استقبل قسم الفلك مع قسم الشمس وأبحاث الفضاء صباح أمس مجموعة من الهواة لرصد ظاهرة الكسوف الجزئى للشمس باستخدام التلسكوبات الصغيرة، وبدأ الكسوف الذى شهدته أجزاء من مصر الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق صباح أمس بتوقيت القاهرة، ووصل أقصى درجة له الساعة الحادية عشرة وثمانية وأربعين دقيقة صباحا، وانتهى فى الثانية عشرة والنصف تقريبا ظهرا. وقال رئيس قسم الفلك وأبحاث الفضاء بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية أشرف تادرس إن الكسوف حدث أمس تزامنا مع الاعتدال الربيعى، حيث تساوى الليل والنهار تماما أمس، وهو ما نسميه ذروة الربيع او منتصف فصل الربيع. وتابع أن القمر المحاق كان فى وضع الحضيض فى مداره حول الارض، أمس، وهو ما نطلق عليه القمر السوبر، ويظهر تأثيره فى عملية المد والجذر، حيث يرتفع الماء أكثر قليلا من منسوبه فى الاوقات العادية، وهو آخر سوبر قمر فى حالة المحاق نشهده هذا العام، أما شهور أغسطس وأكتوبر وسبتمبر، فسيظهر السوبر قمر فى حالة البدر، فيراه العام كله بدرا أكبر من حجمه الطبيعى، ويوافق هذا اليوم ايضا بداية الشهر العربى الجديد (غرة جمادى الآخر) للعام الهجرى الحالى. ودعا تادرس المصريين إلى الاهتمام بهذه الظاهرة ومشاهدتها لكن بشرط ألا تتعدى زمن الرؤية لكسوف الشمس أكثر من 30 ثانية فقط، باستخدام النظارات الكسوفية المخصصة لهذا الغرض (وهى تشبه النظارات المستخدمة فى لحام المعادن)، او استعمال نظارات شمسية داكنة جدا، أو من خلال طبقتين من الأفرخ البلاستيكية التى تستخدم فى أشعة إكس الطبية (المساحات الداكنة منها)، أو من خلال الرقائق الممغنطة الموجودة داخل اقراص الفلوبى ديسك 5.25 او 3.5 القديمة غير المستخدمة الان، حيث إطالة زمن التحديق من خلال تلك الوسائل قد يضر بالعين كثيرا، لأنها تقلل شدة موجات الضوء المرئى بدرجة كبيرة ولكنها لا تقلل موجات الاشعة فوق البنفسجية بالقدر الكافى وهى الأخطر على العين. من جهة اخرى، أدى نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامى، أمس، صلاة الكسوف بمسجد الخلفاء الراشدين بمنطقة ابو سليمان بالإسكندرية، داعيا إلى ضرورة الاقتداء بالرسول فى سنته بتلك الصلاة، فيما أداها الداعية السلفى حاتم فريد بمسجد بلال بمنطقة ثروت وسط مئات المصلين. ودعا برهامى خلال خطبة الجمعة، لتأمل حقوق الناس، وألا يمنح احدهم لنفسه سلطة حمل السلاح لقتل الناس، مطالبا بالعودة للشريعة الإسلامية، وعدم الطعن فى مؤسسات البلاد ومنها الأزهر الشريف. من جانبه تناول حاتم فريد، آيات الله وسننه الكونية، ودعا للالتزام بطاعة الله والصبر على البلاء، مؤكدا أن الكسوف تذكرة من الله لعباده وآية منه، تؤكد الضعف البشرى للإنسان، ذلك المخلوق العظيم الذى يجب ان ينكسر لربه، بحسب تعبيره.