أقيمت اليوم فعاليات اليوم الأول من مؤتمر "دعوة للتشجيع النظيف في الملاعب" والتي تنبذ العنف في الملاعب، وذلك بحضور عدد كبير من رموز المنظومة الرياضية على رأسهم المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة والدكتور أشرف صبحي نائب الوزير والناقدين الرياضيين الكبيرين حسن المستكاوي وفتحي سند، بالإضافة إلى عبدالعزيز عبدالشافي نجم الأهلي الأسبق ، والإعلامي أسامة كمال الذي قام بإدارة الجلسة والسيد ياسين مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والدكتور وائل الرفاعي أستاذ علم النفس الرياضي والدكتور رائي بهجت أستاذ علم الإجتماع. وفي بداية المؤتمر، تحدث عبدالعزيز موجهاً الشكر للحضور وعلى رأسهم الإعلاميين للاهتمام بالمؤتمر والتفاعل مع مساعي الدولة لتصحيح الأوضاع السيئة التي وصلت إليها الرياضة المصرية. وشدد وزير الشباب والرياضة على اهتمام سيادة رئيس الجمهورية بالمؤتمر، مشيراً إلى أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من سيادته للتأكيد على أهمية حضور المؤتمر والخروج بتوصيات واجبة النفاذ حول تصحيح المسار، قائلاً أن الوزارة ستظل على اتصال بالقائمين على المؤتمر لرعاية التوصيات التي سيتوصلون إليها.
ومن جانبه أكد فتحي سند النقاد الرياضي بأخبار اليوم أنه لا يسعى لتشخيص المرض لأنه معروف بالنسبة لجميع المتابعين، مشيراً إلى أن جميع أعضاء المنظومة وعلى رأسهم نجوم الرياضة يجب أن يكون لهم دور في التأثير على الشارع، مشدداً على أنه تحدث مع وزير الرياضة حول الأمر وعن التجربة التي تم تطبيقها في السعودية. وشرح سند الأمر قائلاً أن السعودية عندما استشعرت خطر التعصب بين جماهير النصر والهلال تشكلت لجنة لبحث تداعيات الأمر وطرق حلها، ووضعت خطة لحل الأزمة في خلال ثلاثة سنوات واصل العمل خلالها حتى تمكن الدوري السعودي من الوصول إلى شكله الحالي. ووجه اللوم الناقد الرياضي الكبير إلى المنظومة الإعلامية بالكامل، مشيراً إلى أن هنالك إعلاميين يهدمون الدولة، نظراً للثقافة المتدنية وسهولة توجيه والتأثير على الرأي العام، مشيراً إلى أن أبسط مثال على ذلك ظاهرة الأولتراس التي تعتبر ظاهرة سلبية بكل تأكيد لكنها استفحلت بسبب تناول الإعلام لها. وشدد سند على أنه لا يمكن العمل في ظل هذه الأجواء الرديئة، لذلك طالب بضرورة أن تكون هناك استراتيجية إعلامية أولاً، وإدارية لإصلاح المنظومة بالكامل.
وعلى الجانب الأخر شدد حسن المستكاوي الناقد الرياضي الكبير ورئيس نادي وادي دجلة على أن التعصب ليس آفة المجتمع المصري فقط، لكنه موجود في كل الدول لأنه يعتبر كنوع من إخراج الكبت والإحتجاج على الأوضاع بطريقة مشروعة، طبقاً للدراسة التي أقيمت في فرنسا. وأشار المستكاوي إلى أن التعصب في فرنسا دفع الدولة الدراسة أسباب التعصب ليتوصلوا إلى نظرية أن المشجع لجأ إلى الملعب لإخراج كبتهم بطريقة شرعية دون الاحتكاك بالسلطة ، والإعتراض على السلطة متمثلة في سلطة حكم المباراة دون التعرض لعقوبات، مشيراً إلى أن هذا النوع من التعصب يعتبر تعصب حميد لا يؤثر سلباً في المجتمع مثلما يحدث في المجتمعات العربية. وأشار رئيس نادي وادي دجلة إلى أن المجتمع العربي وصل إلى هذه المرحلة نتيجة عدة إعتبارات اولها معلقوا المباريات اللذين يشحنون مشاعر الجمهور طوال ساعو ونصف الساعة باعتبار أنهم في حرب مقدسة، مشيراً إلى أنه لم يرى في أي دولة في العالم جمهور يخرج للاحتفال بغناء الأغاني الوطنية عقب فوز فريق كرة ببطولة. وأشار الناقد الرياضي الكبير إلى أن الأستاذ يوسف إدريس كتب في ستينات القرن الماضي جملة "أكبر حزبين في مصر هما الأهلي والزمالك"، معتبراً أن هذه الجملة كانت أول تحذير من مظاهر التعصب الذي ضرب الرياضة العربية بشكل عام، حتى وصلت إلى مرحلة أن المشجع عند خسارة فريقه يعتبرها خسارة للوطن. وشدد المستكاوي في نهاية حديثه على أن مثل هذه المظاهر يجب أن تحارب بالقانون، والقانون فقط هو ما يجب تطبيقه على أي تجاوز أو مظاهر تعصب سلبية تظهر في ملاعبنا.
وبعيداً عن رأي النقاد الرياضيين في الأزمة، تحدث عبدالعزيز عبدالشافي لاعب النادي الأهلي والمدير الفني للفريق الأول الأسبق للقلعة الحمراء من وجهة نظر أحد أعضاء المنظومة والمتضررين مما يحدث. وأبدى عبدالشافي رأيه في أن الأزمة تكمن في الشباب نظراً لطبيعتهم الثائرة والمتمردة، مشيراً إلى أن هنالك عدد من طرق العلاج اولها النصيحة والعلاج النفسي للاعبين، وأن يكون هناك إرادة للتغير، مع وحدة التفكير، مشدداً على أن كل أعضاء المنظومة يجب أن يبدأ في تأدية دوره على الوجه الأكمل بداية من الوزير حتى الجمهور.