تصدرت جريمة القتل البشعة التي نفذها تنظيم جند الخلافة التابع لتنظيم داعش الإرهابى بحق 21 مصريا في ليبيا صدارة اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين، التي عبرت عن صدمتها وإدانتها للجريمة. وذكرت صحيفة (السفير) اللبنانية أن تنظيم داعش، أضاف يوم أمس، جريمة جديدة إلى سجله الوحشي، بعدما نفذ تهديده بقطع رؤوس 21 مصريًّا قبطيًّا في ليبيا، في تطوّر يعزز المخاوف بشأن تمدد التنظيم التكفيري إلى الأراضي الليبية، وينذر بفتح جبهة جديدة ضد الإرهاب في شمال أفريقيا. وأشارت الصحيفة إلى أن جريمة قتل المصريين، الذين اختطفوا على أيدي التكفيريين في مدينة سرت على الساحل الليبي، جاءت بعد ساعات من دعوة إيطاليا إلى تشكيل «ائتلاف» ضد الإرهاب في ليبيا، وعشية وصول وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان إلى القاهرة لتوقيع الاتفاق بشأن تزويد الجيش المصري بطائرات «رافال» ومنظومات عسكرية أخرى. وأوضحت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سارع إلى دعوة مجلس الدفاع الوطني إلى اجتماع عاجل، معلنًا الحداد الرسمي لمدة سبعة أيام.. مشيرة إلى أن مجلس الدفاع الوطني يملك حاليًّا قرار إعلان الحرب والتدخل العسكري خارج البلاد، في ظل غياب برلمان منتخب. وتوجه السيسي، عقب الاجتماع، ببيان إلى الشعب المصري قال فيه إن «هذا الإرهاب الخسيس الذي طال مصر، هو حلقة جديدة من حلقات الإرهاب التي تضرب الإنسانية كلها»، مشددًا على أن الوقت قد حان للتعامل مع الإرهاب «من دون انتقائية وازدواجية في المعايير». وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية السفير معصوم مرزوق للسفير "إنه يجب أولًا تحديد ممرات آمنة لإجلاء المصريين من ليبيا، خاصة المتواجدين في الأماكن الخطرة، وذلك في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يجب أن يتم بالتنسيق مع الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ودول الجوار". وأضاف "إن هذا العمل الوحشي لن يمر دون قصاص، مشددًا على أن مصر لن تغفر هذه الجريمة البشعة في حق أبنائها، أنه ينبغي أن تقوم جامعة الدول العربية بدورها، وكذلك يجب التحرك على مستوى مجلس الأمن الدولي لإدانة تلك الجريمة وكل من يساند أو يمول تلك التنظيمات الإرهابية، سواء كانوا أفرادًا أو دولًا". من جهته، قال الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، في اتصال مع «السفير»، " إن تنظيم داعش يعمل على تحقيق أهداف خارجية لتوريط مصر، والسعي إلى إحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين داخل البلاد". وأضاف سويلم" أتوقع توجيه ضربات عسكرية نوعية إلى عناصر تنظيم داعش في ليبيا ردًّا على هذه الجريمة، مؤكدًا أن أماكن الإرهابيين في ليبيا معروفة للدولة المصرية، ولا بد أن يكون هناك تواجد كثيف للأمن المصري داخل القبائل الليبية". وذكرت الصحيفة "أن حزب النور السلفي، وبالرغم من إدانته جريمة ذبح المصريين، على لسان رئيسه يونس مخيون، بوصفها «جريمة بشعة تنافي الإسلام»، إلا أنه أكد أن «من ظهروا في فيديو الذبح ليست لهم علاقة ببن لادن، كما ادعوا»، رافضًا التدخل العسكري في ليبيا، باعتباره «محاولة لتوريط الجيش المصري نتيجة لفشل التحالف (الدولي) المناهض لداعش». من جانبها، ذكرت صحيفة (النهار) اللبنانية أن الجريمة المروعة صدمت مصر والعالم.. مشيرة إلى أن الأقباط سافروا إلى ليبيا سعيا وراء رزقهم رغم تحذيرات الحكومة من السفر إلى ليبيا وهم ينتمون إلى خمس قرى في محافظة المنيا ومنهم 13 من قرية العور وحدها. وأبرز الموقع الإلكتروني لجريدة النهار، رد فعل مصر تحت عنوان "مصر تنتقم"، مشيرة إلى أن القوات المسلحة أعلنت أن مصر وجهت فجر اليوم ضربة جوية مركزة ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا بعد يوم من نشر فيديو ذبح 21 شابا مسيحيا مصريا. ونقلت الصحيفة، عن بيان القوات المسلحة المصرية، "قامت القوات المسلحة المصرية فجر اليوم الاثنين بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تدريب ومخازن وذخائر تنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية، وأن الضربة حققت أهدافها بدقة وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعها سالمة". ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في كلمة مساء أمس "إن مصر تحتفظ بحق الرد" وبالأسلوب وبالتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة المجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية".