دعا رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، لعقد مؤتمر وطني لمواجهة الإرهاب، عقب العملية الإرهابية التي استهدفت المتحف الوطني بمدينة «باردو»، في العاصمة تونس، وراح ضحيتها 22، أغلبهم من السائحين الأجانب، واصفا إياها بأنه "توحُّش تبشر به وحوش". ووجه رئيس حركة النهضة المصنفة ب«إخوان تونس» والتي لم تعلن ارتبطاها بالإخوان أو تنفه، حديثه لمن سماهم ب"الوحوش": "لن تكسروا إرادة شعبنا، سيتصدى لكم وسوف يهزمكم"، مضيفًا في الكلمة التي نشرتها صفحته الرسمية على "فيسبوك"، مساء الأربعاء، إن "استخدام العنف والتوحش في مواجهة ثورة شعب أراد الحرية وحكومة منتخبة هو ضرب من ضروب الإفساد في الأرض"، وزاد:"هؤلاء الوحوش يحاولون تدمير ذاكرة الشعوب عبر مهاجمة المتاحف وهدم التاريخ". واعتبر الغنوشي أن المستهدف من هذه العملية هي "أيقونة الربيع العربي، تونس، والمسار الانتقالي الذي يسير نحو تحقيق أهداف الثورة"، مؤكدًا أن التونسيين "رغم اختلافهم متضامنون ومنددون بهذه الوحشية" وقال إن "الشباب الذين يمارسونها لم يفهموا من الدين شيئا أو أنهم فهموه قتلا وتوحشا"، مضيفًا :"للأسف البعض يوظف هذه العملية لمصالح حزبية ضيقة نقول لهم يجب أن تعتبروا أننا اليوم أمام حدث فاصل في مسار ثورتنا وبلدنا، اليوم تونس مهددة ومسارها مهدد". وأكد الغنوشي رئيس حركة النهضة (حركة الاتجاه الإسلامي سابقا) وهي الحركة التاريخية التي تمثل التيار الإسلامي في تونس، أن "الشعب التونسي سوف يكون جسدا واحدا في مواجهة هذا التوحش"، وأن حركة النهضة "تتعاون مع الجميع لمواجهة هذا التوحش والدموية"، واصفا الإرهاب بأنه "نوع من أنواع الاستعمار للأوطان"، مضيفا "يمكننا أن ننتصر على الإرهاب فقد انتصرت الجزائر الشقيقة على الإرهاب لكن بشرط الوحدة، ويجب أن نقاومه ونتصدى له ونتجه نحو التنمية ونشر الفكر الوسطي والإسلام الصحيح فشعبنا ونحن من ورائه لن نستسلم".