انطلقت اليوم، بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط، أعمال المؤتمر السنوي السادس والثلاثين للجمعية الأفريقية للإدارة العمومية والتدبير، الذي تنظمه وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة في المملكة المغربية بشراكة وتنسيق مع الجمعية الأفريقية للإدارة العامة والتدبير حول موضوع "فعالية الشراكات من أجل تنمية مستدامة في خدمة المواطنين". وأكد المدير العام للإيسيسكو الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، أن المؤتمر الذي يستمر لمدة 4 أيام، يعد مبادرة بالغة الأهمية تندرج في سياق المبادرات المهمة المنتجة والفاعلة للجمعية الأفريقية للإدارة العمومية والتدبير، مشيرا إلى أن شعار المؤتمر يعبر بدقة منهجية عن المفهوم الجديد للتنمية الإدارية التي تقوم على التعاون والشراكة بين الفرقاء العاملين في هذا المجال الحيوي، بهدف تفعيل الإدارة العمومية في التنمية الشاملة المستدامة من أجل تطوير المجتمعات الإنسانية والنهوض بها، على النحو الذي يحقق الأهداف الإنمائية للألفية. وقال التويجري، في كلمته التي ألقتها بالنيابة الدكتورة أمينة الحجري، المديرة العامة المساعدة للإيسيسكو، "إن ميثاق الإيسيسكو يركز على التنمية بمفهومها العميق الشامل، وفي مجالاتها المتعددة، ومن جملة ذلك التنمية الإدارية، وإن كان بطريقة غير مباشرة، باعتبار أن التنمية التربوية والعلمية والثقافية لا تنفصل، في عمقها وأبعادها ومراميها، عن التنمية الإدارية الفاعلة في تنمية المجتمعات، لأنها تمهد السبيل نحو تحقيق الازدهار الاقتصادي، والتطور الاجتماعي، وتحديث آليات الإدارة التي هي في خدمة المجتمع في المقام الأول". ويشارك في هذا المؤتمر عدد من وزراء الدول الأفريقية، وكبار مسؤولي القطاع العام، ومدراء المعاهد والمراكز الإدارية وممثلين عن الصناديق الإنمائية الإفريقية وممثلين عن المجتمع المدني وهيئات دولية وجهوية وخبراء دوليين. وسيتم خلال هذا المؤتمر بحث سبل استثمار الشراكات بين الجهات الحكومية وغير الحكومية بهدف الرفع من فعالية صياغة وتنفيذ وتتبع وتقييم السياسات العمومية، ولصياغة آليات واضحة لتعزيز وتحويل مفهوم التنمية المستدامة وتوفير الخدمات لفائدة المواطنين. يشار إلى أن الجمعية الأفريقية للإدارة العامة والتدبير هي منظمة أفريقية تضم 32 بلدا، تم إنشاؤها سنة 1971 كإطار لدعم قدرات الإدارات العمومية بالمنطقة الأفريقية، لتبادل الخبرات والتجارب بين القائمين على الشأن العمومي، وكذا لتدارس آفاق ومعوقات تحقيق التنمية الشاملة بأفريقيا من خلال تشجيع التشاور والبحث والدراسات المقارنة.