تعليقًا على إعلان تنظيم داعش الإرهابي، سيطرته على مدينة الرمادي العراقية، يوم الأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، «البنتاجون»، أن "الوضع في المدينة ما زال «متحركا وغير محسوم»، وأن متابعة تقارير تفيد عن معارك مستمرة في هذه المدينة الاستراتيجية غرب العراق". وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، مورين شومان، في بيان لها، اليوم الإثنين، "ما زلنا نتابع تقارير تتحدث عن وقوع معارك ضارية في الرمادي ولا يزال الوضع متحركا وغير محسوم". وأضافت، "من المبكر جدا في الوقت الراهن الإدلاء بتصريحات قاطعة حول الوضع على الأرض". وكان تنظيم الدولة الإسلامية، قد أعلن في بيان تداولته منتديات إلكترونية جهادية، يوم الأحد، السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار بعد هجوم دامٍ. ومن جانبه، أمر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قواته ب«الثبات» في مراكزها وعدم السماح للتنظيم المتطرف بالتمدد نحو مناطق إضافية، طالبا في الوقت نفسه من قوات الحشد الشعبي المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة في معارك الأنبار ذات الغالبية السنية. وقالت المتحدثة باسم البنتاجون، اليسا سميث، ل«فرانس برس»، إن "المعارك للسيطرة على المدينة كانت تجري منذ وقت طويل، وأن الجولة الأخيرة من المواجهات أظهرت تقدما للجهاديين". وأوضحت، أن "الرمادي كان متنازعا عليها منذ الصيف الماضي وتنظيم الدولة الإسلامية بات له التفوق الآن، ولطالما علمنا أن المعركة ستكون طويلة وصعبة وخصوصا في الأنبار". وأضافت سميث، "نواصل تقديم الدعم بقوتنا الجوية والنصائح إلى القوات العراقية"، لافتة إلى أن "الولاياتالمتحدة حذرت قبل شهرين من احتمال سقوط الرمادي"، مشددة على أن سقوط المدينة الآن لا يعني أنها ستبقى بقبضة تنظيم «داعش»". وقالت، إن "خسارة الرمادي لا تعني تحول مجرى المعركة، ولطالما قلنا انه سيكون هناك تقلبات في ساحة المعركة، والسيطرة على المدينة لن تعطي التنظيم الجهادي سوى «دفع دعائي»". وأكدت المتحدثة باسم البنتاجون، أن "تنظيم «داعش» أظهر في الأيام الماضية، الوحشية التي باتت نهجا له مع ورود تقارير عن قتل مدنيين". وختمت، "إن كانت المدينة سقطت فهذا يعني فقط انه سيترتب على الائتلاف دعم القوات العراقية لاستعادتها لاحقا". وتعد سيطرة التنظيم على الرمادي أبرز تقدم له في العراق منذ هجومه الكاسح في شمال البلاد وغربها في يونيو الماضي، وباتت المدينة ثاني مركز محافظة عراقية في يده، بعد الموصل (شمال) مركز محافظة نينوى، أولى المناطق التي سقطت في هجوم يونيو الماضي. وأتت سيطرة التنظيم على كامل الرمادي بعدما كان يسيطر على بعض أحيائها منذ مطلع العام 2014، إثر هجوم واسع بدأه مساء الخميس، واستخدم فيه بكثافة التفجيرات الانتحارية التي مهدت لتقدمه. وأدى يومان من المعارك في الرمادي إلى نزوح ما لا يقل عن ثمانية آلاف شخص بحسب المنظمة الدولية للهجرة.