وصف رئيس برنامج النظام السياسى المصرى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يسرى العزباوى، الأحزاب ب«الميّتة»، ومع ذلك يرى فى وجودها «ضرورة لأى ديمقراطية أو نظام سياسى بشكل عام». وقال، فى حوار عبر الهاتف ل«لشروق»، إن للنظام القائم دورا رئيسيا فى إعادة بث الحياة بالأحزاب وتقويتها، ما يعود بالنفع على الرئيس عبدالفتاح السيسى نفسه، واضعا مجموعة من الحلول فى سبيل ذلك. • «الأحزاب ضعيفة» رددها بعض الحزبيين أنفسهم.. فهل توافقهم الرأى؟ الأحزاب ليست فقط ضعيفة وإنما ميّتة. • من المسئول ؟ دائما ما يتحمل أهل البيت المسئولية الأكبر؛ وبالتالى فالأحزاب هى أساس المشكلة، ولعل أزمة حزب الوفد الأخير مثالا لذلك. وعلى الرغم من ضعف الأحزاب وما آلت إليه إلا أن وجودها مهم وضرورة لأى ديمقراطية وأى نظام بشكل عام، وأتصور أن النظام السياسى الجديد عليه دور رئيسى فى إعادة بث الحياة وتقوية الأحزاب السياسية من خلال مجموعة من السياسات والقوانين، التى تساعد فى ذلك، وهو ما سيفيد السيسى شخصيا والمصريين بشكل عام. • كيف؟ نحن بحاجة لإعادة هيكلة الأحزاب القائمة، من خلال عدة أفكار بينها الاندماج؛ فهناك أحزاب متشابهه لحد بعيد فى الأفكار والبرامج بحاجة لإعادة النظر فيما بينها وأن تشكل تحالفا أو اندماجا فيما بينها؛ فمثلاً هناك 6 أو 7 أحزاب يسارية يمكن أن يندمجوا فى حزب واحد، وكذلك مجموعة من الأحزاب الناصرية والتيار الليبرالى، ورأينا تجربة اندماج حزبى الجبهة والمصريين الأحرار، وعلى الدولة تسهيل القوانين الخاصة بالاندماج بشكل أساسى. وكذلك لجنة شئون الأحزاب عليها دور كبير فى إعادة جدولة وإعادة النظر فى الأحزاب القائمة التى ربما اشترت الخمسة آلاف توكيل، وعليها أن تطلب من الأحزاب تقديم عدد أعضائها وبرنامجها السنوى الذى تعمل بمقتضاه، وربما تموّل أو تساعد فى تمويل بعض الأحزاب وعلى الأقل تمويل غير عينى كتوفير قاعات للمؤتمرات، والدولة لديها العديد فى هذا الإطار، فالهيئة العامة للاستعلامات لديها مراكز النيل المنتشرة فى أكثر من مكان وكذلك وزارة الشباب، وغيرها من الأماكن التى لو توافرت رغبة حكومية يمكن الاستفادة منها. • هل المناخ السياسى الحالى يؤشر لاحتمالية الأخذ بأى من تلك المقترحات؟ لا اعتقد أن موضوع تقوية الأحزاب على أجندة الرئيس السيسى حاليا، والدليل على ذلك أنه لم يلتقها سوى مرة وحيدة، على الرغم من أن الأجندة السياسية هى الأهم فى هذه المرحلة، بداية من تقوية الأحزاب وحتى إعادة النظر فى قانون التظاهر وقانون الانتخابات، فأنت بحاجة لحزمة من التشريعات والإجراءات على الأرض تساعد الأحزاب السياسية والشباب ويكون لهم تمثيل حقيقى، فالرئيس عليه تحديد خياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتكون معلنة، فمثلًا الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كتب كتاب فلسفة الثورة وأشار لبرنامج ورؤية قال إنه سيحاول تنفيذها. • فيما يخص قوانين الانتخابات.. هل هناك وقت للتعديل أو الأخذ بما اقترحته الأحزاب؟ لا.. ومفهوم الحوار المجتمعى الذى يتم أصبح سيئ السمعة، وحين يقال إن هناك حوارا يفهم منه أن الدولة ستفعل فى النهاية ما تريد، والمشكلة الأساسية فى الحوار الذى جرى يتمثل فى أجندته، فالحكومة دعت لأجندة حوار على الدوائر والأحزاب شاركت بمقترحات فى النظام الانتخابى، وبعض تلك المقترحات كانت مشوّهة صراحة، والمقترح الذى أعدته مجموعة من الأحزاب بتعديل النظام الانتخابى إلى 40% للفردى و40% للقائمة و20% للفئات المنصوص على تمييزها، هو أسوأ مقترح قرأته، رغم أن من قام عليه بعض الخبراء. وفى رأى الشخصى يفضل الأخذ بنظام انتخابى واحد إما فردى فقط أو قائمة فقط، وأنا شخصيا مع «الفردى» لأن الناس معتاده عليه، وفكرة أن النظام الفردى هو الذى يفتح الباب أمام المال السياسى والعنف غير صحيحة، فحين لجأنا للقائمة فى مصر رأينا كل هذه الأمور أيضا. نحن بحاجة لنظام انتخابى حقيقى أيا كان شكله، وقوانين منظمة له حقيقية، يمكن تنفيذها على الأرض، وأن تكون هناك رقابة حقيقية، ودور حقيقى للجنة العليا للانتخابات، لكن حتى اللحظة نضع القوانين ولا تنفذ، وإن كان لا بد من نظام القائمة فليتم الاحتكام ل50% للفردى و50% قائمة. • وفق المعطيات الحالية وفى تقديرك.. متى يمكن إجراء الانتخابات البرلمانية؟ بهذا الشكل، من الواضح أن النية هى إجراء الانتخابات العام المقبل.