• ما وراء سور الجامعة الأمريكية المهدوم.. أكثر من مجرد «شخبطة على الحيط» • جرافيتي «الجامعة الأمريكية».. أكثر من مجرد «ضخبطة على الحيط» بضعة أمتار هي المسافة الفاصلة بين أطراف سور الجامعة الأمريكية المهدوم وجرافيتي محمد سامي، صاحب الابتسامة، الذي عبر أصدقاؤه من خلاله عن وفائهم له في عيد ميلاده الأول بعد رحيله، وهي البصمة الأخيرة التي يخشى أهله ومحبوه أن تمحى من شارع محمد محمود، بفرمان الهدم الصادر مؤخرًا من الجامعة الأمريكية. «مش هشوفك تاني هناك».. هكذا خاطبت نورا سامي، شقيقها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعد ساعات قليلة من تداول خبر هدم سور الجامعة الأمريكية، الذي يحمل جزءًا من ذاكرة ثورة 25 يناير، بينما تمني نفسها بأن لا تطل أعمال الهدم الجرافيتي الذي حافظ لشقيقها على ابسامته الدائمة. سامي الملقب ب«الفرعون»، لم يكن من شهداء الثورة الذين احتضنهم «عيون الحرية» على مدار سنوات الصراع الدامي، لكن الشاب الذي تعلق قلبه بالثورة وشوارعها منذ انطلاق شرارتها في 25 يناير، باغته السرطان بعد أن أتم عامه الأول بعد العشرين، ما دفع أصدقاءه لتخليده بالرسوم في الشارع ذاته، الذي طالما حلم بتزيين صورته وسط قائمة الشهداء. «اترسمله الجرافيتي في محمد محمود أصلا عشان كان بياخد جرعة الكيماوى وينزل يقف في محمد محمود معانا»، تحكي شقيقته عن قصة ارتباط طالب آداب إيطالي بالشارع الذي ارتبط اسمه بفقأ عيون المتظاهرين خلال موجات الثورة في العام 2011. بالنسبة لنورا، جرافيتي الفرعون ليس مجرد «شخبطة على الحيطة» كما يراه البعض، فهي الإطلالة الأخيرة لشقيقها الذي مضى على رحيله عامان إلا قليلا، ومن أجل هذا تقصد الشارع باستمرار برفقة ابناء جيله، كي تفوز بنظرات اعتدتها منه قبل فراقه. «نجيب الذي رسم اللوحة دائما ما كان بيرسم الجرافيتى، محمد كان يقوله مش هترسملى واحد، حتى كلمنى ودعاني لرسمه في عيد ميلاده».. تتحدث عن قصة خروج الجرافيتي الخاص بشقيقه إلى النور. وفي الوقت الذي تؤكد فيه الجامعة على مضيها في خطوات هدم السور من أجل ترميم مبنى العلوم الواقع خلفه، لا تتوقع الفتاة العشرينية أن تجد وسيلة أخرى لإعادة الجرافيتي، قائلة: "قد يرسم البعض جرافيتي الشهداء، لكن محمد لن يجد مكانا».