• عبدالمحسن قدم استقالته من منصبه بعد اندلاع المواجهات بين النظام والمعارضة وبدأ رحلة أمل عرقلتها أقدام بترا لم يخطر ببال مهند البالغ من العمر 19 عاما، والقادم من مدينة «دير الزور»، أنه سيجلس يوما أمام شاشة التلفاز ليشاهد القنوات الفضائية العالمية والعربية من غرفة فى شقة بمدينة تركية، تنقل مقطع فيديو لوالده وشقيقه الأصغر وهما يتشاجران مع صحفية مجرية أسقطتهما أرضا حتى لا يفرا من الشرطة التى كانت تحاول منعهم من اختراق الحدود وصولا إلى ألمانيا. مهند المصاب برصاصة فى ساقه اليسرى، قال لصحيفة «هافينجتون بوست» الأمريكية إنه «لم يشعر بلحظة عجز منذ إصابته بالرصاصة كالتى شعر بها يوم الاربعاء الماضى، وهو يشاهد لحظات الرعب على وجه شقيقه وصرخة الألم من والده، وهو يعنف صحفية مجرية بعد أن عرقلتهما». مهند قال إن والده عبدالمحسن، كان يعمل مديرا لمكتب «المنشآت» بدير الزور قبل أن يضطر لتقديم استقالته بعد بدء المواجهات فى المنطقة بين المعارضة وقوات النظام، وبعد ذلك عقد العزم على خوض رحلة طويلة للم شمل الأسرة المكونة من الأم ومهند ومحمد، والإبن الأصغر زيد. وفى الوقت الذى تسعى فيه أوروبا جاهدة للتعامل مع التداعيات الإنسانية والسياسية لتوافد آلاف المهاجرين إليها، يرى مهند أنه كان ضحية «نظام ديكتاتورى» أقعد جسده بعد اصابته برصاصة فى ساقه، إلا أن «روحه» تتوق دائما للطيران والاستمرار فى الحياة واستكمال العلاج والدراسة وخصوصا فى ألمانيا. ولم يستطع الشاب منع نفسه من التساؤل عن السبب الذى دفع الصحفية إلى أن تمارس كل ذلك «العنف والكره» تجاه والده وشقيقه الأصغر، فضلا عن تدشين حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى باسم الصحفية، بترا لازلو، لدعمها وابداء الاعجاب بما فعلته. إلا أنه لم يجد اجابة وافية لتساؤلاته. فيما أخذت ركلة الصحفية المجرية، صدى عالميا سيئا بعد أن صورها صحفى ألمانى آخر وهى تركل وتهاجم وتعرقل لاجئين. وقالت الصحفية المجرية: «عالم الانترنت قاس جدا، ولكن ما فعلته هو مساندة للشرطة المجرية لحماية دولتنا». وأضافت فى تغريدة أخرى: «هؤلاء ليسوا لاجئين، ولكن هدفهم الأساسى هو الاستيلاء على هنجاريا».