اتهمت تركيا، الجمعة، هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ب"دعم الإرهاب" في تقرير بثته أخيرًا عن مقاتلات في حزب العمال الكردستاني يحاربن تنظيم «داعش» في شمال العراق. ورفضت «بي بي سي» هذه الاتهامات، مؤكدة أن تقريرها يقدم "رؤية فريدة" عن دوافع هؤلاء النساء، ويذكر بوضوح أن النظام التركي يعتبر حزب العمال الكردستاني تنظيما «إرهابيا». ويلقي التقرير المذكور، الذي عرض الخميس على موقع «بي بي سي» الإلكتروني، الضوء على مقاتلات في أحد معسكرات تدريب حزب العمال الكردستاني في شمال العراق خلال استعدادهن لمواجهة جهاديي «داعش». وقالت الخارجية التركية، في بيان، أن "بث معلومات مماثلة عن حركة تعتبرها دول عدة إرهابية بينها دول الاتحاد الأوروبي يشكل دعما معلنا للإرهاب". وأضافت، أن "تقديم هذه المنظمة السرية بوصفها حركة بريئة تقاتل منظمة إرهابية أخرى هو أمر مرفوض"، معتبرة أن تقارير كهذه تنافي قرارات الأممالمتحدة ومجلس أوروبا في شان المنظمات الإرهابية. وتعليقا على موقف أنقرة، قال متحدث باسم البي بي سي ل«فرانس برس»، إن الهيئة "تغطي أخبارا تهم العالم أجمع في شكل محايد، وهذا التقرير هو واحد من عدد كبير (من التقارير) عرضناها عن تركيا والقضايا المتصلة" بهذا البلد، بما فيها الهجمات التي شنها حزب العمال الكردستاني. وأضاف المتحدث، أن "هذا التقرير يقدم رؤية فريدة لفهم ما يدفع هؤلاء النساء للانضمام إلى حزب العمال الكردستاني بهدف قتال الدولة الإسلامية، وبينهن نساء فررن من الدولة الاسلامية". وشددت «بي بي سي» على أن التقرير "يقول بوضوح أن حزب العمال الكردستاني يعتبر منظمة إرهابية من جانب السلطات التركية". وأعلنت تركيا في يوليو "حربا على الإرهاب" ضد «داعش» والمتمردين الأكراد. لكنها تستهدف خصوصا هؤلاء المتمردين الذين يردون بهجمات على الجيش وقوات الأمن. ويأتي الجدل مع ال «بي بي سي» على خلفية قلق متنام حيال حرية التعبير في تركيا، حيث يلاحق الصحافيون وتوجه إليهم اتهامات باهانة السلطات.