اجمع مستثمرو العقارات ان نجاح مصر فى انشاء قناة السويس الجديدة خلال عام واحد، يعد بمثابة انجاز ورسالة طمأنينة فى الداخل والخارج، من شأنها تحريك السوق العقارية وتشجيع العميل على ضخ امواله فى السوق المصرية ومن ناحية اخرى ضخ استثمارات جديدة فى القطاع العقارى من خلال مشروعات التنمية العمرانية المتكاملة المتوقع طرحها ضمن المخطط العام للمشروع . وطالب المستثمرون بضرورة اسراع الدولة بتبنى آليات فعالة للتسويق للمشروع على الشركات العالمية والاعلان عن المشروعات المخطط طرحها وطريقة التعامل مع الاراضى المرتبطة بالمشروع، وتشمل المطالب ايضا اعادة النظر فى قطاع المقاولات المصرى وحل المشكلات والمعوقات التى تواجه الشركات بما يؤهله للمشاركة فى تنفيذ المشروعات المرتبطة بقناة السويس الجديدة . قال حسام طه السيد، رئيس مجلس ادارة شركة قرطبة للهندسة وادارة المشروعات، ونائب رئيس قرطبة للاستثمار العقارى والتجارى، ان مشروع قناة السويس الجديدة، يمثل طفرة اقتصادية وتنموية فى جميع المجالات . تاريخيا نتج عن مشروع قناة السويس ظهور مدن القناة كلها وهى السويس وبورسعيد والاسماعيلية، تبعا لتصريحات حسام، مشيرا إلى ان المتوقع مع افتتاح قناة السويس الجديدة ظهور مشروعات عمرانية متكاملة بمختلف انواعها، وهو الامر الذى ينعكس مباشرة على الاستثمار العقارى خاصة وان هذه المنطقة قريبة من مشروع العاصمة الادارية. اشار حسام إلى مشكلة تعانى منها مصر تتمثل فى عدم القدرة على تسويق المشاريع والانجازات، حيث تسيطر علينا ثقافة جلد الذات، مهما انجزنا من مشروعات . تابع، انه بصرف النظر عن العائد المادى والاقتصادى من مشروع القناة الجديدة، يكفى نجاح الدولة فى انجاز المشروع خلال سنة واحدة وهو امر يمثل تحديا ونجاحا فى حد ذاته، يعطى بارقة امل فى البلد رغم ما تمر به من ظروف غير مستقرة . مؤكدا ان مصر فى حاجة خلال الفترة القادمة إلى ايجاد آلية تمكنها من تسويق نجاحاتها واستثمارها. وأوضح داكر عبداللاه عضو جمعية رجال الاعمال المصريين، وعضو الاتحاد المصرى لمقاولى البناء والتشييد، طالب بضرورة اعادة النظر فى قطاع المقاولات حتى يتمكن من مواكبة المشروعات المخطط انشاؤها ضمن مشروع تنمية محور قناة السويس، مشيرا إلى ان قطاع المقاولات جزء من منظومة يجب على جميع مؤسسات الدولة ان تتكاتف معه خلال الفترة القادمة سواء البنوك والتأمينات الاجتماعية وشركات التأمين وغيرها من الاطراف المرتبطة بشركات المقاولات. وتبلغ المساحة المخطط استثمارها ضمن المشروع ما يزيد على 460 كيلومترا وهى اكبر منطقة استثمارية على مستوى العالم وتستوعب نحو مليون فرصة عمل، تبعا لتصريحات عبداللاه. اضاف ان شركات المقاولات المصرية شركاء فى نجاح المشروع وسرعة انجازه خلال عام، حيث شاركت اكتر من 80 شركة مصرية، قامت بحفر 250 مليون متر مكعب، باستخدام 4500 معدة، وبمشاركة 75 ألف عامل وفنى، خلال المرحلة الاولى للمشروع، اما المرحلة الثانية وهى التكريك المائى، فقد استوعبت نحو 5 آلاف عامل ومهندس