• السلطات الألمانية تخشى عدم القدرة على إدماج المهاجرين فى المجتمع وسوق العمل.. و«نيويورك تايمز»: تغطية الاحتياجات الأساسية للاجئين قد تصل إلى 3.3 مليار يورو مع وصول عشرات الآلاف من المهاجرين إلى ألمانيا، بدت الدولة تواجه علامات استفهام عديدة يجب الوقوف عليها، بين اختلاف قطبى الدولة (اليمين واليسار) على استقبال اللاجئين من عدمه، وتوفير التكلفة المالية الكافية لتغطية احتياجاتهم، فيما تفاءل البعض بوصول دعم عمالى فى دولة تعانى من نقص اليد العاملة. وقال وزير الداخلية الألمانى، توماس دى ميزيير، لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن «اللاجئين هم مرادف للتغيير الهائل، ويجب علينا تقبل أن بلادنا تتغير»، وهو ما عارضه بعض فئات الشعب الألمانى، بعد أن شهدت عدة مناطق فى ألمانياالشرقية هجمات وحرائق متعمدة من جانب بعض معتنقى الفكر النازى، ويطلق عليهم «النازيون الجدد»، ضد المهاجرين والملاجئ التى يعيشون فيها. ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن ألمانيا هى الدولة الأكثر ترحيبا باللاجئين، فإنها شهدت ممارسة أسوأ أعمال عنف ضد المهاجرين فى أوروبا، حيث شنت مجموعات صغيرة من النازيين الجدد المتطرفين، نحو 200 هجوم وحريق ضد المهاجرين خلال أول 6 شهور من العام الحالى. واقتصاديا، أشارت الصحيفة إلى أن وزارة الشئون الاجتماعية الألمانية توقعت أن تتراوح تكلفة تغطية الحاجات الأساسية للاجئين بين 1.8 و3.3 مليار يورو، حيث سيتم تعليمهم اللغة الألمانية، وتدريبهم من أجل سوق العمل. بينما تبنى البعض وجهة نظر مختلفة، تفيد بأن ألمانيا تسارع لتجهيز المهاجرين لسوق العمل، لتسد نقص اليد العاملة الذى تعانى منه، وهو ما أكده رئيس اتحاد الصناعات الألمانية، أولريش غريللو، حيث قال إن «إذا تمكنا من إدخال اللاجئين سريعا فى سوق العمل، فسنساعد اللاجئين ونساعد أنفسنا»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتوقع معهد بروجنوس الألمانى للبحوث، نقصا فى سوق العمل الألمانية يقدر ب1.8 مليون شخص فى عام 2020 بجميع القطاعات، و3.9 ملايين على مشارف عام 2040 إذا لم يحدث أى تغييرات، فيما أكد غريللو أن تدفق القوى العاملة الجديدة (المهاجرين)، يمكن أن يغير المعطيات، لأن عددا كبير منهم ما زالوا شبانا تتوافر لديهم مؤهلات جيدة. وبالفعل بدأت العديد من المؤسسات الألمانية، التى تعانى من نقص اليد العاملة، النظر بمزيد من الاهتمام إلى المرشحين للحصول على اللجوء، حيث اعتبرتهم هبة ثمينة فى بلد يميل إلى الشيخوخة.