أكد الدكتور خلدون الرومي مدير فرع الجامعة العربية المفتوحة بالبحرين أن الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربى الانمائى (أجفند)، أول من غرس فكرة التعليم المفتوح فى المنطقة العربية لخدمة فئات المجتمع الأقل حظا. وقال إن الجامعة بشكل عام وفرع البحرين بشكل خاص تهتم بإقامة المؤتمرات التي تقدم للمجتمع العربي الطرق الحديثة في التعليم والتعلم، وذلك لانتقالها من مرحلة تعريف الوطن العربي بالتعليم الإلكتروني إلى مرحلة تعريفه بالطرق الحديثة والإبداعية في التعليم والتعلم الإلكتروني. وأشار في، تصريح له اليوم على هامش المؤتمر الاقليمى الذى بدأ أعماله اليوم الأربعاء بالجامعة، إلى أن التعليم الإلكتروني يخدم فئات المجتمع الأقل حظا التي لا تستطيع أن تأتي إلى الجامعات ولا تتحمل نفقاته الباهظة، لان فكرته تعتمد على التواصل بين الأستاذ والطالب من خلال العديد من الطرق والوسائل الإلكترونية دون الحاجة إلى حضوره شخصيا. وأكد أن هذا التطوير في التعليم هو ما غرسته الجامعة العربية المفتوحة فى المجتمع العربى حيث كان لها السبق فى هذا الصدد، وكانت أول من أدخل طرق التعليم الإلكتروني في المنطقة العربية والآن أغلب الجامعات العربية بها هذا النوع من التعليم الذى أصبح مقبولا لدى المجتمع ومرحبا به. وأكد الدكتور خلدون الرومى، أنه قبل 20 عاما كانت معظم الجامعات في المنطقة العربية ترفض فكرة التعليم الإلكتروني، والآن معظم الجامعات بها كراسي وبرامج للتعليم الإكترونى، مشيدا بانفتاح القيادة السياسية البحرينية على تطوير التعليم، فكانت سباقة فى إدخال التعليم النظامى منذ ما يقارب من 100 عام، واليوم هى سباقة أيضا فى إدخال نظم التعليم الإلكترونى المفتوح، لافتا إلى أنه فى جامعة الخليج العربي حاليا "كرسى" تبرع فيه مللك البحرين للتعليم الالكترونى. وذكر أن المؤتمر الذى يحمل عنوان "تطوير الإبداع والتفكير النقدي في التربية والتعليم"، سبقه أمس عقد ورشة عمل على مدى كامل، وخصصت لموضوع الإبداع في العملية التعليمية، وتحدث فيها كل من الدكتور فتحي الجروان، والدكتور هاني الفاخورى وكلاهما من الإعلاميين المتخصصين فى هذا المجال والذين يتميزون بمستوى علمى عالمى من الكفاءة، مشيرا إلى أن الورشة حظيت بإقبال وحضور عدد كبير من المشاركين أغلبهم من مختلف الدول العربية. وأعرب الرومى عن أمله فى أن يخرج المؤتمر بتوصيات واضحة تخدم تطوير طرق التعليم في الوطن العربي، التى تسير على طريق التغيير والتطور واختلف مفهومها من مجرد طالب مستقبل للعلم ومعلم مرسل له إلى استخدام الطرق الحديثة والتقنيات العصرية، وهو ما جاءت به الجامعة العربية المفتوحة قبل 12 عاما عندما بدأت كفكرة رائدة للامير طلال بن عبد العزيز تحت مظلة برنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند". وأكد تضامنه مع إيمان الأمير طلال بن عبد العزيز من أن التعليم هو السلاح الرئيسي لحل معظم مشاكل الوطن العربي، منوها إلى تلاقى هذا الفكر مع فكر واحد من عظماء القرن العشرين، وهو نيسلون مانديلا الذي أكد أن التعليم هو سلاح الإنسان لتغيير العالم فهو الذى تتحول به ابنه فلاح في القرية إلى طبيبة تعالج أبناء قريتها وبالتعليم يصبح ابن عامل مناجم معدم رئيس لمجلس إدارة الشركة التي تملك هذا المنجم فهل هناك أقوى من التعليم. وأوضح أن هذه الرؤية التي قالها مانديلا في عام 2005، قالها الأمير طلال قبله ب 10 سنوات حين أكد أنه لا شىء يحافظ على الشباب من الانحراف والتطرف والانجراف خلف التيارات إلا التعليم، الذى لايمنح الانسان شهادة فقط وإنما يمنحه أيضا الوعى والقدرة على تمييز المعلومة الصحيحة من الخاطئة وهذا ما يحافظ على الشباب العربى من الانجراف إلى ما نراه حاليا من حركات إرهابية متطرفة. وأشار إلى أن فرع الجامعة العربية المفتوحة بالبحرين كان من أوائل فروع الجامعة، حيث تم افتتاحه في سبتمبر عام 2002، مشيرا إلى أنه قبل هذا العام لم يكن مسموحا بإقامة الجامعات الخاصة في البحرين، ثم جاءت الجامعات الخاصة مواكبة مع المشروع الإصلاحي للملك حمد بن عيسى آل خليفة، فكانت الجامعة العربية المفتوحة أول جامعة غير حكومية في البحرين، منوها إلى أن هذه الجامعة تتميز بأنها غير ربحية. وتتيح برامج تعليمية بمبالغ زهيدة جدا مما سمح للفئات الضعيفة غير القادرة من المجتمع بالتعلم، إلى جانب وجود مرونة، وهذه المرونة في أوقات التعلم "كورسات صباحية وأخرى مسائية"، وكذلك فى طريقة التعلم، مما منح فرصة فريدة لفئات كثيرة من المجتمع غير قادرة ماديا أن تلتحق بركب التعليم وتواصل مسيرتها فى محرابه. وذكر مدير فرع الجامعة العربية المفتوحة بالبحرين أن عدد من تخرج فى الجامعة فرع البحرين منذ تأسيسها وحتى الان 2104 طلاب، سبعة منهم هم الآن أساتذة بها، حيث تدعم الجامعة بقوة برنامج لابتعاث الخريجين للخارج لمواصلة مشوارهم العلمى، وأنها تحتضن حاليا ثلاث كليات هى: كلية إدارة الأعمال، وكلية العلوم التقنية، وكلية اللغات، أنها بصدد التوسع بكلية للجرافيك ديزاين وكلية للكمبيوتر في الفترة القادمة، إضافة إلى التوسع بفتح برامج الماجستير والدراسات العليا لتوفير هذه الفرصة لخريجيها الطلبة. مشيرا إلى أن هذا يتماشى مع رؤية مجلس أمناء الجامعة وإيماننا بتطوير العنصر المحلي "ابن الجامعة" حيث يتم تبنى الطلاب المتفوقين والحاصلين على المراكز الأولى وتعينهم كمعيدين بالجامعة وتيسير حصولهم على درجة الماجستير ثم أتاح الفرصة له للابتعاث للخارج للحصول على الدكتوراة.