تخيل ماذا سيكون مستقبل الهواتف الذكية بعد 5 سنوات هو ما يشغل بال مصنعى الهواتف، فى هذه الاثناء. وقد طرحت شركات كثيرة افكارا تكاد تكون «مجنونة» لتصورها لشكل الهواتف بعد عدة اعوام، الا ان التطور التكنولوجى اللاهث قد ألغى من القاموس أى صفة «للجنون» فيما يتعلق بالابتكار. وبحسب علماء، فإن وتيرة التطوير وتراجع التكلفة وصغر حجم المكونات ستجعل الهواتف أصغر لدرجة دفعت بعض العاملين فى الصناعة للقول إنها «لن ترى». ففى غضون 5 سنوات ستطغى الهواتف التى تتكون من رقائق ومجسات دقيقة الحجم يمكن أن تدخل فى الأذن على الساعات الذكية. ويقول نيكولاى هفيد الرجل الذى ابتكر فكرة سماعات الأذن الذكية التى تعرف باسم داش «عندما ننظر إلى الوراء بعد 5 سنوات فإن كل ما نراه (الآن) سيصنف حتما كألعاب، كخطوات أساسية جدا لفعل الأمر على النحو الصحيح». ولكى نتخيل كيف شكل الهاتف لابد ان نتعرف اولا على رحلة الهاتف المحمول: إن أول تطبيق لمفهوم الهاتف كان فى ورشة ألفرد جراهام بيل ومساعده توماس واتسون، عندما سكب بيل على نفسه بعض الحمض من بطارية يعمل عليها فصاح «تعال إلى توماس حالا» وهرع إليه مساعده من الغرفة الثانية قائلا «لقد سمعت كل شىء قلته وبوضوح».. كانت هذه ولادة الهاتف فى مارس 1876. ويعود تاريخ الهاتف المحمول إلى عام 1947 عندما بدأت شركة لوست تكنولوجيز التجارب فى مصنعها بنيوجرسى ولكنها لم تكن صاحبة أول هاتف محمول بل كان صاحب هذا الإنجاز هو الأمريكى مارتن كوبر الباحث فى شركة موتورولا للاتصالات فى شيكاجو حيث أجرى أول مكالمة به فى 3 أبريل عام 1973 بواسطة أول هاتف محمول فى العالم واسمه دايناتاك 8000 إكس بعد 15 عاما من التطوير وبكلفة 100 مليون دولار. كان وزنه 1.3 كيلوجرام وسعره نحو 4 آلاف دولار ويوضع فى السيارة. وتعزو بعض المصادر إلى أن تاريخ الهواتف المحمولة بدأ عام 1958 عندما أطلق مكتب البريد الألمانى الجيل الأول A من شبكات الاتصالات المتنقلة. كان وزن جهاز الاتصال حينها 16 كيلوجراما وحجمه كبيرا، وكان يجب وجود موظفة لتنسيق المكالمات وتحويلها. وكان مقتصرا استخدامه على السياسيين والمشهورين فقط نظرا لتكلفته الباهظة. وفى عام 1972 حدث تغيير مهم فى هذه التقنية بإنتاج الجيل الثانى B من شبكات الاتصال المتنقلة. إذ تمكن مستخدِموها ولأول مرة من إجراء الاتصال وتلقى المكالمات، بأنفسهم دون وسيط. لكن كان ينبغى على المستخدِم معرفة رمز المنطقة التى يتواجد فيها. وفى عام 1986 حدث تحسن مذهل فى أنظمة شبكات الاتصالات المحمولة إذ أصبح بإمكان المستخدم، بواسطة الجيل الثالث C من الشبكات المحمولة، الحصول على رقم يمكن التواصل معه من خلاله فى جميع أنحاء ألمانيا. وعلاوة على ذلك، أصبح من الممكن إرسال البيانات النصية ورسائل الفاكس واستقبالها. وفى صيف عام 1992، بدأ عصر الاتصالات المحمولة الرقمية بانطلاق الجيل الرابع D من شبكات الاتصالات، وأصبح يمكن للناس استخدام الهواتف المحمولة للتواصل فى كل أنحاء أوروبا، باستخدام جهاز موتورولا إنترناشنال الصغير نسبيا مقارنة بأجهزة ذلك الوقت فى نهاية 1994 تم إطلاق الجيل الخامس E من الشبكات، وما يميزها هو وجود الآلاف من محطات تقوية إشارات الاتصال. وهذا جعل الهواتف الجوالة تتطلب طاقة كهربائية أقل، كما جعلها أصغر حجما وأخف وزنا وأرخص ثمنا. ومنذ عام 1999 بات التطور التقنى يسير بخطى أسرع وأصبح للأجهزة الجوالة شاشات ملونة وراديو وذاكرة تخزين ملفات MP3 والقدرة على عرض ملفات الفيديو. وهذا جعل من الهاتف المحمول جهازا متنوع الاستخدامات، وفى