• هانى أبوأسعد: فكرة «يا طير الطاير» كيف تخلق الجمال من القبح؟ نجح المخرج الفلسطينى هانى أبوأسعد فى تحويل الفزع إلى بهجة بفيلمه الجديد «يا طير الطاير» أو «the idol»، الذى حاليا فى الدورة الأربعين لمهرجان تورينتو السينمائى بكندا، حيث يروى الفيلم قصة صعود المطرب الفلسطينى محمد عساف من مخيم للاجئين، والفوز ببرنامج المسابقات « آراب أيدول»، ذلك وفقا لما نشره موقع مجلة هوليوود ريبورتر. ويتناول الفيلم السيرة الذاتية لعساف الذى فاز باللقب فى الموسم الثانى من النسخة العربية ببرنامج المواهب العالمى «آراب ايدول « عام 2013، فيسلط الفيلم الضوء على حياة هذا الشاب الموهوب من مرحلة الطفولة إلى الشباب، وكيف كانت حياته فى غزة حتى فاز فى هذا البرنامج الشهير. ويظهر الفيلم كيف بدأ تعلق محمد عساف بالموسيقى منذ طفولته فاشترى آلات موسيقية وأنشأ فرقة مع أصدقائه، وبعد أن تخطى عامه العشرين قرر السفر للقاهر سعيا للاشتراك فى برنامج شهير، ولم يكن ذلك بالأمر السهل نظرا للقيود حول وطنه الذى مزقه الحرب، وبعد أن أقنع الأمن المصرى بالسماح له بالمرور وجد أن الفندق الذى تجرى فيه الاختبارات قد أغلق أبوابه وتوقف عن قبول المزيد من المواهب، فتسلق الجدران ومن هنا بدأت رحلته إلى المجد والنجومية ووصل إلى النهائيات فى بيروت، وفى يوم 12 يونيو 2013 تم تتويجه وكان يتابعه آلاف المشجعين شاشات التليفزيون فى المقاهى والساحات فى غزة والضفة الغربية. ومنذ ذلك الحين، ويقوم عساف بحفلات غنائية وتم اختياره كسفير للنوايا الحسنة للأمم المتحدة، وأصبح رمزا للأمل والوحدة فى جميع الأراضى المحتلة والمنطقة على نطاق أوسع. وقال المخرج هانى أبوأسعد عن فكرة الفيلم: «ليست فقط عن الفوز، ولكن الطريق إلى الفوز»، مضيفا: «قصة غزة مثيرة للاهتمام أيضا فهى بالنسبة لى عن الناس الذين تمت معاقبتهم جماعيا وحتى الآن ما زالت لديهم الإرادة من أجل البقاء على قيد الحياة، والرغبة فى النجاح، فهو بالفعل موضوع عالمى». وعلى الرغم من أن عساف كان متشككا للغاية فيما يتعلق بتجربة الفيلم فإن أبوأسعد أقنعه بأن الفيلم عن الطاقة الإيجابية أكثر من مجرد التركيز على إنجازاته الخاصة، وقام محمد عساف بتسجيل أغنيتين يقول أبوأسعد إنهما سيكونا رائعين ولكنه لم يمثل فى الفيلم. وعلق أبوأسعد على عدم اشتراك عساف بالتمثيل بالقول: «اكتشفت أنا وهو أنه من الأفضل له ألا يقوم بالدور لأنه قريب جدا من القصة، هذا بالإضافة إلى أنه ليس ممثلاًَ». وأكد أبوأسعد أن تجربة التصوير فى غزة تركته مصدوما، وقال: «لن تصدق حجم الدمار هناك، فالأنقاض فى كل مكان، ليس هناك كهرباء فى الليل، لا دواء، ولا يوجد طعام جيد، إنها سجن كبير وأنا فقط لا أستطيع أن أصدق أن الإنسانية تسمح بهذه الجرائم». ولكن، كما أشارت المجلة، فمن هذا السجن جاء محمد عساف وصوته المذهل الذى لا يصدق، وهذا الفيلم هو على عكس أفلام أبوأسعد الأخرى التى تتعمق فى عالم التفجيرات الانتحارية وقصة محمد عساف، كما أكد كانت من دواعى سروره أن يقدمها. ورأى أبوأسعد أن هذا الفيلم يعبر عن الكثير «فبالنسبة لى هذا الفيلم هو عن كيف يمكن أن يخلق الناس الجمال من القبح، وكيف يمكن أن تغير الأشياء التى تجرى ضدك إلى أشياء فى صالحك، أى خلق الإيجابية من السلبية». جدير بالذكر أن فيلمى أبوأسعد السابقين «الجنة الآن» و«عمر» قد رشحا لجائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبى.