استقل مئات المهاجرين سفنا قبالة سواحل ليبيا، الجمعة، فيما يستعد مئات آخرون للمغادرة قرب طرابلس، وسط ظروف مأساوية رغم اختفاء 330 شخصا في البحر المتوسط في الأيام الأخيرة. وأعلن خفر السواحل الإيطاليون، الجمعة، عن عدد كبير من العمليات الجارية، وسط ظروف مناخية معتدلة نسبيا، لإنقاذ ثلاثة زوارق مطاطية محملة بمهاجرين يواجهون صعوبات قبالة سواحل طرابلس. وقال دون موسى زيراي لوكالة فرانس برس، وهو كاهن إريتري مسؤول في منظمة غير حكومية لمساعدة المهاجرين غير الشرعيين، إنه تلقى عددا كبيرا من النداءات من مهاجرين وضعوا في بيوت خشبية قرب طرابلس وسط ظروف صحية مزرية، من أجل مساعدتهم. وأضاف "أبلغ عناصر ميليشيات هؤلاء المهاجرين الذين يناهز عددهم 600 أنهم سيبحرون قبل نهاية الأسبوع. ونقلوهم بشاحنات إلى هذا المعسكر الذي يبعد بضعة كيلومترات عن البحر". وقد وصل البعض إلى المعسكر قبل أسبوعين ودفع كل منهم 1800 دولار. وبين المهاجرين 150 امرأة منهن ست حوامل وعدد كبير من القاصرين الذين لا يرافقهم أحد، ويشكل الإريتريون والإثيوبيون والصوماليون والسودانيون القسم الأكبر منهم. واضاف الكاهن "عندما يتذمرون، يطلق المسلحون النار في الهواء لترهيبهم. وهم يخشون المرض بسبب الروائح النتنة، وقد فقدوا الأمل لذلك فهم مستعدون للقبول بكل ما يريده عناصر الميليشيات". وفي الأيام الأخيرة اختفى حوالى 330 مهاجرا من جنوب الصحراء انطلقوا في السابع من فبراير من شاطئ قرب طرابلس، أو ماتوا من البرد لدى محاولتهم الوصول إلى إيطاليا وسط أمواج عاتية. وذكر الناجون أن المهربين هددوهم بمسدسات أو عصي لإرغامهم على الإبحار رغم سوء الأحوال الجوية. وانتقد فابريس ليغيري، المدير التنفيذي لوكالة فرونتكس الأوروبية لمراقبة الحدود، في بيان هذه "الجريمة المروعة"، متسائلا هل يعتبر المهربون أن هؤلاء الأشخاص لقوا حتفهم نتيجة "حادث رهيب" أم نتيجة "استراتيجية متعمدة"؟.