من الصعب أن تمر فى أى شارع من شوارع القاهرة الكبرى دون أن تجد مقهى، بلدى أو على الطراز الغربى «كافيه»، سواء تم افتتاحه حديثا أو يمتد عمره لقرنين، إلا أن الشىء المشترك بين أغلب المقاهى هو تدخين الشيشة. «المشروبات الباردة تزدهر فى الصيف، كما تزدهر المشروبات الساخنة فى الشتاء، ولكن الشيشة تستحوذ على أكثر من نصف إيراد المقاهى»، وفقا لعبدالقادر محمد، أحد العاملين بمقهى بوسط البلد،«فالشيشة هى التى تأتى بالناس من بيوتهم» وهو ما يجعل أرباح المقاهى تنقسم مناصفة بين المشروبات والشيشة. ويقول أحد مالكى المقاهى بمنطقة الدقى أنه يستهلك فى المقهى «75 رأس معسل» تقريبا يوميا، ولكنه يشتكى من سيطرة «الكافيهات» على الزبائن الأغنى بينما تكتفى المقاهى البلدى بالطبقات البسيطة. أما محمد سلام، مسئول عن توزيع الشيشة بمقهى شهير بوسط البلد، فأكد أن أغلب الزوار يطلبون الشيشة مع المشروبات، «الشيشة تلقى رواجا لدى الشباب على وجه الخصوص، وتدخل ما يزيد على 150 جنيها يوميا للمقهى»، وفقا لسلام، الذى يتمنى أن يكون من ملاك المقاهى فى يوم من الأيام، «لو القهاوى مش بتكسب، فمفيش حاجة بتكسب». ويشير سلام إلى افتتاح مقاهٍ جديدة فى منطقة عين شمس حيث يسكن، إلا أن منطقة وسط البلد تشهد تضييقا على المقاهى، ما يمنع افتتاح أى مقاهٍ جديدة بها، «طبيعى إن القهاوى تزيد لأن المشكلات بتزيد».