بعد 54 عاما من العداء، أعادت الولاياتالمتحدةوكوبا رسميا الاثنين فتح سفارتيهما في هافانا وواشنطن ما يشكل محطة جديدة ملموسة في التقارب التاريخي الذي بدأه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره راؤول كاسترو. واستعاد المبنيان اللذان يؤويان شعبتي مصالح كل من البلدين في العاصمتين تلقائيا وضع السفارة، عملا باتفاق أعلن عنه في 30 يونيو. وقد وضع العلم الكوبي في البهو الكبير لمدخل وزارة الخارجية في واشنطن، بين أعلام البلدان التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، بين علمي كرواتيا وقبرص. وفي هافانا، تحول مبنى الممثلية الأمريكية الشبيه بكتلة من الأسمنت والزجاج، على جادة ماليكون المحاذية للشاطئ، إلى السفارة الأمريكية. لكن الدبلوماسيين سينتظرون زيارة جون كيري هذا الصيف، في موعد لم يعلن عنه بعد لرفع العلم الأمريكي، كما قال مسؤول الجمعة. وأضاف «ليس هناك ما يلزم قانونيا برفع العلم لكن وزير الخارجية يريد أن يكون حاضرا ليترأس حدثا بهذه الأهمية». وتعود آخر زيارة لوزير خارجية أمريكي لكوبا إلى العام 1945. وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قطعت في 1961، وفي العام 1977 وافق جيمي كارتر وفيدل كاسترو على فتح شعبتي مصالح في المقرين السابقين للسفارتين، للقيام بمهمات قنصلية بالدرجة الأولى، برعاية سويسرا للأمريكيين في هافانا، وبرعاية تشيكوسلوفاكيا للكوبيين في واشنطن، حتى تقسيم هذا البلد، فبدأت سويسرا عندئذ الاضطلاع بالدور نفسه. لكن التطبيع لا يتوقف هنا، ومواضيع الخلاف كثيرة في جدول الأعمال: رفع الحصار الأمريكي، وإعادة قاعدة جوانتانتامو البحرية الأمريكية الواقعة في كوبا، والتعويضات البالغة مليارات الدولارات التي يطالب بها الأمريكيون الذين صودرت أملاكهم في كوبا أثناء الثورة، وتسليم الفارين اللاجئين في كوبا والملاحقين من القضاء الأمريكي.