شرع نحو 50 زائرا شيعيا في ترديد الاناشيد الدينية والصلاة قرب مقبرة أثرية. وهذا المشهد ليس غريبا في الشرق الأوسط إلا أن هذا المزار يقع في أرض مستشفى إسرائيلي يعالج أساسا مصابي الصراع مع قطاع غزة القريب. يضم مركز بارزيلاي الطبي في مدينة عسقلان الساحلية مقبرة يعتقد بعض الشيعة إن رأس الإمام الحسين بن علي حفيد النبي محمد دفن بها منذ عقود بعد مقتله في معركة كربلاء. وقال الشيخ معاذ طرمال الذي يقود الزوار الشيعة لرويترز "نصلي كلنا أولا احتراما لرأس الإمام الحسين لأنه شهيد... ونعتقد أنه إذا صلينا هنا فان الله سيسمع دعاءنا." ويعتقد كثير من الشيعة إن جثمان الحسين دفن قرب مكان قتله في كربلاء في العراق. ويقول آخرون إن بعض السنة أخفوا رأس الحسين في عسقلان في القرن العاشر قبل أن ينقل الرأس ليدفن في مصر من أجل سلامته بعد أن بدأت الحملات الصليبية. ومن بين انصار هذا الرأي طائفة البهرة الداودية الشيعية التي يعتنقها نحو مليون شخص في أنحاء العالم. ويأتي أعضاء هذه الطائفة سنويا لزيارة المقبرة المزخرفة بالرخام فوق تلة عشبية داخل مركز بارزيلاي الطبي. ويقول موشي هانانيل العالم الإسرائيلي الذي يساعد في ترتيب هذه الزيارات إن بعض الزوار الشيعة الذين يتدفقون على المستشفى يأتون من دول لا تعترف بإسرائيل. وأضاف "دخولهم البلاد يحظى بموافقة مسبقة" إلا أنه رفض تحديد الدول التي يأتون منها بسبب الحساسيات السياسية. وقال الطبيب رون لوبيل نائب مدير المستشفى "هذه واحدة من تناقضات الشرق الأوسط. لدينا هنا مكان مقدس للمسلمين .. المسلمون الشيعة. وعلى الجانب الآخر هناك مسلمون آخرون يطلقون علينا الصواريخ." وأضاف أنه أثناء حرب غزة العام الماضي اعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي صاروخين أطلقتهما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) فوق مركز بارزيلاي الطبي. وقال طرمال إنه يعتقد أن العناية الالهية تحمي المكان مضيفا "هذا مكان مقدس. الكثير من الصواريخ تسقط على عسقلان ولكن هذا المكان آمن دائما ومن ثم أعتقد أن هذا أمر روحاني."