أكدت إندونيسيا وهي مؤيد قوي لفلسطين، عزمها على استخدم الذكرى الستين للاحتفال بالمؤتمر الأسيوي-الأفريقي، وهو تجمع كبير يشارك فيه ما لا يقل عن 32 من قادة الدول الأسيوية والأفريقية، للتعبير عن دعمها المعنوي للشعب الفلسطيني الذي ما زال تحت الاحتلال الإسرائيلي. وقالت سيتي نوجراها ماولودياه، مديرة التعاون الفني بوزارة الخارجية الإندونيسية، إن "بلادها وغيرها من الدول في القارتين سيعبرون من جديد، خلال القمة الأسيوية الأفريقية لهذا العام في جاكرتا وباندونج، عن تضامنهم السياسي ودعمهم المعنوي لفلسطين وفقًا لروح مؤتمر باندونج الأول الذي يرفض تمامًا أي استعمار واحتلال على وجه الأرض". ونوهت خلال ندوة حول التعاون بين بلدان الجنوب لتعزيز السلام والازدهار العالميين في جاكرتا مؤخرًا، أن اعتراف الدول الأسيوية والأفريقية باستقلال فلسطين، سيعزز الدول الأخرى على الاعتراف به أيضًا، خاصة مع حضور 32 من قادة العالم للقمة. وقد تم تنظيم مؤتمر أسيا وأفريقيا لأول مرة في باندونج في جاوة الغربية من 18 إلى 24 أبريل 1955 بمبادرة من إندونيسيا وميانمار (بورما)، وسيلان (سري لانكا)، والهند، وباكستان. وكان ينظر إليه باعتباره رمزًا لتحرير الدول من الاستعمار، إضافة إلى كونه رمزا لبعث الدول الأسيوية والأفريقية من جديد. وكان نحو 29 دولة تمثل أكثر من نصف سكان العالم، قد أرسلت مندوبيها إلى المؤتمر الأسيوي الأفريقي الأول، الذي أسفر عن إعلان أو رسالة باندوج التي تتكون من 10 نقاط لتعزيز السلام والتعاون الدوليين، وقد مر 60 عامًا على عقد هذا المؤتمر، وتحررت جميع البلدان وأعلنت استقلالها باستثناء فلسطين التي لازالت تحت الاحتلال الإسرائيلي على مدى ال 68 عامًا الماضية، التي عانى فيها الفلسطينيون خاصة النساء والأطفال، من ويلات الهجمات الإسرائيلية، والانتهاكات والاعتقالات غير القانونية. وتشير الإحصاءات إلى أن هناك حوالي 300 طفل فلسطيني أسير في السجون الإسرائيلية. واعتقلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية خلال عام 2014 ما مجموعه 1266 طفلا فلسطينيا على الأقل، بما في ذلك في القدسالشرقيةالمحتلة، وتتراوح أعمار غالبيتهم ما بين 12 و 15 عامًا. ووفقا لليونيسيف، فقد اعتقلت إسرائيل في العقد الماضي ما معدله طفلان في اليوم الواحد، علاوة على ذلك فقد أكدت الوثائق أن إسرائيل قد اعتقلت حوالي 10 آلاف طفل فلسطيني منذ عام 2000، مع زيادة عدد المعتقلين الأطفال بنسبة 87% خلال السنوات الثلاث الماضية على وجه التحديد. وقتل 1517 طفلا فلسطينيا على يد الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2000. وقد وافق كبار المسئولين من 86 دولة مشاركة في القمة الأسيوية الأفريقية لعام 2015 في اجتماعهم أمس في جاكرتا على مشروع إعلان تجديد الدعم لاستقلال الشعب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم وزارة الشئون الخارجية الإندونيسية أرماناثا ناصر إنه سيتم تقديم مشروع إعلان بشأن فلسطين لقادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركين في القمة الأسيوية والأفريقية للموافقة النهائية عليه. وقال "الجميع يتفق على استقلال فلسطين، لا أحد لديه اعتراض. في الواقع، كان هناك دعم لذلك منذ وقت طويل". ومن بين النتائج المهمة الأخرى لاجتماع كبار المسئولين هو ما أعربوا عنه من التزام الدول الأسيوية والأفريقية بتقديم المساعدة لفلسطين في مجال بناء القدرات استعدادا لنيل حريتها. وأشادت مراقبة سياسية بخطة إندونيسيا للتعبير عن الدعم المعنوي لفلسطين في هذا الحدث الدولي الكبير.. حيث قالت سيتي موتياه سيتياواتي نائبة رئيس جامعة جادجاه للدراسات العليا عن للشرق الأوسط "الدعم المعنوي لفلسطين مهم جدا. إنه أمر حاسم لتسليط الضوء على أن فلسطين لا تزال محتلة وتحتاج إلى دعم دولي لمعالجة المشكلة". وشددت على أن إندونيسيا تدعم فلسطين في نضالها من أجل الاستقلال منذ إدارة الرئيس سوكارنو، وهو أول رئيس للبلاد، مشيرة إلى أن إندونيسيا ستذكر العالم هذه المرة بأن فلسطين لا تزال محتلة من قبل إسرائيل. وتصر إندونيسيا على أن احتلال فلسطين من قبل النظام الصهيوني يجب أن ينتهي. كما شددت على أن جيل المستقبل يجب أن لا يختلط عليه الأمر من خلال تصور خاطئ يطرح فلسطين باعتبارها صانعة للمتاعب من أجل حصولها على الاستقلال. يُذكر أن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله سيقود الوفد الفلسطيني للقمة الأسيوية الأفريقية يومي 22 و 23 أبريل الجاري، ويضم الوفد وزير الشئون الخارجية رياض المالكي وعددًا من المستشارين والمسئولين.