فورين بوليسى تدعو المرشحة الديمقراطية للكشف عن دورها فى أخطاء إدراة أوباما بالمنطقة وكيفية تفاديها فى المستقبل لا يهتم أغلبية شعوب العالم بالسياسة الخارجية والأمن الوطنى للدولة عند انتخاب الرئيس، ولكن بالنسبة للانتخابات الأمريكية القادمة ستكون استراتيجيات الأمن الوطنى عاملا مهما فى عملية التصويت، نظرا لما يشهده العالم من فوضى وعدم استقرار. قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطى، هيلارى كلينتون، هى الوحيدة التى شغلت منصب يختص بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ما قد يعطيها أفضلية عن باقى المرشحين، نظرا لأهمية الأمن الوطنى فى الوقت الراهن، مشيرة إلى أن أكثر ما ميزها فى فترة عملها «ليس إنجازا دبلوماسيا كبيرا، ولكنه رسائل الإيميل السرية الخاصة بها». وأضافت المجلة، فى تقرير لها أمس الأول، أن كلينتون هى المرشح الوحيد الذى شارك فى اتخاذ القرارات الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الماضية، وعلى رأسهم القرارات العراقية الثلاثة على مدى 12 عاما ماضية، بداية من قرار بدء حرب فى العراق عام 2003، والذى أيدته كلينتون بوصفها عضوا فى الكونجرس الأمريكى، ثم معارضتها لقرار زيادة أعداد القوات الأمريكية فى بغداد عام 2007، وأخيرا قرار سحب القوات الأمريكية عام 2011، الذى أيدته كوزيرة للخارجية. وأوضحت المجلة أنه بالرغم من مشاركة كلينتون فى القرارات الثلاثة، إلا أنها تتفادى الآن الإجابة عن تساؤلات، مفادها أن خروج القوات الأمريكية من العراق، تسبب فى نهوض تنظيم داعش، وعودة التأثير الإيرانى فى المنطقة، لافتة أيضا إلى أن سياسات كلينتون الفاشلة فى ليبيا بعد مقتل القذافى، وفى سوريا بعد الربيع العربى، تركت وراءها دولتين تعانيان الصراعات والجماعات الإرهابية والانتهاكات الإنسانية. وأشارت المجلة إلى أن تأييد كلينتون للقرارات الأمريكية عام 2011 فى منطقة الشرق الأوسط، لم يفتح المجال لتنظيم داعش فقط، بل تسبب فى توسيع المسافات بين واشنطن وحلفائها فى المنطقة، بزيادة انعدام ثقة السعودية ومصر وإسرائيل فى الإدارة الأمريكية، نتيجة للاتفاق النووى الإيرانى، مرجحة ارتفاع اسهم كلينتون بتحقيق انجازات على صعيد السياسة الخارجية، لو كانت قد تبنت مواقف مغايرة. واختتمت المجلة قائلة إنه من غير المفاجئ محاولات حملة كلينتون الانتخابية لتشتيت الانتباه عن سجلات سياساتها الخارجية، مؤكدة أنه على كلينتون حل أزمة المصداقية التى تواجهها سواء بخطاب عام أو مقابلة صحفية تكشف دورها فى القرارات الخاطئة لإدراة أوباما فى الشرق الأوسط، وتوضيح خططها المستقبلية لتصحيح هذه الأخطاء.