السيسى: هناك طفرة فى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.. ونواجه شر الإرهاب بالقوة والتنمية.. ونتطلع لإقامة المنطقة الصناعية الروسية بمنطقة قناة السويس بوتين: اتفقنا على إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى.. واستخدام العملات الوطنية.. وتشجيع الاستثمارات.. وبناء محطة تعمل بالطاقة الكهروذرية أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، أمس، التزامهما بدعم التعاون العسكرى بين البلدين على كل الأصعدة، بما يحقق أعظم استفادة ممكنة للطرفين، كما أشادا بالتعاون العسكرى فى مجال التدريب والمناورات المشتركة بين جيشى البلدين. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرئاسى، إن الرئيس السيسى، وجه الشكر للرئيس الروسى على حفاوة الاستقبال، فى بداية مباحثاتهما الثنائية التى دامت لأكثر من ساعتين بالكرملين واستغرقت أكثر من ضعف الوقت المحدد لها، أمس، لافتا إلى أن هذا اللقاء هو الرابع الذى يجمعهما، وأوضح أن تاريخ التعاون العسكرى بين البلدين يمثل دعما كبيرا لتطوير التعاون فى هذا المجال. وأكد السيسى أن الشعب المصرى يتطلع لتطوير حجم التعاون بين البلدين، خاصة فى المجالات الاقتصادية ومكافحة الإرهاب الذى يؤثر على أمن البلدين والمنطقة والعالم كله، موضحا أن مصر تكافح هذا الشر باستخدام القوة وبتنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا. وأعرب الرئيس عن شكره لحضور وفد روسى رفيع برئاسة رئيس الوزراء ديمترى مدفيديف، افتتاح قناة السويس الجديدة، قائلا: «لقد كانت لفتة طيبة ولها معنى كبير، وكذلك مشاركة قطعة بحرية روسية مهداة لمصر فى عبور المجرى الملاحى احتفالا بالقناة الجديدة». من جانبه، رحب بوتين بالرئيس السيسى، وشكره على قبوله دعوة الزيارة، وأشاد بافتتاح قناة السويس الجديدة، وشدد على دور مصر كدولة محورية رائدة فى الشرق الأوسط، وركيزة أساسية من ركائز تحقيق الأمن والاستقرار فيها، مشيرا إلى دورها المحورى لدحر الارهاب والحيلولة دون انتشاره، ونوه إلى أن بلاده تساند مصر بشكل كامل وتدعم جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب. وأعرب الرئيس الروسى عن أمله فى تحقيق المزيد من التطور للعلاقات الاقتصادية والتعاون فى المجالات الاجتماعية، مضيفا أن المباحثات فرصة جيدة لمناقشة سبل مكافحة الإرهاب وتبادل الرؤى بشأن دعم التعاون الاقتصادى والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك والصراع الفلسطينى الإسرائيلى، حيث تلعب مصر دورا بارزا ورائدا. وأعقب جلسة المباحثات مؤتمر صحفى مشترك للرئيسين السيسى وبوتين، أكد خلاله السيسى، أن هناك طفرة فى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مضيفا أن «المباحثات أكدت الاستمرار فى زيادة حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين كركيزة أساسية لعلاقات استراتيجية طويلة المدى بين مصر وروسيا». وأشار السيسى إلى تطلعه للبدء فى الخطوات العملية لإقامة المنطقة الصناعية الروسية بمنطقة قناة السويس، وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، موضحا أن العمل المشترك فى الشهور الماضية حقق تقدما ملموسا فيما يتعلق بمسار التعاون فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ولفت إلى «تطلعه للاستفادة من الخبرة الروسية الكبيرة فى هذا المجال الحيوى»، مشيرا إلى أنه ستتم متابعة هذا التعاون باستفاضة خلال اجتماعات الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى بين البلدين، والتى ستستضيفها مصر قبل نهاية العام الحالى. وأعرب السيسى عن ارتياحه لما تحقق الفترة الماضية لتفعيل وتعزيز التعاون العسكرى بين البلدين، سواء فى مجال التسليح أو التدريب وتبادل الخبرات بين المؤسستين العسكريتين، خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب. وأوضح الرئيس أن المحادثات تطرقت لمناقشة مختلف الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، قائلا: «لقد أسعدنى ما لمسته من تلاق كبير فى المصالح والرؤى حيال هذه القضايا، وركزنا بشكل خاص على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية وفق وثيقة جنيف، كما أكدنا على محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، فضلا عن مناقشة الوضع فى العراق واليمن وليبيا، وسبل مواجهة ظاهرة الإرهاب، المرتبطة باستمرار البؤر المتوافرة فى الشرق الأوسط، بما يولى علينا تكثيف التشاور والتعاون لإيجاد حلول جذرية لأزمات المنطقة بشكل يضمن وحدة وسلامة أراضى دولها واستعادة أمنها واستقرارها». من جانبه، قال بوتين إنه اتفق مع الرئيس السيسى على زيادة التعاون بين البلدين الفترة المقبلة، موضحا أن المباحثات تطرقت إلى التعاون الاقتصادى بين البلدين، إذ تم تسجيل زيادة التبادل التجارى المشترك فى 2014 ب86%، إلا أن هذا التبادل شهد انخفاضا نتيجة تقابلات سوق صرف العملة وفى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. وأكد بوتين أنه اتفق مع السيسى على بذل الجهود بغية تخليص تأثير هذه العوامل الخارجية السلبية، ليكون هناك استقرار فى التبادل التجارى بين البلدين، مضيفا: «هناك خطوات ملموسة تم الاتفاق عليها لتشجيع الاقتصاد، منها إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى واستخدام العملات الوطنية وتشجيع الاستثمارات». وتابع: «يوجد أكثر من 400 شركة روسية تعمل بمصر وتعمل على تطوير العديد من المشروعات»، موضحا أن «الصندوق الذى تم إنشاؤه بمشاركات المؤسسات الروسية والمصرية والإماراتية يعمل على تشجيع الاستثمارات خاصة فى مجال الطاقة، وأن عدة شركات روسية ضخمة تعمل فى مجال الطاقة والنفط». وأضاف: «من أكبر أوجه التعاون مع مصر بناء محطة تعمل بالطاقة الكهروذرية بناء على التقنيات الروسية»، مشيرا إلى أن هناك خبراء من الجانبين يعملان حاليا على تطبيق وتنفيذ هذا المشروع. وأوضح بوتين أنه تبادل الآراء مع الرئيس السيسى بشأن قناة السويس وإمكانية إقامة مشروعات صناعية روسية، بما فى ذلك إنشاء منطقة صناعية روسية بمصر، مشيرا إلى أن الزراعة من بين الاتجاهات المهمة أيضا بين البلدين. وأوضح الرئيس الروسى أن المنتجين المصريين سيستفيدون من الإمكانيات الروسية بعد اتخاذ التدابير بين البلدين، وذلك فى ظ