السكان المتضررون: المسئولون تركوا الشارع غارقا فى الصرف الصحى.. و«الحى»: شكلنا لجنة وسنوفر بدائل حال إزالة العقارات تعيش أكثر من 90 أسرة بشارع عمر مكرم بمنطقة محرم بك بحى وسط الإسكندرية مشهدا كارثيا، بعد أن تصدعت 5 عقارات فى وقت واحد وهبطت الأرض بعمق 3 أمتار، عقب بدء هيئة الصرف الصحى فى أعمال الصيانة، والتى تسببت فى كسر المواسير وتسريب المياه أسفلها، وتم إخلاء السكان منذ شهر فى غيبة من المسئولين. وقال أحد أصحاب المحال المتضررين أسامة محمد ل«الشروق»: «بدأت الكارثة عندما بدأت أعمال الصيانة بشبكة الصرف الصحى بشارع عمر مكرم، وحدث كسر فى المواسير وطفح الصرف الصحى لأكثر من 10 ساعات فتصدعت العقارات، وأضاف متولى السيد، الساكن الوحيد الذى ظل يسكن فى شقته فى العقار رقم 21: «ليس لدى ملجأ آخر للانتقال إليه لحين انتهاء الكارثة، وليس لى أهل وسأبقى فى شقتى التى انهار جزء منها، معرضا للموت فى أى وقت»، فيما تسائل عن المسؤل عن تلك الأرواح المهددة بالموت؟ وأشارت الحاجة هناء محمد على، بائعة الحلويات التى تسكن الشارع بجانب فرشتها وتنام فى المسجد، إلى أنه بعد إخلاء العقارات لم تجد مكانا آخر لتنتقل إليه، بعد أن سافر ابنها الوحيد للعمل بالخارج، مضيفة وهى تنظر إلى شرخ كبير بجانب فرشتها: «نروح فين وإحنا غلابة؟». ويقول سامى سيد، أحد السكان المتضررين وصاحب محل بيع أدوات كهربائية: «لا أستطيع أن أترك محلى وليس لدى عمل آخر، فالأفضل لى أموت بكرامتى دون أن أمد يدى لأحد»، والتقطت الحديث الحاجة أم على التى تسكن بالشارع بجوار أثاثها قائلة: «حررت محضرا برقم 3243/2015 بقسم محرم بك، ولكن المسئولين لم يستجيبوا، وتركوا المياه مدة طويلة حتى غارت الأرض، وكل ما فعلوه حتى الآن هو إخلاء العقارات دون توفير البديل». أما هويدا مصطفى التى تعول 4 أولاد وإحدى المتضررات تساءلت: «أروح فين بعيالى، أنفذتنا العناية الإلهية بعد حدوث هبوط الأرض، ولم أجد غير الشارع أسكن فيه، ولكنى خايفة على عيالى، فأين المحافظ وذنبهم فى رقبته؟»، ولفتت منيرة شعبان سيدة مسنة وإحدى ساكنات المنطقة، إلى أن جميع عقارات شارع عمر مكرم مهددة من 2004، وأنها تسكن فى عقار آخر بنفس الشارع تملؤه الشروخ ومهدد بالسقوط فى أى وقت، وأنها لجأت مرارا لحى وسط دون فائدة. على جانب آخر، أكد اللواء محمد عبدالرازق، رئيس حى وسط، أنه تم تشكيل لجنة لفحص عقارات عمر مكرم 21،23،29،19، 25، بشارع عمر مكرك بمنطقة محرم بك عقب إخلاء السكان، وأن اللجنة ستفحص العقارات لبيان مدى امكانية ترميمها أو إزالتها، وتوفير بدائل للمتضررين، وأضاف: «تم إبلاغ هيئة الصرف الصحى لتصليح ما تم كسره وإعادة الشىء لأصله لمنع تكرار الطفح مرة أخرى، وجار إصلاح شبكة الصرف الصحى وتغيير المواسير بالمنطقة. ومن جانبه أفاد فادى فوزى مسئول بالتضامن الاجتماعى، بأن مديرية الإسكان أرسلت إشارة إلى لجنة الكوارث بالمديرية للاطمئنان على السكان ومساعدتهم، لحين الانتهاء من الكارثة، وأنه جارٍ كتابة تقرير عن حالتهم بعد مقابلتهم لتغيير الواقع الذين يعيشونه.