في صمت تام، رحلت السلطات المصرية صباح السبت، المتهم محمد سلطان نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان والمحكوم عليهما بالسجن المؤبد في قضية «غرفة عمليات رابعة»، إلى الولاياتالمتحدة، دون أن يعلم أحد بسفره إلا بعد أن استقل الطائرة مع وفد من السفارة الأمريكية، فأعلن شقيقه عبر «فيسبوك» خبر الترحيل. جاء الترحيل بناء على قرار رئيس الجمهورية تطبيقا لقانون ترحيل الأجانب بعد عرض الأمر عليه من النائب العام أو مجلس الوزراء، وقرر المتهم التنازل عن الجنسية المصرية والإبقاء على الأمريكية، إلا أن تلك إجراءات لم يعلمها أحد إلا بعد خبر الترحيل، وسبق وأن رحلت السلطات المصرية الأسترالي بيتر جريستي المتهم في قضية خلية الماريوت إلى دولته، ولكن بعد أن تمت مشاورات كثيرة بين البلدين، أعقبها تنازل محمد فاضل فهمي المتهم في خلية الماريوت عن جنسيته المصرية وأبقى على الجنسية الثانية الكندية لترحيله إلى كندا إلا أنه لم يتم اصدار قرار بترحيله حتى الآن. المستشار هشام بركات النائب العام، قال إن قرار ترحيل محمد صلاح الدين سلطان إلى الولاياتالمتحدة، لاستكمال مدة العقوبة الجنائية الصادرة ضده بالسجن المؤبد في قضية غرفة عمليات رابعة. وأوضح النائب العام، في تصريحات صحفية، أن قرار ترحيل «سلطان» (مدير التطوير المؤسسي بشركة صوان للخدمات البترولية سابقا) جاء نفاذا لأحكام القرار بقانون رقم 140 لسنة 2014 في شأن الأحكام الخاصة بتسليم المتهمين الأجانب ونقل المحكوم عليهم، والذي ينص في مادته الأولى على أنه "مع عدم الإخلال بأحكام القوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بتسليم المجرمين ونقل المحكوم عليهم النافذة في مصر، يجوز لرئيس الجمهورية بناء على عرض النائب العام وبعد موافقة مجلس الوزراء، الموافقة على تسليم المتهمين ونقل المحكوم عليهم إلى دولهم، وذلك لمحاكمتهم أو تنفيذ العقوبة المقضي بها بحسب الأحوال، متى اقتضت مصلحة الدولة العليا ذلك". وأضاف، أن قرار الترحيل جاء متفقا مع صحيح حكم القانون، وذلك لاستكمال العقوبة الجنائية المقضي بها بحقه في القضية التي أدين فيها. من جهتها، قالت المحامية راجية عمران عضو هيئة الدفاع عن محمد سلطان ل«الشروق»، إن المتهم غادر على متن طائرة برفقة وفد من السفارة الأمريكية، وعدد من الأطباء لسوء حالتة الصحية، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى مستشفى بالولاياتالمتحدة لتلقي العلاج، واسترداد صحته التي تدهورت بشدة. وأشارت إلى أن قانون ترحيل الأجانب نص على ترحيل الأجانب المحبوسين في أحكام قضائية داخل السجون المصرية لبلادهم، على أن تتم إعادة محاكمتهم في تلك القضايا هناك، مضيفة أن هذا الاجراء من المتوقع أن يتم مع محمد سلطان في أمريكا. واستشهدت «راجية» بموقف بيتر جرييستى الأسترالي عندما تم ترحيلة من البلاد "ولم نقراء أو نسمع عن إعادة محاكمتها مرة ثانية في بلاده"، وتهكمت على موقف السلطات المصرية تجاه محمد فاضل فهمي والذي لم يرحل حتى الآن رغم دفع كفالة قدرها 250 الف جنية وتنازله عن الجنسية المصرية. كانت محكمة جنايات القاهرة، قد عاقبت «سلطان» و36 آخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان بالسجن المؤبد، كما عاقبت 14 متهما منهم مرشد الجماعة محمد بديع بالإعدام شنقا في القضية المعروفة إعلاميا ب«غرفة عمليات رابعة»، لإدانتهم بإعداد «مخطط إرهابي يقوم على حرق وتدمير منشآت الدولة والمصالح الحكومية والمرافق والمؤسسات العامة، وفي مقدمتها المقار الشرطية، ودور عبادة المواطنين المسيحيين، ومحاولة اختطاف عدد من رموز الدولة وقياداتها».