قال العميد رزق زكريا حسن حاكم ولاية غرب بحر الغزال بدولة جنوب السودان أن مصر وجنوب السودان نجحتا في التخلص من حكم الاخوان المسلمين، مشيرا الى تشابه الموقف بين الرئيسين سلفاكير وعبد الفتاح السيسى فيما يتعلق بالإسلام السياسى، حيث ان رفض الجنوبيين لحكم الاخوان المسلمين في السودان كان من أهم أسباب انفصالهم عن الشمال. وأضاف زكريا، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط علي هامش لقائه مع الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية الذى يزور جنوب السودان حاليا، أن بعض الجهات تستخدم نهر النيل للمزايدات للتأثير على مصر، مشيرا إلى أن إنشاء السدود الصغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية يمكنها حل أية خلافات بين دول الحوض ومصر كما أن التعاون لاستغلال الوفرة المائية من المياه والأمطار التي تسقط على حوض النيل هو الحل الأمثل للتصدى للخلافات حول المياه. وأوضح حاكم الولاية أن بلاده من أوائل الدول التى دعمت ثورة 30 يونيو للتخلص من حكم الإخوان المسلمين في مصر، لافتا إلى أن المشروعات التنموية التى تقوم بها مصر في جنوب السوداني حاليا من أجل توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين في مجالات المياه والكهرباء والصحة والتعليم، تؤثر إيجابيا بصورة كبيرة في نفوس شعب جنوب السودان الذى يكن محبة خاصة لشعب وحكومة مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى. وأضاف حاكم ولاية غرب بحر العزال، ان ولايته لديها 23 لغة و22 قبيلة وهي عاصمة الثقافة والفنون بدولة جنوب السودان، مشيرا الى ان العلاقات بين جنوب السودان ومصر في عهد الرئيس السيسى تشهد تقدما وازدهارا كبيرا في جميع المجالات، خاصة بعد القمة التاريخية التى جمعت الرئيسين خلال زيارة سلفاكير لمصر في نوفمبر الماضى. ودعا حاكم الولاية رجال الأعمال المصريين إلى الاستثمار في بلاده وخاصة في ولاية غرب بحر الغزال في مختلف مجالات الصناعات الغذائية والزراعة والتعدين حيث أنها منطقة غنية بالموارد الطبيعية من المعادن كالذهب واليورانيوم والنحاس والبلاتين، كما أن هناك ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة ولكنها تحتاج إلى الخبرة التى تتمتع بها مصر ، مشيرا إلي أن الولاية تمتلك ميزة نسبية في الإنتاج الحيواني تصل إلي 10 ملايين رأس من الحيوانات ومساحة قابلة للزراعة فورا تصل إلي 63 ألف كم (أكثر من 15 مليون فدان). وأشار زكريا إلي النتائج الإيجابية لزيارته لمصر في أغسطس الماضى حيث التقى العديد من الوزراء والمسئولين ومن بينهم وزير الموارد المائية والرى، مشيرا إلى أن الوزير مغازى يقوم حاليا بزيارة جنوب السودان وولاية غرب بحر الغزال لمتابعة ما تم الاتفاق عليه من مشروعات بمنح مصرية تصب كلها في خدمة وتوفير مقومات الحياة الأساسية لشعب جنوب السودان. كما تفقد وزير الرى ترافقه السيدة نونو كومبا وزيرة المياه والكهرباء والسدود في جنوب السودان بحضور حاكم ولاية غرب بحر الغزال موقع اقامة سد "واو" الذى يساهم في تغيير الخريطة الاقتصادية والاجتماعية لأكثر من نصف مليون نسمة من السكان في المناطق والولايات المحيطة. وقال مغازي، في تصريحات على هامش جولته التفقدية لموقع المشروع مساء امس الثلاثاء أن سد "واو" سيوفر مياه شرب نظيفة تكفى أكثر من 700 ألف نسمة، وتخزين حوالى مليار م3 مياه وتوفير طاقة كهرومائية تقدر بنحو 10,4 ميجاوات سنوياً، بالإضافة إلى الفوائد العائدة من تحسين حركة الملاحة النهرية وصيد الأسماك والتجارة البينية. واشار إلى أن مساحات شاسعة من الأاراضى الزراعية بولاية غرب بحر الغزال تقدر بنحو 100 ألف فدان سوف يمكنها زراعة المحاصيل على مدار العام بدلا من دورة واحدة وهى فترة سقوط الأمطار خلال فصل الصيف فقط ، حيث أن السد سوف يوفر مياه الرى على مدار السنة. وأضاف وزير الري " إن مشروعات التعاون المائية بين مصر وجنوب السودان تعد نموذجا للتكامل بين الأشقاء من أجل تحقيق المصالح والمنافع المشتركة في الحاضر والمستقبل ، موضحا أن هذه الزيارة التى يقوم بها إلى دولة جنوب السودان هى الثانية خلال شهرين، مما يدل على مدى اهتمام مصر حكومة وشعبا بالوقوف إلى جانب أشقائهم في جنوب السودان التى تمثل عمقا استراتيجيا لمصر. وأكد حاكم ولاية غرب بحر الغزال حرص دولة جنوب السودان على دعم علاقات التعاون المشترك مع مصر في شتى المجالات والاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات التعليم والزراعة والعلاقات الدولية. وقد رافق حاكم ولاية غرب بحر الغزال دكتور حسام مغازى خلال افتتاحه مساء الثلاثاء مرسى "واو" على نهر الجور الذى يسهل حركة الملاحة النهرية ونقل الأفراد والبضائع بين مختلف الولايات والمدن، وتفقد محطة رفع وتنقية مياه الشرب بمدينة واو لتوفير مياه الشرب والرى على مدار العام لأكثر من 20 ألف مواطن بالمناطق المحرومة في "واو" عاصمة ولاية غرب بحر الغزال.