التجديد يكون بالعودة للفرقة الناجية وهى أهل السنة والجماعة - لدينا خلل سلوكى فى الأخلاق يظن أن التعرى مباح.. ولا يمكن أن نوافق على خطاب دينى يٌحول الحرام لحلال أو أن ترث المرأة مثل الرجل يرى الشيخ على حاتم؛ عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، والمتحدث السابق باسم مجلس الإدارة، إن تجديد الخطاب الدينى أمر حتمى، لأن الواقع المصرى انتشر فيه من يٌسميهم ب«خوارج العصر» الذين يٌكفرون القاصى والدانى. ويؤكد حاتم فى حوار مع «الشروق»، على أن تجديد الخطاب، لن يتم إلا بعقد جلسات عمل مشتركة بين الدعوة السلفية، والأزهر الشريف . وإلى نص الحوار: ما هى رؤيتك لواقع الخطاب الدينى؟ الدعوات التى صدرت لتجديد الخطاب الدينى سببها هو الواقع الذى تعيشه مصر الآن، والوطن العربى والإسلامى، من قتل وحرق وسفك دماء وتكفير، وهى أزمة قديمة وليست حديثة العهد . والخطاب الدينى يتشكل من عقيدة وفكر وأخلاق وسلوك، وما يحدث من خلل مرتبط بفرع رئيسى ألا وهو عقيدة المسلم، وهى أقوال ومفاهيم موقوفة من فهم صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام والتابعين والسلف الصالح، وانتقلت من جيل لأخر حتى وصلت لنا. وما نحن فيه من واقع الآن يمر بخلل وانحراف يجعل تجديد الخطاب امرا حتميا وواجبا، خاصة مع انتشار الفكر التكفيرى، مثل الذين يٌكفرون المجتمع ويٌكفرون المسلم العاصى ثم يستحلون دمه ويقتلونه، وهذا بلا شك انحراف فكرى فى العقيدة . وحذر الرسول الكريم من ذلك، بقوله: «تتفرق أمتى على 73 شٌعبة، 72 فى النار وواحدة فى الجنة، وهم الذين يسيرون على كتاب الله وعلى سنتى»، وهى الفرقة الناجية، وهم الملتزمون بالعقيدة وفق هدى السنة. هل الدعوة لتجديد الخطاب تقتصر فقط على مواجهة الفكر التكفيرى والداعشي؟ الواقع الآن أليم، وحتى ينضبط المجتمع لابد أن ننتقل بالخطاب الدينى بالعودة للمفاهيم، وتصحيح ومواجهة الخلل الفكرى الذى يٌعد مرجعا لدى فرق الشيعة والخوارج، والعودة لفهم أهل السنة والجماعة، فلا يقال على القاتل أنه مجاهد، ولا يقال على المقتول البرىء إنه كافر. وهناك أمر هام فى تجديد الخطاب ألا وهو تصحيح الخلل السلوكى فى مسائل الأخلاق، ولا يقصد بالتجديد أن نسمح بأن نقول على الحرام أنه حلال، ونحن لا يمكن أن نوافق على خطاب دينى يٌحول الحرام لحلال، أو أن يقول أحدهم أن التعرى وشرب الخمر مباح . كما لا يمكن أن نقبل مثلا، فى تجديد الخطاب الدينى، أن ترث المرأة مثل الرجل، هل هذا هو التجديد!. اذن أنت ترى أن تجديد الخطاب يشمل عدة ثوابت بوصفها خط أحمر؟ دعنى، أقول أن الفقه فيه مذاهب مختلفة وفيه سعة، لكن الفرائض هى الفرائض، والأركان هى الأركان، والمواريث هى المواريث. ودعوات تنقية التراث الإسلامى وكٌتب الحديث مثل صحيح البخاري؟ يمكن حذف الأحاديث الضعيفة لتنقية كتب الفقه، لكن من يقول بحذف أحاديث من صحيح البخارى لديه خلل فكرى، والإمام البخارى ما قال شيئا إلا وقاله الرسول الكريم، والناس اذا التزموا بكل ما جاء فى البخارى لانضبط المجتمع. هل هناك أمور أخرى بحاجة لتجديد وتصحيح الخطاب الدينى فيها؟ لدينا غير التكفيريين، شباب منحرف يتعاطى المخدرات، وفتيات منحرفات، ولدينا بعد عن العمل، وعدم رغبة فى بناء المجتمع، كل هذا وغيره يحتاج لتسليط الضوء عليه، لكننى أشرت للفكر التكفيرى، لأنه الركن الأصعب والأهم الذى يشغل المجتمع سواء على مستوى الحكومة والنظام أو الشعب، لكن بلا شك هناك انحراف سلوكى خطير. وآليات التجديد ؟ أقول، للعالم والداعية انشطوا، ادرسوا الواقع دراسة متأنية وحددوا الخطأ، لا نوم الداعية ولا سكوته، ولا القراءة من ورقة بالية قديمة ليس فيها شىءيتعلق بأمراض المجتمع سوف يؤدى للتجديد، أو علاج مرض انتشار الفكر التكفيرى الذى أظهر خوارج العصر، وانا اتساءل من يتحدث إلى هؤلاء وكيف يتحدث إليهم، وأين الدولة وتشريعاتها من مواجهة ذلك، ونؤكد أنه لن يكون هناك شابا يبذل العمل فى مجتمعه، دون أن يكون منضبطا، ولا مانع أن تجلس الدولة أو الأزهر مع تلك الفئات لإخراجها من الفرق الضالة للفرقة الناجية. وما هو دور المؤسسات الدينية فى تجديد الخطاب؟ لابد من عقد اجتماعات بين المؤسسة الدينية الكبرى فى مصر وهى الأزهر الشريف ومعها وزارة الأوقاف، وبين الدعوة السلفية وشيوخها، بوصفها الجماعة المنضبطة بالكتاب والسنة عقيدة وفكرا، لوضع خطة متكاملة لتجديد الخطاب وتأهيل وتدريب الدعاة، وتقف الدولة معهم بحزمة من تشريعاتها المطلوبة والرادعة للمنحرفين، لازم الناس تخاف، وأن يكون هناك عقوبة لكل انحراف، ولدينا نقص تشريعى فى ذلك، والدعوة السلفية هى أفضل من يتحدث فى تجديد الخطاب الدينى. هل تعتقد أن الخطاب يمكنه أن يواجه ظواهر الإلحاد أو خلع الحجاب مثلا؟ هؤلاء انما نبتوا كرد فعل طبيعى، على الغلو عند الطائفة الأولى من التكفيريين، ففريق تشدد فى الدين، وآخرين تركوا الدين بالكلية ظنا أنهم بذلك يحاربون التكفيريين، وحينما تعالج الخلل فى الخطاب الدينى، انما تعالج الطائفتين معا.