«هارقص عليها في فرحي» كانت هذه العبارة أكثر تعليق لافت للانتباه على مقطع صوتي بعنوان «صليل الصوارم نشيد الإباة.. النسخة الشعبية»، الفضول يدفعك للضغط على زر الاستماع لاكتشاف كيف يقوم أحدهم بالرقص على مثل هذه الكلمات، لتجد نفسك فجأة أمام موسيقى المهرجانات الشعبية الشهيرة كخلفية موسيقية للنشيد الجهادي الأشهر لتنظيم «داعش». ال«تراك» الموسيقى الذي سجل أكثر من 50 ألف مرة استماع على موقعي «يوتيوب» و«ساوند كلاود» في الساعات الأولى من نشره، صاحبه الذي لم يتعد عمره ال18 عاما لم يكن يتوقع انتشاره بهذه السرعة. «بوابة الشروق» سألت كريم فاروق، صاحب النسخة الشعبية من «صليل الصوارم» عن سر فكرته. «مهووس بالبرمجة وهندسة الصوت، وتوزيع الأغاني هوايتي منذ 2011»، هكذا يعرف كريم فاروق نفسه، «كنت أسمع صليل الصوارم كأي مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي يقضى معظم وقته على مواقع الإنترنت من فترة كبيرة، لكن دون التركيز مع الكلمات، لكني وجدت الشباب على الإنترنت يعيدون نشر النشيد معلقين بكلام فيه لمحة إعجاب بكلماته، فقررت سماعه بتركيز، ومن هنا جاءتني الفكرة». يستكمل كريم: «في البداية لم أفكر في أي شيء سوى "الهزار" والسخرية، لكن مع انتشار ال"تراك" تمنيت أن يصل ل"الدواعش" كرسالة بسيطة لتوضيح موقفنا منهم ومن أفعالهم التي لا تخيفنا». وبسؤاله عن ردود الأفعال على المقطع ، قال كريم:« لم أكن أتوقع انتشاره بهذه السرعة، تقريبا مع كل "ريفريش" كان يتضاعف عدد مرات الاستماع، بالإضافة لسيل من التعليقات، معظمها إيجابي وخفيف الظل، إلا تعليقين سلبيين فقط، أحدهما: "انت كدا هتخلي الشباب ينضموا لداعش بسبب الريمكس"، والآخر: "ده اللي إحنا فالحين فيه، الهلس"». ويضيف كريم عن أكثر التعليقات التي أسعدته، أن أحد المصريين المقيمين بالخارج، قال له إن ال"ريميكس" مشهور جدا بالخارج، وغير العرب استطاعوا تمييز النسخة الأصلية من الساخرة، ويستمتعون بسماع الريميكس الساخر. أما عن أعماله المشابهة، يقول كريم: «لي حساب على مواقع "ساوند كلاود" أنشر عليه محاولاتي الموسيقية، وكان ريميكس أحد أغاني مايكل جاكسون مع موسيقى شرقية هو الأشهر قبل صليل الصوارم». وعن فكرة السخرية من السياسيين والرؤساء عن طريق استخدام الموسيقى الشعبية ومزجها بأجزاء من خطباتهم، قال كريم إنه سمع بعضها وأعجبته، وأكثرهم كانت "سيسي يس مرسي نو" التي صنعها أحد الشباب المغربي». وفي الختام، يقول كريم: «المزيكا بتلعب دور كبير في توصيل أي رسالة، هم يهددونا ونحن نرقص على تهديداتهم». «صليل الصوارم النسخة الشعبية»، مقطع موسيقي ظهر منذ أيام، وصل عدد مرات الاستماع للمقطع على قناة صانعه ما يقارب ال100 ألف مرة، غير أن عددا من المستخدمين قرروا نسخه على قنوات أخرى، الأمر الذي أزعج «كريم» صاحب الريميكس الأصلي، لعدم احتفاظه بحقوق الملكية، لكنه من جهة أخرى منبهر بانتشار المقطع، حتى دون نسبه إليه.