ضمن فاعليات مشروع القراءة الكبرى نظمت مكتبة الإسكندرية الخميس الماضى محاضرة حول ترجمة رواية «أن تقتل طائرا بريئا» للكاتبة الأمريكية «هاربر لى»، ألقتها مترجمة الرواية الدكتورة داليا الشيال أستاذة اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، حيث تحدثت عن تجربتها مع ترجمة الرواية، مع إعطاء أمثلة من الفيلم المقتبس عن الرواية التى صدرت عن دار الشروق، وهى تعد من أهم الروايات الأمريكية التى حققت أعلى معدل للمبيعات. وقد تمت ترجمتها إلى 40 لغة، وأصبحت من الروايات الكلاسيكية التى تجسد مفهوم العنصرية فى الولاياتالمتحدة فى فترة الثلاثينيات، وتروى قصة رجل أسود من ولاية ألاباما اتهم ظلما باغتصاب امرأة بيضاء. وقد فازت الرواية بجائزة بوليتزر للكتاب العام 1961، وتحولت إلى فيلم سينمائى للمخرج «روبورت موليجن» فاز بجائزة الأوسكار». يذكر أن مكتبة الإسكندرية نظمت عددا من الفاعليات الثقافية التى تناقش الرواية، فى إطار المشروع الثقافى «القراءة الكبرى: مصر الولاياتالمتحدة»، الذى يهدف إلى تعريف القارئ المصرى بالأدب الأمريكى، وتعريف القارئ الأمريكى بالأدب المصرى، وتشجيع تبادل القراءة بين الأمريكيين والشعوب الأخرى كمبادرة للتعاون الثقافى العالمى. وكانت المكتبة قد بدأت المرحلة الثانية من مشروع القراءة الكبرى فى يوليو الماضى بمناقشة الرواية الثانية ضمن مشروع القراءة الكبرى، وهى رواية «فهرنهايت 451» للكاتب الأمريكى «راى برادبرى»، التى قالت عنها مجلة «نيويورك تايمز» الشهيرة إنها تحمل مضامين مرعبة، إنه مبهر حقا ذلك العالم المجنون الذى رسمه «برادبرى»، والذى يدق أجراس الخطر لكونه يحمل ملامح كثيرة من عالمنا». ولاقت الرواية نجاحا عالميا، ووزعت أكثر من خمسة ملايين نسخة، وتتحدث عن الرقابة والتحدى، وتحكى عن قصة نظام شمولى يقوم بغزو العالم فى المستقبل ويجعل التليفزيون دعاية سياسية له ويقوم بحرق الكتب على درجة 451 فهرنهايت. بطل الرواية هو رجل الإطفاء «مونتياج» يقوم بمطاردة مثقفة تدعى «كلاريس»، ولكنها قامت بجذبه وإقناعة بقراءة رواية جميلة حيث كانت النتيجة سريعة إذ وقع مونتياج فى حب التراث الإنسانى العريق الذى لم يكن يعلم عنه لولا كلاريس. وبالتدريج تمرد هو أيضا على السلطة. وفى السياق نفسه أطلقت المكتبة مسابقة لكتابة المقال وللتصوير الفوتوغرافى حول روايات المشروع، ويتم تحكيم المقالات من خلال لجنة يرأسها الدكتور محمد زكريا عنانى بالنسبة للمقالات المقدمة باللغة العربية، والدكتورة شادية السوسى بالنسبة للمقالات المقدمة باللغة الإنجليزية. أما مسابقة التصوير الفوتوغرافى فتتكون لجنة التحكيم من المصورين عبدالله داوستاشى ومحمد نافع وجورج نادر، وسوف تعلن نتيجة المسابقة فى 13 أغسطس الحالى. تجدر الإشارة إلى أن مشروع «القراءة الكبرى» بدأ كمبادرة من جانب المؤسسة القومية للفنون والآداب بواشنطن، بالاشتراك مع مؤسسة وسط الغرب الأمريكى للفنون والآداب، ومؤسسة خدمات المتاحف والمكتبات بواشنطن، إثر صدور التقرير السنوى للمؤسسة القومية للفنون والآداب لعام 2004، الذى أشار إلى حدوث انخفاض خطير فى نسب القراءة بهدف التسلية لدى الأمريكيين. وكانت المبادرة عبارة عن تقديم مجموعة من الكتب لأشهر الكتاب الأمريكيين إلى المؤسسات والمنظمات المحلية، وتشجيعها على اختيار أحد هذه الكتب لإقامة الفاعليات الثقافية حوله. ثم بدأ التفكير فى تبادل القراءة بين الأمريكيين والشعوب الأخرى، كمبادرة للتعاون الثقافى العالمى، فنشأت فكرة مشروع «القراءة الكبرى: مصر الولاياتالمتحدة»، وتتولى تنفيذ هذا المشروع كل من وزارة الخارجية الأمريكية والجهات الأمريكية المسئولة عن مشروع «القراءة الكبرى» بالولاياتالمتحدة، كما يشارك فى المشروع من مصر كل من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، والجمعية المصرية لمصادر التعليم E-ERA، ومكتبة الإسكندرية. وقد تم مؤخرا ضم عملين إلى مجموعة «القراءة الكبرى» هما «موت إيفان إلييتش» للأديب الروسى «ليو تولستوى»، و«اللص والكلاب» للأديب الكبير نجيب محفوظ.