لا يقل الصيد الجائر للأفيال عن كونه أزمة عالمية، فعلى مدار عقود واجهت الأفيال تهديدا بالانقراض بسبب "القطع الوحشي لأنيابها من على وجهها"، لتلبية الطلب العالمي من «العاج». "وتعتبر هذه التجارة غير المشروعة محفوفة بالفساد على جميع المستويات، وأرباحها تفيد جماعات إرهابية خطيرة"، بحسب موقع «One Green Planet». يقول آدم روبرت رئيس منظمة «Born Free USA» المعنية بحماية حقوق الحيوانات البرية في الولاياتالمتحدة، إن اجتماعا رفيع المستوى عقد في 25 مارس الماضي حول «التجارة غير المشروعة للحياة البرية» في مدينة كاسان بتسوانا، ويمكن من خلاله وضع حلول "في حال أبدى المجتمع الدولي استعدادا لتقبل مسؤولية حماية مستقبل الأفيال". تاريخ الدفاع عن مستقبل الأفيال في فترة السبعينيات والثمانينات، قلت نسبة الأفيال الإفريقية إلى النصف، من حوالي 1.3 مليون فيلا إلى 600 ألفا، ما أدى إلى فرض حظرا عالميا على التبادل التجاري لعاج الأفيال عام 1989. "لا يمكن إنكار النتيجة الإيجابية لهذا الحظر، حيث أصبح العاج من المحرمات، جفت الأسواق، انخفضت الأسعار، قل الصيد الجائر، وبدأت نسبة الأفيال في الاستقرار"، ولكن لسوء الحظ لم يستمر ذلك طويلا، بحسب الموقع. ثم في عام 1997، تمت الموافقة على التجارة المحدودة لمخزون العاج في بوتسوانا، ناميبيا، زيمبابويوجنوب إفريقيا، ما أدى إلى تدفق العاج مرة أخرى إلى اليابان والصين، فازداد الطلب ولجأ صيادو الأفيال وتجار العاج إلى تجارتهم مرة أخرى. بحسب رئيس المنظمة الأمريكية، فإنه "منذ يناير 2012، يُعتقد أن أكثر من 103 ألفا من الأفيال تم ذبحهم من قبل الصيادين، وبسبب تجاوز معدل الصيد الجائر لنسبة نمو الأفيال، انخفضت أعدادهم". وأشار أن هناك رغبة متجددة حاليا على جميع الأصعدة للقتال مرة أخرى لحماية الأفيال وحيوان وحيد القرن وغيرهم من الحيوانات المعرضة للخطر بسبب التجارة العالمية في أجزاء جسدهم. وأوضح «روبرت» أنه "في العام الماضي، اتخذت ولايتي نيويورك ونيوجيرسي الأمريكيتين إجراءات صارمة تجاه تجارة العاج محليا للتأكيد على أنها لم تعد تساهم في إبادة الأفيال الإفريقية"، مضيفا أن ولايات أخرى، مثل كاليفورنيا وهاواي وفيرونت، وضعت بعض التشريعات التي ستحظر بيع وتجارة العاج وقرون حيوان «وحيد القرن». "وكلما قلت الأسواق، قل الطلب على العاج وانخفضت أعداد الأفيال التي تقتل". استطرد «روبرت»، في مقاله حول خطر الانقراض الذي يهدد مجتمع الأفيال، قائلا: "في يوم 1 أبريل الماضي، حضر عدد من المسؤولين بحكومات بعض الدول اجتماعا آخر رفيع المستوى في مدينة كاسان ببتسوانا حول التجارة غير المشروعة للحياة البرية". ويعد هذا الاجتماع متابعة ل«قمة لندن»، التي عقدت العام الماضي بحضور أكثر من 40 دولة وقعوا على بيان للتصدي للإتجار بالحياة البرية من خلال "تشديد التشريعات، تطبيقها، العمل مع المجتمعات المحلية وتقليل الطلب". وأشار رئيس منظمة «Born Free USA» إلى أن "كل هذه الجهود ساعدت ولكنها لازالت غير كافية، فالصيادون والعصابات الإجرامية مازالت تستهدف الأفيال المعرضين لخطر الانقراض". "ويقدم اجتماع مدينة كاسان فرصة لتقييم الأوضاع الحالية وتأثير القرارات التي تم اتخاذها في هذا الشأن حتى الآن، لتحديد الإجراءات التي مازال الوضع في حاجة لها. وحضر الاجتماع ممثلون للدول التي تغيبت عن قمة لندن، من بينهم جنوب إفريقيا، تايلاند والهند"، وفقا لما ذكره «روبرت». "العالم يراقب.. ولا نستطيع المماطلة، فالأفيال في حاجة ماسة إلى مساعدتنا منذ سنوات، وعلينا التحرك بسرعة وبشكل حاسم لأن كل يوم يمر دون فعل أي شىء ما يقرب من 100 فيل يتم ذبحهم". وتابع «روبرت» أن المنظمة التي يرأس مجلس إدارتها كشفت في تقريرين لها العام الماضي بعنوان «لعنة العاج وخارج إفريقيا»، العلاقة بين الصيادين والإرهابيين. يوضح التقرير أن "بشكل مفصل رحلة العاج بداية من ذبح الفيل في غابات إفريقيا، ثم جمعه وتصديره إلى العصابات الإجرامية وحتى بيعه نهائيا في الأسواق الآسيوية". واختتم رئيس المنظمة الأمريكية مقاله، مؤكدا أن المسؤولية تقع على الجميع، واجتماع بتسوانا يبحث إمكانية البدء في توفير مستقبل إيجابي للأفيال.