"أبو هول موسكو يلتقي مع قيصر مصر الجديد" .. هكذا وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، مشيرة إلى أن الوسائل الإعلامية القومية استقبلت بوتين استقبال الأبطال، الذي يُقدم لرؤوساء دولتهم. وقالت الصحيفة أن ما ساعد على إثراء رواية أن روسيا مناسبة أكثر لتكون حليف رئيسي لمصر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، هي رؤية الإعلام المصري بأن السيسي وبوتين لديهما خلفيات مماثلة. وأضافت الصحيفة أن بوتين مثل السيسي يُنظر إليه أنه رجل قوي يسحق المعارضة ويواجه الغرب، وبسبب محاربة ما وصفته الصحيفة ب "التمرد الإسلامي في الشيشان" في تسعينات القرن الماضي، يُنظر إلى بوتين بأنه متعاطفًا مع معركة مصر ضد الإرهاب. من جانبها، قالت وكالة "فرانس برس" إن بوتين يزور مصر مع رغبة روسيا في توسيع انتشارها في مصر، مع توتر العلاقات المصرية والأمريكية. وأوضحت الوكالة أن بوتين داعم أساسي غير عربي للسيسي، الذي يواجه انتقادًا قاسيًا من واشنطن لحملته القمعية المميتة على المعارضة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. وقال الخبراء، إن هدف زيارة بوتين أيضًا إظهار عدم انعزاله دوليًا على الرغم من الأزمة القائمة في أوكرانيا، وفقًا للوكالة. وتحت عنوان "بوتين يزور القاهرة وسط الفتور المستمر في العلاقات الأمريكية المصرية"، ذكر الموقع الإلكتروني لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن القاهرة بسطت السجادة الحمراء لبوتين، الذي يزور مصر سعيًا نحو توسيع نفوذ الكرملين في الشرق الأوسط عبر رعاية دولة عربية واجهت الرفض من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأشار الموقع إلى أن مطالبة السيسي بإنهاء التطرف لم يساعد على تحسين العلاقات مع واشنطن، وهذا ربما خلق فراغًا يسعى بوتين ليملأه، ولكن قال خبراء إن مصر لا تزال تعتمد على الولاياتالمتحدة من أجل المزيد من المعلومات الاستخباراتية والأسلحة التي تحتاجها لمطاردة الإرهابين، وخاصة في شبه جزيرة سيناء. وأوضح الموقع أن الولاياتالمتحدة أشارت إلى استعدادها لاستئناف العلاقات الوثيقة مع مصر، بإرسال 10 طائرات أباتشي إلى القاهرة في ديسمبر الماضي، ولكن وفقًا لخبراء إقليمين، ربما يختار السيسي أن يجعل الدول تلعب ضد بعضها البعض، أو يقترب من روسيا، خاصة إذا استمرت الولاياتالمتحدة في انتقاد إدارته. وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن بوتين ذهب إلى مصر في زيارة ليومين، في خطوة تهدف شكليًا لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر، وتسمح أيضًا لكلا الدولتين بإرسال رسائل موجهة إلى الولاياتالمتحدة. ويعتقد محللون أنه على الرغم من اهتمام الطرفين بتشكيل علاقات قوية، إلا أنهما يسعيان في المقام الأول، للإشارة للمجتمع الدولي إلى أن سياساتهما الخارجية لن يفرضها الآخرون. وقال "بن جودا" المتخصص في الشئون الروسية، إلى أن بوتين يريد توضيح أنه لا يزال يمتلك حلفاء، في ظل المفاوضات التي تركته بدون عدد كبير من الأصدقاء. وأوضح "إتش إيه هيلر" المتخصص في الشئون المصرية، إن مصر من جانبها ربما ترغب في إجراء صفقة أسلحة على نطاق صغير مع روسيا، ولكن اهتمامها الأول في استضافة بوتين هو إظهار أنها ليست مدينة بالفضل للسياسة الخارجية للولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن الولاياتالمتحدة وقفت في النهاية مع الحكومة المصرية، بتقديم طائرات الأباتشي، إلى أنه ربما تنصب الآمال المصرية في أن روسيا يمكنها سد الفراغ في المستقبل. كما أشارت الصحيفة إلى اللافتات التي تحمل عبارات الترحيب بالرئيس الروسي في شوارع القاهرة، وقالت إن أغلب هذه اللافتات مكتوبة باللغة الإنجليزية، أكثر من اللغتين العربية والروسية، مما يشير إلى أن الجمهور المستهدف من هذه اللافتات يقع في الخارج.