ونحو 45 كراكة تابعة لهيئة قناة السويس والشركات الاخرى المشاركة فى اعمال التكريك من جنسيات مختلفة اماراتية وهولندية وبلجيكية وامريكية . وبدوره أكد فتح الله فوزى، الرئيس السابق لشركة المستقبل للتنمية العمرانية، يرى ان نجاح الدولة فى انجاز مشروع القناة الجديدة ما كان ان يتحقق الا بوجود القوات المسلحة ممثلة فى الهيئة الهندسية التى تولت الاشراف على تنفيذ المشروع المتوقع ان يؤدى إلى جذب استثمارات ضخمة . طالب فوزى بضرورة قيام الهيئة التى تشكلت لتنفيذ المشروع، بالاسراع فى عملية التسويق، مؤكدا أن النجاح الحقيقى يكمن فى القدرة على تسويق المشروع على الشركات العالمية فى جميع الصناعات، وذلك لخلق فرص عمل وجذب استثمارات. موضحا انه لم يتم حتى الآن الاعلان عن طريق التعامل على اراضى المشروع، هل ستكون بالانتفاع أو الايجار أو التملك، وما هى الاسعار ومدة انشاء المشروع والمساحات المتوافرة لكل نشاط . وقال هانى العسال رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات مصر إيطاليا ان افتتاح قناة السويس الجديدة رسالة للعالم أجمع ان مصر تستطيع رغم كل التحديات وبسواعد أبنائها أن تسجل للتاريخ مثل هذا المشروع القومى التنموى العملاق الذى يعد فتحة خير ليس فقط لمصر بل للعالم أجمع. وأوضح العسال «أن القناة الجديدة ليست ممرا ملاحيا فحسب بل هى مشروع قومى يرسم خارطة للتنمية الجديدة فى مصر، خاصة مع بدء تنفيذ المشروعات اللوجيستية فى المنطقة الإستراتيجية المحيطة بالقناة الجديدة لتسهم بذلك فى انتعاش الاقتصاد المصرى وزيادة الدخل القومى من العملة الصعبة وخلق الآلاف من فرص العمل . وأكد هانى العسال ان مشروع قناة السويس سيضع مدن القناه الثلاثة: الإسماعيليةوالسويس وبورسعيد فى بؤرة اهتمام الاستثمار السياحى والعمرانى نظرا لما تتمتع به هذه المنطقه من مقومات سياحية متنوعة ومتكاملة مثل السياحة الثقافية والبيئية والأثرية والدينية، وهو الأمر الذى سينعكس بالايجاب على التنمية العمرانية فى المناطق المحيطة بهذه المدن. قال طارق بهاء، رئيس القطاع التجارى فى شركة ابراج مصر، ان قدرة مصر على انجاز مشروع القناة الجديدة خلال عام واحد، يؤدى إلى زيادة الطمانينة فى السوق المصرية. وبالنسبة لانعكاس المشروع على السوق العقارية، قال بهاء إن المشروع ينعكس ايجابيا من ناحية النظرة الايجابية فى السوق وتشجيع العميل على ضخ امواله فى السوق العقارية سواء المصريون فى مصر أو المقيمون فى الخارج، وظهرت مؤشرات ذلك عقب اجازة العيد مباشرة من تحرك ملحوظ لشراء العقارات . اضاف بهاء ان الحدث يمثل رسالة ايجابية ايضا للمستثمر الاجنبى بجدية الحكومة وقدرتها على تنفيذ المشروعات، وتشجيعها على ضخ اموالها فى مصر . اوضح ان المشروعات المصاحبة للمشروع والمخطط الاعلان عنها، ستتضمن جزء عمرانى من شأنه احدات تنمية عمرانية فى منطقة القناة، بجانب مشروعات الانفاق الحالى انشائها تحت قناة السويس، وهى كلها عناصر جذب لتنمية المنطقة، وفى نفس الوقت عنصر طارد للتطرف والارهاب .