- مصر توفر الأمن اللازم للسفارات الأجنبية.. ونواجه مخاطر واحدة ومصالحنا مشتركة - يجب التصدى لتفاقم ظاهرة المقاتلين الأجانب.. ومواجهة «داعش» - مستعدون لإيفاد علماء الأزهر الشريف لإيطاليا لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامى السمح.. ووزيرة الدفاع: فكرة ممتازة - بينوتى: نعتبر مصر دولة كبيرة ونريدها هكذا باستمرار.. والإسلام لا علاقة له بالتطرف والإرهاب - نقدر المعاناة التى يتعرض لها الشعب المصرى.. ونعتبر من يقومون بهذه الأفعال قتلة خلال زيارته للعاصمة الإيطالية روما، التقى رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، صباح أمس الجمعة، وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتى، بحضور رئيس أركان القوات المسلحة الإيطالى، والسفير المصرى بإيطاليا، وعدد من المسئولين، وذلك فى بداية سلسلة من اللقاءات التى يعقدها مع كبار المسئولين الإيطاليين. ورحب محلب فى بداية اللقاء، بقوة العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، على نحو ما يعكسه توالى الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة خلال الشهور الماضية، مشيرا إلى «الاهتمام بمواصلة التنسيق بين البلدين حول القضايا المتصلة بتصاعد ثقل التيارات الأصولية المتطرفة سواء فى شمال إفريقيا أو الشرق الأوسط، فى ظل الأوضاع التى تشهدها ليبيا، وسوريا، والعراق، والاستفادة من قوة الدفع الحالية فى العلاقات، والتى تعززت بعد زيارة وزيرة الدفاع الإيطالية لمصر فى نهاية 2014». وقال السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، فى بيان، أمس، إن رئيس الوزراء قال إن التفجير الإرهابى الأخير الذى استهدف القنصلية الإيطالية بالقاهرة لن يزيدنا إلا إصرارا على القضاء على الإرهاب، وتوجه بالشكر على تصريحات رئيس الوزراء الإيطالى ومختلف المسئولين الإيطاليين التى عبرت عن التأييد ومساندة القيادة السياسية المصرية، والتضامن مع مصر فى مواجهة الإرهاب. وأشار محلب إلى أن مصر تقوم بتوفير الأمن اللازم للسفارات الأجنبية بالقاهرة تنفيذا لالتزاماتها فى هذا الشأن، منوها بأنه بعد ساعة واحدة من وقوع الحادث كان فى موقع القنصلية، وتم إصدار قرار بتحمل الحكومة المصرية لتكاليف إصلاح مبنى القنصلية الإيطالية. وأكد محلب على أهمية تكثيف التعاون المشترك وتعزيز التنسيق بشأن مواجهة تنظيم «داعش»، وكذا التنظيمات الإرهابية الأخرى بالمنطقة، وارتباط مكافحة تلك التنظيمات بشكل مباشر بالأمن القومى المصرى، والأمن الإقليمى. وأشار إلى أهمية التصدى لتفاقم ظاهرة المقاتلين الأجانب، كما أشار فى هذا الخصوص إلى الدور المهم الذى يمكن أن يقوم به الأزهر الشريف، وكذا الرموز الدينية والشخصيات العامة المصرية فى مواجهة الأفكار المتطرفة. معربا عن استعداد مصر لإيفاد علماء الأزهر الشريف لإيطاليا لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامى السمح، وهو ما رحبت به وزيرة الدفاع الايطالية، قائلة: «هذه فكرة ممتازة». وفيما يتعلق بظاهرة الهجرة غير الشرعية، أكد محلب على ضرورة معالجة هذه الظاهرة بشكل شامل