ترى شريحة من المصريين أن عمليات التجميل هى طوق النجاة من بعض المشكلات الاجتماعية، تزيد من تقبل المجتمع لهم وتحميهم من خطر الانطواء، وربما تجذب عريسا أو تمنع شخيرا، وبتكلفة تتراوح ما بين 500 جنيه وعشرات الآلاف، أصبح من الطبيعى أن تُقبل فئة كبيرة من المجتمع على هذه العمليات. ورصدت «الشروق» متوسط أسعار الجراحات التجميلية فى بعض المراكز المتخصصة، وعلى سبيل المثال فسعر عملية حقن البوتوكس الواحدة للتخلص من التجاعيد تصل إلى 1600 جنيه، أما جراحة شد البطن فتكلف 20 ألف جنيه «أقل بمقدار الثلث عن تكلفتها فى دول أخرى كثيرة»، بحسب ما أكده عدد من العاملين فى هذه المراكز. وبالنسبة لتكلفة تصغير حجم الأنف فتبلغ نحو 10 آلاف جنيه، وعملية تكبير حجم الثدى تتراوح ما بين 10 و22 ألف جنيه. وعن جلسات إزالة الشعر بالليزر، فيختلف سعرها حسب الأحياء السكنية، إلا أن المتوسط هو 1200 جنيه لجميع الجلسات التى تتراوح ما بين 6 و8 جلسات لكل حالة، أما حقن البلازما للشعر أو للوجه فتتكلف الجلسة الواحدة 500 جنيه، ويبلغ متوسط سعر زراعة الشعر 7500 جنيه. من جانبه، قال أحمد السبكى أستاذ الجراحة العامة وعضو جمعية الجراحات المصرية الحديثة، إن ما يدفع الأشخاص لهذه الجراحات هى المشكلات الاجتماعية، حيث يسعى لزيادة الثقة بالنفس والتقبل الاجتماعى أو فى بعض الأحيان لمواجهة مشكلة تأخر الزواج، وهذه الدوافع أكبر عند السيدات، ما يدفعهن لتصحيح بعض العيوب الخلقية أو زيادة تناسق مظهر الوجه. وتابع: «لم تعد جراحات التجميل ترفا، فعلى سبيل مثال يعانى بعض الناس من الاكتئاب المزمن بسبب تشوه خلقى أو عملية جراحية سابقة، وقد يؤدى به الأمر إلى الانطواء، وفى هذه الحالة تعتبر جراحة التجميل هى العلاج النفسى الناجح، وبعد أن يرضى المريض عن ذاته يزيد إقباله على الحياة وتتغير حياته للأفضل، وهذا واضح جدا فى راغبى تحسين حجم الثدى، حيث يلجأ إلى هذه العملية الكثير من النساء، ولكن ليس بنسبة أكبر من العمليات التجميلية الأخرى. وأكد أنه بحسب الدراسات والإحصائيات الأخيرة للجمعية المصرية للجراحات التجميلية، فإن 75% من المراهقين، الذين يقومون بإجراء عمليات تجميل الأنف، يجرونها بسبب مضايقات الأخرين، كما يلجأ الرجال أيضا إليها بسبب الشخير، «سمعنا عن قضايا خلع بسبب هذه المشكلة»، ووفقا لنفس الإحصائيات فإن 23% من الأزواج الذين يجرون العملية كانوا ينامون فى غرف منفصلة عن زوجاتهم بسبب هذه المشكلة، أما السبب الأخير فهو حدوث كسور لعظمة الأنف. وقال السبكى إن شد الجفون وإزالة الجيوب الدهنية، وشد الوجه والرقبة، وشد ترهلات الجلد وإزالة أثار الشيخوخة، هى الأكثر إقبالاً من السيدات، مشيرا إلى نوع أبسط من العمليات الجراحية لملء الخدود وأسفل الجفون والشفتين، عن طريق حقنهم بالدهون المشفوطة من أماكن أخرى فى الجسم، «أيضا يمكن استعمال أنواع من المواد التى تحقن فى أماكن التجعيدات لإزالتها، مثل حقن البوتوكس التى تستخدم للقضاء – بشكل مؤقت – على تجاعيد الجبهة أو لملئها بواسطة مواد مماثلة لأنسجة الجلد الطبيعية». ونصح السبكى باللجوء إلى هذه الجراحات إذا استدعت الضرورة «بعض الحالات تكون فى غير حاجة للتجميل، وهنا واجب الطبيب أن ينصح بعدم إجراء أى عمل جراحى، وبالمقابل إذا كانت حالة ما تستدعى إجراء تجميل فعلى الطبيب أن ينصح بذلك». وأشار السبكى إلى تطور استخدام الليزر فى جراحات التجميل، حيث يستخدم فى إزالة الشعر الزائد وعلاج البقع الجلدية وفى إزالة أثار الجروح وشد الوجه. وشدد السبكى على ارتباط أمان جراحات التجميل بمناسبتها للحالة «لابد من اختيار الإجراء المناسب طبقا للحالة الصحية للشخص، بعد التشخيص من قبل الطبيب المختص»، مضيفا: «وترتفع نسب النجاح فى هذه الجراحات على حسب وجود أطباء محترفين». ولفت إلى أنه يوجد الكثير من المراكز التجميلية التى تعمل فى مجال الإجراءات التجميلية كالحقن المالئة «الفيلر والبوتكس والبلازما»، «لكن لابد من استشارة طبيب قبل الإجراء»، وفقا للسبكى الذى أشار إلى أن المراكز التجميلية والمستشفيات المشهورة والمعروفة فى هذا المجال قليلة ولا تتعدى ال50 مركزا.