تصاعدت أزمة إقالة عميد كلية التربية بجامعة الأزهر، الدكتور عبدالفتاح إدريس، من منصبه، وتعيين الدكتور محمد عبدالعاطى أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بدلا منه، أمس، حيث التقى الدكتور يحيى نجم وكيل كلية التربية، وعدد من قيادات الكلية، بالدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس الجامعة، لإقناعه بعدول رئاسة الجامعة عن قرارها بإقالة عميد الكلية وتعيين عبدالعاطى بديلا له، برغم كونه غير متخصص فى المواد التربوية. وفى خطوة تصعيدية ضد إدارة الجامعة، نظم العشرات من أساتذة كلية التربية بجامعة الأزهر وقفة احتجاجية ظهر أمس، بنادى أعضاء هيئة التدريس، تنديدا بإقالة عميد كلية التربية. وطالب المحتجون بمعايير واضحة فى تعيين قيادات الجامعة وعمداء الكليات وإقالتهم، وعدم إقالة أى قيادة أو عضو دون تحقيق، خاصة فى ظل عدد من الإقالات دون تحقيق لشخصيات، قال النادى إنها وطنية مخلصة وتم تعيين بدلاء يعملون ضد مصلحة الوطن لصالح اتجاهات معينة. ودعا نادى أعضاء هيئة تدريس الأزهر، فى بيان رسمى له أمس، وقع عليه 100 عضو، إلى تصحيح الأوضاع الخاطئة بإعادة تشكيل لجنة القيادات، وإبعاد من لا تنطبق عليهم الشروط، مطالبا بتفعيل قرار رئيس الجمهورية، بتعيين العمداء ضمانا للاستقرار وتحصينا لهم من الإقالة دون تحقق وعلى غرار ما هو متبع فى المجلس الأعلى للجامعات. ومن جانبه، قال الدكتور عبدالفتاح إدريس عميد الكلية المقال، إنه تم انتخابه عميدا للكلية منذ ثلاثة أشهر، وأن إقالته تنم عن تخبط لتعيين غير المتخصصين، وتجاهل 22 أستاذا متخصصا. وأعلن إدريس، إقامة دعوى قضائية ضد رئيس الجامعة الدكتور عبدالحى عزب، للمطالبة بالعودة إلى منصبه، قائلا: «إذا كان رئيس الجامعة قادرا على اتخاذ قرار واستكماله للنهاية، فعليه أن يعين نفس الشخص عميدا لكلية شرعية، وأن تفتح الجامعة تعيين أساتذة الطب والعلوم لرئاسة الجامعة»، علما بأن رئاسة الجامعة تسند فقط لأساتذة الكليات الشرعية فقط وفقا لقانون الجامعة. فيما هدد الدكتور محمد حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس، بتنظيم عدة وقفات احتجاجية أخرى، ضد إدارة الجامعة، والدخول فى اعتصام مفتوح فى حال عدم استجابة رئيس الجامعة لطلب أعضاء هيئة التدريس بإقالة عميد كلية التربية الحالى وعودة العميد المنتخب لمنصبه. من ناحية أخرى، نظمت العشرات من طالبات جماعة الإخوان، بجامعة الأزهر فرع البنات، وقفة احتجاجية أمام كلية الهندسة، ظهر أمس، أطلقن خلالها الشماريخ والألعاب النارية على أفراد الأمن الإدارى بالكلية، ورددت طالبات الإخوان العديد من الهتافات المناهضة لإدارة الجامعة وقوات الشرطة، وطالبن رئيس الجامعة بالتراجع عن قراره بفصل العشرات من الطلاب الذين ثبت تورطهم فى المشاركة فى أعمال العنف داخل الحرم الجامعى. وتدخلت قوات الشرطة، وقامت بفض تظاهرات طالبات الإخوان، وانتشر أفراد الأمن بمختلف أرجاء الجامعة، كما فرضت قوات الأمن تشديدات أمنية مكثفة حول المبنى الإدراى. فيما شهدت جامعة الأزهر فرع البنين بمدينة نصر أمس، حالة من الهدوء الحذر وسط غياب ملحوظ للفاعليات الاحتجاجية لطلاب جماعة الإخوان، الذين كانوا قد دعوا للتظاهر ضد إدارة الجامعة.