أصبحت مصالح آلاف المواطنين بمدينة طنطا خاصة المناطق التابعة لحي ثان -أكثر المناطق ازدحاما بالسكان بالمحافظة- في مهب الرياح، نتيجة للخلافات بين المحافظة السابق وإحدى الجمعيات الأهلية، والتي ظلت مستمرة مع تغيير المحافظين، حتى صدر مؤخرًا قرار من المحكمة بتسليم مجمع الشروق الذي يضم العديد من الخدمات الصحية والاجتماعية والرياضية لاحدى الجمعيات الأهلية (سيدي نوار). يقول صالح شحاته، مدرس لغة إنجليزية، وأحد أهالي المنطقة، إن "الجمعية التي أنشئت تحت مسمى جمعية سيدي نوار أثناء تولى المستشار ماهر الجندي محافظ الغربية، تم من خلالها إنشاء مجمع الشروق التنموي الذي يضم العديد من الخدمات لأهالى المنطقة، منها فصول محو أمية التابعة للهيئة حيث تعد الجهة الرسمية الوحيدة بالمحافظة لاستخراج شهادات محو الأمية الرسمية، التي يعتد بها. وتابع، "كما تضم وحدة شئون اجتماعية، والكمسيون الطبي المعتمد للسائقين، ووحدة صحية تتكون من عيادة أسنان وباطنة وتنظيم أسرة وتطعيم، علاوة على نُزل شباب، وفندق وقاعة أفراح ومسرح ودار مناسبات، وصالة ألعاب رياضية، وفرع لمعهد الموسيقى العربية، وملعب كرة خماسي وحضانة أطفال، بالاضافة إلى العديد من الشباب الذين يعملون في المحلات المستأجرة. وأشار «شحاته» إلى نشوب خلاف بين المحافظ السابق والجمعية، وهو ما أدى إلى عودة المجمع إلى المحافظة، فقام رئيس الجمعية بإقامة دعوى قضائية ضد المحافظة لإعادة المجمع إلى الجمعية مرة أخرى. وأضاف أن المحكمت قضت بعودة مجمع الشروق إلى الجمعية مرة أخرى في عهد اللواء محمد نعيم محافظ الغربية السابق، الذي سارع بتنفيذ الحكم القضائي، وقام بتسليمه بالفعل للجمعية وبعد مرور 15 يومًا، أصدر «نعيم» قرارًا بتحويل ملكية أرض الجمعية إلى المحافظة، خاصة بعد اكتشافه وجود أكثر من شاب بأسرهم مهددون بالطرد من محلاتهم بالرغم من وجود عقود بينهم وبين محافظ الغربية، في حالة إعادة المجمع لحيازة الجمعية. ومن جانبه، قال محمد ربيع، من أهالي المنطقة، إن "سعيد مصطفى كامل محافظ الغربية الحالي، عقب توليه المسئولية استجاب لحكم المحكمة وأصدر قرارًا بتشكيل لجنة برئاسة المهندسة نادية حسونة رئيس حي ثان طنطا، لتسليم المجمع لرئيس جمعية سيدي نوار، مصطفى محرم، وهو ما يعني ضياع جميع هذه الخدمات التي أهملت تماما في عهد جمعية سيدي نوار. وكشف المحاسب شريف أنور، عن أن مجمع الشرو،ق يخدم أكثر من نصف مليون مواطن بمناطق تل الحدادين وكفرة الخادم، وكفرة العمري، وسيدي مرزوق، وسيدي نوار، وكفرة سليم، وسوق الفسيخ، وكفرة الصول، مشيرًا إلى أن الأرض المقامة عليها مبنى مجمع الشروق، أصبحت بالفعل ملك المحافظة بناء على قرار محافظ الغربية اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية السابق، برقم 41 بتاريخ 22 يناير 2014، الذي نص على نقل تبعية مركز الخدمات المسمى بمركز الشروق بجميع أصوله إلى محافظ الغربية. وتابع، وأيضًا بناء على مذكرة مديرية التضامن الاجتماعي بتاريخ 20 يناير بتاريخ 2014 بشأن ما انتهى إليه رأي اللجنة بعدم استخدام جمعية سيدي نوار لمركز الشروق في الغرض المخصص له وأن عدم وجود متابعة من الشئون القانونية للمحافظة أدى لصدور الحكم القضائي وهو ما يستوجب إعادة المحاولة والطعن عليه بكافة أوجه الطعون الممكنة للحفاظ على مصالح المواطنين باعتبار أن أحكام القضاء لها حجيتها ولا تعقيب عليها. وأوضح أن "محافظ الغربية بإمكانه التمسك بقرار المحافظ السابق الذي تدارك به الأمر في ذكاء يحسد عليه، وأنه يمكنه السيطرة على المجمع بموجب القرار الصادر سابقا من المحافظ نعيم، بضم أرض المجمع للمحافظة، وإذا لم يعلم المحافظ الحالي بوجود هذا القرار فيجب التحقيق مع المسؤولين عن إخفائه عنه قصدا". وأضاف أن وزارة التنمية المحلية قامت بتوفير اعتمادات لتفيذ إنشاء مجمع شروق التنموى بتاريخ 29 فبراير 2013، وطالب «أنور» من محافظ الغربية سعيد مصطفى كامل، والمسئولين بسرعة اتخاذ القرار اللازم لحماية مصالح المواطنين بما لا يتصادم مع أحكام القانون وحجية الأحكام القضائية، وذلك "باعتبار أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، ولا نجد أكبر من مفسدة وَقَف مصالح وخدمات المواطنين التي يقدمها المجمع لهم". ومن جانبه، قال سعيد مصطفى كامل، محافظ الغربية الحالي، إنه لا يستطيع أن يخالف أحكام القانون وأنه يبذل كل جهدا في مراعاة مصالح المواطنين وأن عمل الجمعيات يخضع لرقابة صارمة من الشئون الاجتماعية والمحافظة، وفي حالة وجود مخالفة يتم وضع الجمعية تحت الإشراف المالي والإداري مراعاة لصالح المواطن، وانه لن يسمح مطلقا لان تمس مصالح المواطنين تحت أي ظرف من الظروف ولن يعدم الطرق التي تجبر الجميع على الالتزام ومراعاة الصالح العام.