ومعالجة جذورها المتعلقة بشكل أساسى بالتنمية والهجرة الشرعية، كما ترتبط أنشطة الجريمة المنظمة بظواهر الإرهاب وتدفق السلاح والمقاتلين الأجانب، نظرا لاعتماد جزء من تمويل الجماعات الإرهابية على عوائد أنشطة الجريمة المنظمة ومنها الاتجار فى البشر. من جانبها تقدمت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتى، بالشكر لرئيس الوزراء، وعبرت عن سعادتها وشكر الشعب الإيطالى لمصر وشعبها بعد التعاطف الواضح الذى أعقب حادث انفجار القنصلية الإيطالية، فهذا شعور طيب، كما تقدمت بالشكر لرئيس الوزراء على زيارته السريعة لموقع الحادث، وقرار الحكومة المصرية بترميم القنصلية. وأكدت أن هذا الحادث لم يستهدف إيطاليا كدولة، ولكنه استهدف علاقة الصداقة بين الشعبين المصرى والإيطالى، فنحن فى زياراتنا لمصر نشعر بأننا لسنا فى دولة صديقة، بل فى دولة شقيقة، وأنا متأكدة أن هذه هى نفس مشاعر المصريين. وقالت وزيرة دفاع إيطاليا: نعتبر مصر دولة كبيرة، ولها تاريخ عتيق، دولة قوية بها 90 مليون مواطن، ونريدها هكذا باستمرار، دولة قوية صامدة راسخة، فهذا مهم لإيطاليا أيضا. وأعربت عن تثمين بلدها للجهود الأمنية التى تبذلها مصر حاليا لمواجهة الإرهاب، كما يتم تثمين الجهود الثقافية المبذولة حاليا، لنؤكد للعالم كله أن الإسلام دين لا علاقة له بالتطرف والإرهاب، ولكنه دين محبة وسلام، ونحن نعتبر من يقومون بهذه الأفعال قتلة. وقالت الوزيرة: نقدر المعاناة التى يتعرض لها الشعب المصرى، وكل من يفقدون ذويهم من أفراد الجيش والشرطة المصرية، جراء العمليات الإرهابية، وهنا قاطعها رئيس الوزراء قائلا: الشعب المصرى يضرب المثل فى كونه يحارب الإرهاب ليس دفاعا عن مصر فقط، ولكن دفاعا عن العالم كله، وأنا رأيت نماذج من أفراد الجيش والشرطة الذين أصيبوا فى بعض الأحداث الإرهابية مصرون على مواصلة المواجهة مع الإرهاب، دفاعا عن مصر والعالم، فردت الوزيرة: هذا خير دليل على القوة والعزيمة التى تتحلى بها قواتكم. وأكدت وزيرة الدفاع الايطالية أنها تتولى منصبها منذ سنة ونصف تقريبا، وتدرك ان مصر وايطاليا تجمعهما علاقات وطيدة، تجسدها كثافة الزيارات المتبادلة فى الفترة الاخيرة، مشيرة إلى ان حضور رئيس الوزراء رينزى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى دليل على رغبتنا فى مساندة مصر اقتصاديا، وتنمويا، بخلاف الدعم فى النواحى الامنية. واشارت الوزيرة إلى العلاقات الوثيقة التى تربط بين البلدين فى مختلف المجالات، مضيفة: لدينا علاقات مع القوات المسلحة المصرية، ومستعدون لتقديم خبراتنا فى مجالات مواجهة الارهاب، لأننا نعتقد ان مصر شريكة وحليفة لنا. من جانبه قدم رئيس اركان القوات المسلحة الايطالية، خالص التعازى عن شهداء القوات المسلحة فى العمليات الارهابية بسيناء، مشيرا إلى ان التعاون مع مصر فى النواحى الامنية ركيزة اساسية، وهناك تفاهم كبير بين القوات المسلحة الايطالية والمصرية. وفى نهاية اللقاء أكد المهندس ابراهيم محلب على اهمية الاستمرار فى التنسيق فى جميع المواقف، خاصة أن المخاطر التى تواجهنا واحدة، ومصالحنا مشتركة.