كشفت مصادر مطلعة النقاب عن تفاصيل مشروع المظلة الدفاعية التى تسعى الولاياتالمتحدة إلى نشرها فى الشرق الأوسط فى تزامن مع تحقيق تسوية نهائية للصراع العربى الإسرائيلى. وقال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكرى فى شئون الأمن الاقليمى: إن المظلة الدفاعية التى يجرى الحديث عنها تتكون من مجموعة من نظم البطاريات المضادة للصورايخ «باتريوت»، ومراكز تحميل معلومات رئيسية، وقواعد اتصالات مركزية. وأضاف اللواء سامح سيف اليزل، الخبير فى شئون الأمن القومى: إن المظلة ستتضمن أيضا طائرات أواكس (Awacs) من نوع «بعيد المدى»، وأن الولاياتالمتحدة ستقوم بتزويد القاهرة والرياض بهذه المنظومات الحديثة. فى السياق نفسه، كشف اللواء سيف اليزل عن مناورات بحرية مشتركة أجرتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل سرا الشهر الماضى استغرقت ثلاثة أيام عند آخر نقطة بحرية فى المثلث الجنوبى للحدود المصرية السودانية على بعد 120 ميلا بحريا، والتى عبرت حينها القطع البحرية الإسرائيلية من قناة السويس، فضلا عن التعاون الكامل بين إسرائيل والجيش الأمريكى «لإجراء تجارب على الصاروخ حيتس المتطور فى صحراء كاليفورنيا قبل موعدها بعام كامل». وكانت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى بانكوك منذ أسبوعين حول «المظلة الدفاعية» فى الخليج قد قدمت مؤشرا جديدا على أن واشنطن تعتزم الربط بين التسوية النهائية للصراع العربى الإسرائيلى، والجارى الإعداد لها حاليا، وبين مجموعة من الترتيبات الأمنية الإقليمية، تشمل ضمان أمن الخليج وطمأنة إسرائيل تجاه ما تعتبره «تهديدا» إيرانيا، فضلا عن توفير ما وصفه الخبير الإستراتيجى الأمريكى توماس ووكر ليبمان بأنه «شكل من أشكال الردع» فى مواجهة إيران. فى الوقت نفسه، قال مصدر سورى مطلع ل«الشروق» إنه من المتوقع «أن تعقد دمشقوواشنطن اتفاقيات دفاعية عسكرية فى حال توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل». وأضاف المصدر نفسه أن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلى سورى وإلى تسوية شاملة للصراع العربى الإسرائيلى سيؤدى «بصورة أو أخرى إلى اختلاف فى إدارة العلاقات التى تربط دمشق وطهران ولكنه لن يجمدها.» فى المقابل علمت «الشروق» من مصادر دبلوماسية عربية فى القاهرة أن سلطنة عمان أعربت عن معارضتها لفكرة مظلة الدفاع الأمريكية العربية. وقال مصدر رفض ذكر اسمه أن مسقط أبلغت موقفها هذا للعواصم العربية المعنية وكذلك لواشنطن. وحسب المصدر فإن دبلوماسى عمانى رفيع المستوى شدد على وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون أخيرا بضرورة التحرك نحو انجاز تفاهم إيرانى أمريكى يكون هو الضامن لأمن الخليج وللمصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمى. وعن طبيعة العلاقات بين مصر والسعودية وباقى الدول العربية من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى، فى ضوء الترتيبات الأمنية الأمريكية قال اللواء عادل سليمان، مدير المركز الدولى للدراسات المستقبلية: إن مصر والسعودية لن تكونا على خط تواصل مباشر فى المظلة الدفاعية مع إسرائيل، مضيفا أن المنظومة القائم التشاور حولها ستكون مظلة «ردع عسكرى إستراتيجى» وليست مظلة ذات طابع هجومى. ووفق خبراء إستراتيجيين فإن القاهرة يمكنها أن تحقق «مكاسب حقيقية» من التوصل إلى اتفاقية سلام شامل بين العرب وإسرائيل، بما يؤدى إلى التوصل لتفاهم حول مظلة الدفاع. وحسب أحد الخبراء، فإن هذه المظلة ستكون كفيلة بحماية منشآت النفظ العربية فى الخليج، وكذلك حماية المصالح الأمريكية والتى يمكن أن تكون عرضة لعمليات انتقامية من قبل إيران، فى حال ما تحرشت إسرائيل بإيران. وأضاف الخبير نفسه: «أن مصر لها أيضا مصلحة كبرى فى هذه المظلة، بالنظر إلى حرص مصر على أن تكون مشاركة فى أى ترتيبات لأمن الخليج، وبالنظر إلى رغبة مصر الأكيدة فى موازنة النفوذ الإيرانى فى منطقة الخليج»، خاصة فى ضوء ما تصفه القاهرة بأنه وجود إيرانى بالغ التأثير فى العراق.