهرجان طوال ثماني سنوات. وأكد الأنبا أرميا، أن مهرجان سماع الدولي يرسل رسالة سلام للعالم كله من أرض مصر أرض السلام وملاذ الأنبياء التى تباركت بيوسف الصديق وابراهيم أبو الاّباء ويعقوب وموسى وأرميا النبي. وأضاف الأنبا، أن مصر صار منها سليمان الحكيم صهراً لفرعون، وجاءتها مريم حاملة الطفل ومعها يوسف النجار وأيضا ماريا التي تزوجها الرسول محمد، لذلك توجد لها مكانة في قلوب جميع الأديان التي قال عنها القراّن "ادخلوها بسلام اّمنين" وهى التى قال عنها الكتاب المقدس "مبارك شعبى مصر" وأكد أن استقرار مصر بمثابة استقرار للشرق وللعالم، متمنيين من الله حفاظاً لمصر وصوناً لها من الشرور التي تُحاكى ضدها ووحدة لشعبها والنجاح للمجلس الأعلى للثقافة ووزارة الثقافة التى بدون خدماتها لن يتغير الأمر والفكر فى مصر ولن تتقدم البلاد, ولن نستطيع التواصل مع الحضارات المختلفة وإدراك ما يدور حولنا. وأشار إلى أن العمل الذى يقدمه الفنان انتصار ورؤيته الموسيقية باختياره لجميع المنشدين والمرنمين باختلاف لُغتهم وأطيافها يوضح مدى تأثير الإنشاد الروحى والموسيقى الروحية فى النفس البشرية ولشعبنا ولأولادنا والشعوب الاخرى. وأشار د.محمد الحصرى إلى أن تكريم والده الشيخ محمود الحصرى هو تكريم لقراء القراّن الكريم جميعاً، متمنياً أن يرقى الإنشاد الديني كما كان دائما، خاصة وأن مصر والبلاد العربية مليئة بالمواهب الصوتية التي تعبر عن وجدان جميع المسلمين والمسيحين لأن شعب مصر بطبيعتة متدين. وأوضح د. أشرف شرارة، أن تكريم والده يعتبر نقطة مضيئة، لأن الأغاني والموسيقى الصوفية من أرقى أنواع الموسيقى، فهي الموسيقى المقربة والمحببة للقلب وتُغذي الروح والنفس. تضمن حفل الختام أنشودة "طالما أشكو غرامي" والتي شاركت فيه جميع فرق الدول المشاركة في المهرجان في معزوفة كونية واحدة، أعقب ذلك تقديم أغنية " الكعبة بيت الله" سيدى منصور يابابا، اللهم صلى وسلم على سيدنا ومولانا محمد، افرحي يامريم، سيدنا النبي، العليقة التى راّها موسى النبى في البرية، طه، قمر. وفى نهاية حفل الختام رفعت جميع فرق الدول المشاركة فى المهرجان اللوحات والتي رقص معها الجمهور وتمايل وأنشد "صلاة الله على الإنسان فى كل مكان، وقوم يامصري". جدير بالذكر أن المهرجان أقيم بالتعاون بين صندوق التنمية الثقافية وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الآثار، ووزارة الشباب والرياضة. وشهد خلال فترة إقامته عروضًا فنية حازت إعجاب الجمهور، على مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين، وقبة الغوري، وشارع المعز، وساحة الهناجر، ومركز طلعت حرب بزينهم، حيث تم تقديم ثلاثة عروض يوميًا في كل موقع بإجمالي 15 عرضًا. كما أقيم كرنفال شعبي لجميع فرق الدول المشاركة في المهرجان بأزيائهم وأعلامهم في شارع المعز من بوابة الفتوح إلى الغورية يوم 21 سبتمبر.