فى أول أعمال عنف تطال المساجد فى العاصمة اليمنية صنعاء منذ سيطرة جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) عليها فى سبتمبر الماضى، سقط، أمس، نحو 55 قتيلا، على الأقل، وعشرات الجرحى، فى انفجارين، استهدفا مسجدين يرتادهما حوثيون. وقالت وكالة الأنباء اليمينة، التى يسيطر عليها الحوثيون، إن 4 انتحاريين استهدفوا مسجد بدر الواقع فى حى مزدحم بوسط صنعاء، ومسجد الحشحوش بشمال العاصمة. مشيرة إلى أن من بين القتلى، المرتضى المحطورى إمام وخطيب جامع بدر، الذى يعد أحد المرجعيات الدينية لجماعة أنصار الله، بزعامة عبدالملك الحوثى. من جهتها، قالت وكالة الأناضول التركية، نقلا عن مصادر لم تسمها، إن التفجير الأول الذى استهدف مسجد «بدر» خلال خطبة صلاة الجمعة، أدى إلى سقوط عشرات القتلى، فضلا عن مصابين لم يعرف عددهم على الفور. كما استهدف الانفجار الثانى، مسجد الحاشوش الواقع فى حى «الجراف» معقل الحوثيين، شمالى العاصمة، ما أوقع أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مصادر طبية قولها، إن نحو 55 جثة وصلت عدة مستشفيات بصنعاء، وإن عدد الجرحى تجاوز ال200. وحتى مثول الجريدة للطبع، لم تعلن أية جهة مسئوليتها عن هذين الهجومين. ولم ترد تفاصيل إضافية حول هذين الهجومين. وتعليقا على الحادث، قال القيادى الحوثى المنشق، على البخيتى، إنه «لا توجد مراقد للأئمة كالتى فى العراق، لذلك لم يجد الإرهابيون بابا لعرقنة اليمن إلا عبر تفجير المساجد وقتل المصلين، على أمل جر الطرف المستهدف لصراع وقتل على الهوية المذهبية». وأشار فى تدوينه له على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك، إلى «إيمانه بتعقل جماعة الحوثى فى ضبط ردود فعلهم بحيث تطال أوكار الارهابيين فقط، أينما وجودوا، وأن لا يتجاوز الرد ولو من باب الخطأ إلى غيرهم، حتى لا يُحقَقَ أى هدف من أهداف منفذى العمليات ومموليها». وفى عدن (جنوب البلاد)، وبعد يوم من غارة جوية فاشلة لجماعة الحوثى على مقر إقامة الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، أفادت شبكة سكاى نيوز عربية، بأن طائرة عسكرية، يعتقد أنها تابعة لجماعة الحوثى، جددت تحليقها على ارتفاع منخفض، أمس، فوق مدينة عدن. وبحسب مصادر نقلت عنها الشبكة، فإن الطلعة الجوية، جاءت فى محاولة من جماعة الحوثى للبحث عن المكان الذى يتحصن فيه هادى، بعد أن تم نقله من القصر الجمهورى، إثر استهدافه بقصف جوى من الحوثيين أمس الأول. يشار إلى أن المسلحين الحوثيين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ شهور، بينما تمكن الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى ووزير دفاعه من الفرار من قبضتهم بعدما أخضعوهما تحت الإقامة الجبرية، فيما رفعوها لاحقا عن رئيس الوزراء اليمنى، خالد بحاح، الذى توجه إلى منزله فى المكلا بحضرموت (جنوب).