العام ذاته تم إطلاق أول هاتف مرتبط بالإنترنت، وبعد ذلك بأعوام قليلة أصبح بإمكان المستخدم إرسال رسائله الإلكترونية واستقبالها عبر الإنترنت. أجيال الهواتف بدأ الجيل الأول عبر هاتف موتورولا (دايناتاك 8000 إكس) كانت شبكات الاتصالات تستطيع نقل المستخدم بين مراكز الاتصالات اللاسلكية أثناء تنقله. وكانت هواتف هذا الجيل تتميز بحجمها الضخم ووزنها الكبير. وبدأ الجيل الثانى بتحول شبكات الاتصالات إلى الشكل الرقمى فى عام 1990 فى الولاياتالمتحدة وفى 1991 فى أوروبا، وكانت تستطيع الاتصال مع الكثير من أنواع الشبكات. وكانت الأجهزة صغيرة الحجم، وكان وزنها يتراوح بين 100 و200 جرام، وأصبحت أشكالها مقبولة لدى المستخدمين. وأرسلت أول رسالة نصية فى العالم فى عام 1992. وقدم هذا الجيل القدرة على تحميل المحتوى إلى الجهاز، حيث بيعت أول نغمة رنين فى العالم عام 1998 فى فنلندا، لتبدأ الإعلانات المدفوعة بالظهور فى الرسائل النصية فى عام 2000. وتم تجربة نظم دفع إلكترونى من خلال الهاتف الجوال فى عام 1998 أيضا. هذا، وأطلقت خدمات الإنترنت بشكل كامل على الهواتف الجوالة فى اليابان فى عام 1999. أما أجهزة الجيل الثالث فهى تسمح للمستخدم الاتصال بالإنترنت وتبادل الرسائل الإلكترونية بسرعات جيدة، وكانت اليابان هى البلد الأول الذى قدم هذه الشبكات فى عام 2001، مع طرح شبكات الجيل الرابع LTE أخيرا، التى تسمح نقل البيانات من وإلى الهاتف والاتصال بالإنترنت بسرعات كبيرة جدا مقارنة بالسابق (10 أضعاف)، الأمر الذى سيفتح المجال أمام المزيد من الخدمات والقدرات الإبداعية، مثل مشاهدة عروض الفيديو والتليفزيون بشكل مباشر وبوضوح عالى من دون انقطاع، وبأسعار منخفضة. كيف سيظهر الهاتف المحمول فى المستقبل؟ وصل عدد الرسائل القصيرة المتبادلة عبر الهواتف المحمولة 7.5 تريليون رسالة فى العام الواحد، فى حين وصل عدد الرسائل المتبادلة عن طريق تطبيق «واتساب» 7.2 تريليون رسالة فى السنة. بينما يقضى مستخدمو الهواتف أوقات طويلة فى استعمالها حيث تجاوز فى يونيو 2014 ألف مليار دقيقة. ومن المتوقع انه بحلول عام 2020 سيملك 80% من البالغين حول العالم أجهزة هواتف ذكية. ويتوقع علماء انه فى المستقبل سيقل استخدام الهواتف المحمولة لإرسال بريد إلكترونى وإجراء مكالمات، حيث أن الجيل الجديد يهتم بشكل أكير باستخدام الهواتف لإرسال الرسائل القصيرة ومواقع التواصل الاجتماعى. شاشات مرنة وإمكانية الطى: شاشات العرض المرنة المسماة Amoled هذه الشاشة هى ثورة جديدة فى عالم العرضو المشاهدة إذ إن ما يميّزها عن غيرها من الشاشات هى مرونتها وإماكنية طيّها لتناسب أى شكل دائرى أو نصف دائرى إضافة إلى أنها غير قابلة للكسر. لذلك فإن المستقبل القريب للهواتق سيكون أقرب لتلك التى يمكن ان تلف حول معصمك كساعة او تضعها فى تابلوه السيارة لتعمل كجهاز ملاحة او وضعه على مكتبك لتقوم بعمل مكالمات الفيديو الخاصة. هواتف بدون بطارية: ستجهز هواتف المستقبل بمواصفات خارقة لكاميرات محترفة وبطاريات لا تنفذ. وستزود بخواص أمنية تحميها من الاختراق والقرصنة. ويمكن ان تظهر هواتف لا تحتاج إلى بطارية حيث تحتوى على مولد نانو كهرومغناطيسى يحول الطاقة الحركية إلى كهرباء. وستصبح الهواتف الذكية بغنى عن مقبس كهربائى لشحنها، إذ سيكون من الكافى تعريض شاشتها لأشعة الشمس المباشرة، لشحن البطارية على الفور. تحتوى على وحدات استشعار: ستتكامل هواتف المستقبل الذكية مع جسم الإنسان، وستكون مزوَّدَة بوحدات استشعار أو شرائح لتحديد هوية المستخدم.