لتقييم نجاح أو فشل ثورة يناير يجب أن تكون هناك معايير للتقييم، وللأسف المعايير أصابها حاله من السيولة الشديدة خلال الأربع سنوات الماضية مما جعل التقييم شديد التعقيد. ولنأخذ الإيجابيات أولا: 1 تمكن الشعب المصرى من إزاحة فرعون لأول مرة منذ زمن بعيد وإذا ما تمكن الشعب من إزاحة فرعون فلن يقوم فرعون آخر. 2 أنهت قصة التوريث. 3 انتخابات رئاسة وبرلمان بالبطاقة الشخصية (مطلب هام قبل الثورة). 4 تحديد مدة الرئاسة لفترتين. ولو تحقق هذا على يد مبارك لما قامت الثورة. السلبيات هل المواطن المصرى يشعر بأنه أحسن حالا الآن كما كان حاله قبل يناير؟ (لا أعتقد).. سؤال محير ولكن لكى نلوم الثورة على أن سلبيات تمس حياة المواطن المصرى يجب أن نأخذ فى الاعتبار أن الثورة لم تحكم، فماذا حدث بعد يناير؟ 1. حكم مصر المجلس العسكرى برئاسة المشير طنطاوى وهو كان جزءا اساسيا من نظام مبارك. 2 تم الالتفاف حول الثوار وتسليم السلطة إلى جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا يؤيدون المجلس وكانوا هم الآخرون جزءا لا يتجزأ من نظام مبارك (جزء التخويف). 3 قام الشعب المصرى بالالتفاف مع قواته المسلحة وأزاح حكم الإخوان المظلم والديكتاتورية الدينية وأتى برئيس جديد منتخب (يتمتع بنسبة مذهلة من التأييد الحقيقى (30 يونيو). ولكن هل تحققت أهداف الثورة (عيش حرية عدالة اجتماعية)؟ (الشعب يريد اسقاط النظام) وليس مبارك فقط؟ إن عام 2015 عام فارق فى تاريخ مصرنا العزيزة فنظام مبارك القمعى الفاسد فى الدولة مازال مستمرا وإذا لم يتم تفكيك هذه الشبكة العنكبوتية (وهذا ليس بالمستحيل إذا ما توافرت الإرادة السياسية) فإن مصر ستعود إلى الوراء ونبدأ الحلقة من جديد وهذا هو الخطر الأكبر على مصر. يجب على الشعب ومفكريه أن يطالبوا جديا القيادة الوطنية التى تتمتع بشعبيه لم يسبق لها أحد بالتغيير وإلا سيصبح المستقبل مجهولا.