وقف محبو محمد المنسي قنديل في صفين انتظارًا للحصول على توقيعه على نسخة من روايته الأخيرة "كتيبة سوداء"، وبينما كان أغلب القراء يمسكون بالروية الأخيرة في أيديهم، كان أخرون يفاضلون ما بين رواياته الأخرى "يوم غائم في البر الغربي"، "انكسار الروح"، "أنا عشقت"، "قمر على سمرقند". حرص كل من حضروا حفل توقيع "كتيبة سوداء" بجناح دار الشروق بمعرض الكتاب، عصر اليوم الخميس، على التقاط صورة شخصية مع الكاتب الذي عبر جميعهم عن مدى حبهم لرواياته. مختلفة واستثنائية كان من بين الحضور الروائي طارق إمام والذي قال: "أنا سعيد جدا برواية كتيبة سوداء، اعتبرها رواية مختلفة واستثنائية، سواء بالنسبة لمسيرة محمد المنسي قنديل الروائية، أو بالنسبة للرواية المصرية عموما، الرواية ذهبت لمساحة جديدة، فأحداثها تدور في المكسيك، وتتكلم عن واقعة شبه مجهولة في التاريخ المصري والتاريخ الأوروبي". وأضاف: "من الممكن قراءتها من زاويتين؛ زاوية لها علاقة بالتاريخ المصري، وزاوية لها علاقة بالتاريخ الأوروبي، وأنا سعيد لأن المنسي قنديل في هذه الرواية يعود لشغفه الكبير بالتاريخ، فأعماله تترواح ما بين التاريخي والمعاصر، إلا أن الرواية الأخيرة تؤكد مشروعه الفكري والروائي". عن الثورة من جانبه، قال الكاتب محمد المنسي قنديل ل"الشروق" إنه يحاول الآن الكتابة عن ثورة يناير من خلال مشروع روائي، مضيفًا: "أحاول الكتابة عن السنوات المضطربة التي مرت بمصر منذ قيام الثورة، بدأت في الرواية بالفعل، لكن البدايات الأولى في الكتابة يكون بها نوع من المراوغة، ويكون من الصعب أن نمسك بعناصرها، لكني أتمنى خلال الشهور المقبلة أن أواصل الكتابة". انكسار الروح قنديل أوضح أن رواية "انكسار الروح" هي أقرب الروايات لقلبه، لأنها أول رواية كتبها، مضيفا: "الرواية الأولى يكون بها جزء كبير من سيرة الكاتب الذاتية ولذلك تكون قريبة منه". "يقال إن الكاتب يكتب رواية واحدة طوال عمره، وتظل باقي الروايات عبارة عن تنويعات على الرواية الأولى، وذلك أنا أعتبر انكسار الروح هي الرواية الأم لي" بهذه الكلمات حكى المنسي قنديل عن علاقته بروايته الأولى. وذكر أنه أصبح لديه خطأ واضحًا ومشروعًا يريد أن يحققه من خلال الرواية التي قرر أن يمضي معها الباقي من سنوات عمره. أسئلة ملحة واصل الكاتب محمد المنسي قنديل حديثه ل"الشروق"، قائلا إن هناك سؤالًا ملحًا دائمًا ما يسأله لنفسه "هل نحن شعب محكوم عليه بالهزيمة؟.. وعند سؤاله حول مدى توصله إلى إجابة لهذا السؤال، قال: "لم أصل لإجابة محددة". وأضاف: "الشعب المصري تعامل مع أنظمة لم تخرج إلا أسوأ ما فيه، ولدي أمل بأن نظامًا واحدًا ينصفنا كشعب، ويثق فينا"، وضرب مثالا قائلا" نابليون بونابرت قال إن الشعب المصري كبير، لكنه يحتاج لعشر سنوات من الحكم الصالح، ونحن حتى الآن لم نعش تلك العشر سنوات في تاريخنا الذي يعد بآلاف السنين". الكاتب محمد المنسي قنديل له أعمال عديدة في أدب الطفل والرواية والقصة، ومن ضمن قصصه "من قتل مريم الصافي، احتضار قط عجوز، بيع نفس بشرية، آدم من طين، عشاء برفقة عائشة"، وروايات "الوداعة والرعب، انكسار الروح ، قمر على سمرقند ، يوم غائم في البر الغربي ، أنا عشقت ، كتيبة سوداء"، بالإضافة إلى عدد من الكتب.