وجدوا أنفسهم يحملون الميكروفون ويقفون أمام عدسة الكاميرا، لتنعكس صورتهم على الشاشة أمام ملايين الجمهور كمراسلين ميدانيين في التليفزيون لعشرات السنوات، ذاقوا خلالها متاعب العمل بالشارع، في عمل لا يعرف الكثيرون كم هو شاق ومحفوف بالمخاطر. حلم الجلوس في الاستوديو يراودهم، رغم الخبرات المتراكمة التي يخلفها الشارع والتعامل على الأرض مع الجمهور في نفوس المراسلين، وجاءت بالنسبة لهم خطوة تحقيق هذا الحلم من خلال برنامج «مذيع العرب» المشترك إنتاجيا بين قناتي أبوظبي والحياة المصرية. * ثلاث دقائق لا تكفي لميس سلامة «الاستوديو وأن أصبح مذيعة ليس الحلم، ولكن الحلم أني أظل في الشارع أيضا، ولكن بمساحة أكبر من الدقائق الثلاث مدة التقرير»، تشرح لميس سلامة، الحاصلة على المكيروفون الفضي من لجنة التحكيم، أسباب اشتراكها ببرنامج مذيع العرب، وتضيف: «كنت أشعر دوما أن بداخلي ما أريد أن أقوله خارج الدقائق الثلاث، خلال عملي كمراسلة». 12 عاما هي مدة عملها كمراسلة تليفزيونية ببرنامجي 90 دقيقة ومصر الجديدة مع الإعلامي معتز الدمرداش، سبقت تلك السنوات بتقديم 3 برامج على الهواء من الاستوديو بالمحور أيضا، آخرهم كان برنامج «أوقات فراغ» الذي تركته ونزلت للشارع كمراسلة ميدانية، وتؤكد لميس أنها تريد أن تظل في الشارع: «نفسي أعمل حواديت مع الناس بشكل أكبر ووقت أطول وده مش هايكون متاح غير لما أكون مذيعة». تعتبر لميس سلامة أن سوق الإعلام الذي خرجت منه ولا تزال تعمل به، ليست له معايير محددة، «كل واحد يعبر عن رأيه، والمضمون يتحكم به توجه المذيع ورأس المال والأنظمة»، وتشير إلى أنها لم تر إعلاميا استطاع أن يجمع الناس ويجعلهم يد واحدة، «فالإعلام دوره أن يصلح»، وهو ما تسعى إليه من خلال مشاركتها بالبرنامج الذي تقول عنه أنه أول برنامج لم يأخذ «فورماته» من برنامج أجنبي كما يحدث بكافة برامج المسابقات، ويأتي في وقت مهم جدا، على حد وصفها، لأن السوق مغلق مع وجود العديد من الموهوبين، والبرنامج يبحث عن نسخة مذيع ليست موجودة بالسوق. «دي لعبة كل مرة هايخرج منها ناس مش معنى إنهم خرجوا إنهم فشلوا»، تلخص بذلك فرصتها في المسابقة، معتبرة أن البرنامج سيكون «فاتحة خير» على الجميع، حتى الذين سيخرجون من التصفيات لأنه سيكسبهم جمهور. * آلاء جاويش والمحاولة الأخيرة «حال الإعلام في مصر غير مستقر إلى حد كبير»، تقولها آلاء جاويش، إحدى المشاركات بقوة في منافسات برنامج مذيع العرب، متقفة مع لميس، ومبرهنة على ذلك بأنها قررت بعد 9 سنوات من العمل، أن تترك كل شيء للبحث عن فرصة جديدة لإثبات الذات والتعلم. وتضيف: «برامج المسابقات فرصة لإظهار المواهب، حتى لو لم يتم اكتشافها». تشارك آلاء بعد عدة مشاركات خاضتها بمسابقات أخرى سابقة في إذاعات وقنوات تليفزيونية، حتى أن أصدقاءها ألحقوا كلمة «مسابقات» باسمها وهم ينادونها، ولكنها لم تصب بأي إحباط، ورغم ذلك تقول أن برنامج مذيع العرب سيكون آخر محاولاتها حتى تصبح مذيعة. وتلخص آلاء أسباب رغبتها في أن تصبح مذيعة، في رغبتها «تقديم برنامج يسعد الناس ويساعد المجتمع كي يصبح إيجابيا ومتفائلا»عملت آلاء كمراسلة لمدة 9 سنوات بقناة دريم في برنامج العاشرة مساء، ثم بقناة CBC الفضائية المصرية. «حلمت أن أكون مذيعة من الصغر» وتقص آلاء ل«الشروق» أنها كانت تنظم حفلات فنية لوالديها في المنزل مع أختها الوحيدة، وكانت تحرص على تقديم الحفل، وتطور الحلم بمشاركتها في الإذاعة المدرسية، ثم بالأنشطة الطلابية في كليتها، حيث نظمت برنامج Talent Show داخل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وهو برنامج يسعى لاكتشاف المواهب الغنائية والتمثيلية بالكلية. تصف آلاء برامج المسابقات بأنها لا تضيف شيئا للمشتركين، لكن بالنسبة لها تتمنى أن يكون اشتراكها «فاتحة خير» عليها على حد وصفها، مضيفة أن الأهم من اللقب هو أن يعاد اكتشافها، ويرى بداخلها ما لم تستطع التقارير التليفزيونية التي قدمتها خلال عملها كمراسلة أن تظهره.